غير كيزيدو يسدو على ريوسهم: الجزائر انسحبت من كاس العرب فالمغرب بسبب خريطة المغربة
حميد زيد كود ////
كل شيء فعلته في هذه الحياة.
وكتبت عن كل شيء تقريبا. وحاورت الجني اليهودي.
وحاورت فيلاً في حديقة تمارة. كما أخذت تصريحا من زرافة. وسجلت لقاء مطولا مع ضبع في حديقة عين السبع. ونقلت إلى القراء معاناته. وحزنه. وكيف تسللت امرأة في الليل. وقطعت رأس أنثاه. وأخرجت من الرأس مخها.
ولم يحدث أن كذبني أحد.
ولم يحدث أن شكك أحد في مهنيتي.
وتشهد الهوام والوحوش على نزاهتي وحيادي.
ويشهد البشر.
ومع ذلك.
ومع كل مجدي الصحفي. ومساري الحافل بالإنجازات العظيمة.
وإتقاني لمنطق الطير.
فإني أظل عاجزا في مواجهتي لكلمتين ظهرتا في اللغة العربية خلال السنوات الأخيرة.
الكل يستعملهما إلا أنا.
ويكتبون “مخرجات”.
ويكتبون “مدخلات”.
ولا أعرف من أين تأتيهم كل هذه الشجاعة. وكل هذه الجرأة.
وأحاول كل مرة أن أجد لهما موضوعا يليق بهما. لكني أفشل فشلا ذريعا.
وأحاول أن أفهمهما. وأتعمق فيهمها. كي أكتب عن دراية.
لكنهما يستعصيان علي.
وأغار من زملائي. وأشعر بالدونية.
كلهم يستعملون مخرجات ومدخلات بسهولة. بينما أنا أتألم وأتوجع.
وأشعر بالنقص.
ومنذ ظهرتا وأنا أحاول أن أوظفهما.
وعبثا أحاول.
وقد جربت أن أصنع لهما مقالا من أجلهما معا.
وقد جربت أن أخص مخرجات لوحدها بمقال. وآخر لمدخلات.
ولم أنجح.
ولا شك أنهما مهمتان. وتفتحان آفاقا جديدة في الكتابة وفي فهم العالم اليوم.
ولا شك أن الكاتب أو الصحفي. وكي يستحق اللقب. عليه أن يلجأ إليهما.
لكن لا واحدة منهما تسعفني.
وتتمنعان علي.
ومرة أقحمت مخرجات عنوة بين الكلمات. إلا أنها بدت لي نشازا.
ومعرقلة للمقال. ومدعية. ولا معنى لها. ومتعالمة.
ثم إني أخاف أن أموت دون أن أتمكن من كتابتهما.
وأخشى أن لا يغفر لي التاريخ ذلك.
وأن تسائلني الأجيال القادمة. وأن يحاسبني المستقبل.
ويقول لي أين كنت.
حتى لا تستعمل مخرجات ومدخلات.
بينما أنا في قرارة نفسي لي موقف منهما.
موقف جمالي بالخصوص. ويتعلق بالذوق. وبغيرتي على العربية.
وأحاول
وأحاول
جاهدا أحاول.
فلا أستطيع النطق بمخرجات. ولا أستطيع رقن مدخلات.
فأصطدم بالحائط وأنا أدخل مع مدخلات. ثم وأنا أخرج مع مخرجات. ودائما حائط يصدني.
ورغم أن فيهما مال. وجديدتان. وجاءتا من عالم الإنتاج والاقتصاد. فإني لم أنجح في تطويعهما.
ولم يقبلهما معجمي.
رغم أني محتاج إلى أي كلمة إضافية. وإلى أي منقذ.
ومن أجلهما كتبت هذا المقال اليوم.
كي لا يسألني عنهما أحد في المستقبل. وكي أبرىء ذمتي. وكي أعلن عن موقفي.
وقد حاولت مرارا. ولمت نفسي.
لكنها لا تستقيمان.
وأتعجب ممن يكتب مخرجات
وأتعجب ممن يكتب مدخلات
وهو جاد.
أتعجب ممن ينطق بهما دون أن يجرج اللغة العربية
ويقحمها في قضايا لا دخل لها فيها
ويورطها في مواضيع لم تخلق من أجلها.