الرئيسية > آراء > من هو صحفي السنة في المغرب، ومن كتب أخطر افتتاحية هذا العام! بسبب الغيرة والحسد لم يتوجه أحد ولم ينل جائزة ولم يشر إليه المناضلون والثوار
30/12/2014 16:06 آراء

من هو صحفي السنة في المغرب، ومن كتب أخطر افتتاحية هذا العام! بسبب الغيرة والحسد لم يتوجه أحد ولم ينل جائزة ولم يشر إليه المناضلون والثوار

من هو صحفي السنة في المغرب، ومن كتب أخطر افتتاحية هذا العام! بسبب الغيرة والحسد لم يتوجه أحد ولم ينل جائزة ولم يشر إليه المناضلون والثوار

حميد زيد كود=

منذ اكتشاف حجر رشيد في مصر وأول النقوش على الصخر والألواح والكتابة على سعف النخل وجلد الماعز وعظام الحيوانات وورق البردي، وحتى اختراع أول جريدة في العالم وظهور المطبعة، لم يشهد تاريخ الصحافة عبر التاريخ حدثا يشبه الحدث الذي وقع هذه السنة، والذي يتمثل في إقدام مدير جريدة مغربية على كتابة افتتاحية عبارة عن إعلان وموقعة باسمه تمتدح معجزات المكتب الشريف للفوسفاط وإنجازاته العظيمة.

إنه في نظري حدث الأحداث الصحفية في هذه السنة التي نودعها، وفي القرون الماضية والقرون المقبلة، ولن يغطي عليه ظهور المواقع الإلكترونية ولا الجيل العاشر من الأنترنت ولا إكسير الخلود ولا الموت ولا القيامة ولا تسريبات كريس كولمان.

والغريب أن لا أحد من اليقظين الساهرين في الفيسبوك وحماة الأخلاق والمتربصين بزلات الصحفيين وسقطاتهم انتبه إلى هذا الفتح الجديد، ولا أحد ثمن هذه السابقة وهذا الاختراع الأقرب إلى معجزة.

مدير جريدة يتحمل عناء القيام بدور يقوم به عادة المسؤول التجاري أو أي شخص يقوم بجلب الإشهار، وبعد الحصول عليه لا يكلف الصحفي المكلف بصفحة الاقتصاد بالكتابة عن الموضوع، ولا يكتب تحته إنه مقال إشهاري مؤدى عنه، بل يبدع ويتألق ويبهر العالم ويوقع افتتاحية باسمه خاصة بالفوسفاط ومشتقاته، وفي الصفحة الأولى، وفي نفس البقعة الخصبة التي يكتب فيها عن مآلات الربيع العربي وبنكيران ودول الخليج ودستور 2011 وتأويلاته الديموقراطية.

ولأننا لا نقدر الخلاقين والمبدعين في مجال الصحافة حق قدرهم، لم يشهر به أحد، ولم يرفعه المناضلون على الأكتاف، ولم يكتبوا في الفيسبوك عن إنجازه التاريخي، الذي جعل المغرب سباقا ومخترعا لنوع جديد من الافتتاحيات، ومرت هذه الافتتاحية كأي افتتاحية أخرى، في حين أعتبرها مفخرة لنا جميعا، وتستحق تتويجا وطنيا ودوليا ووساما وعزفا وتحية لهذا المدير الذي أبان في افتتاحية واحدة على إلمام كبير بالعلوم وعالم المال والإعلانات والسياسة وكيفية تدبير الشركات وجعلها ناجحة ومتفوقة وتنال إعجاب الدول العظمى والأبناك الدولية والبورصات.

لكننا وللأسف الشديد لا نقدر في هذا البلد عباقرتنا، ولا ننتبه إلى مثل هذا الحدث الكبير، ولا أحد قال إنه حدث السنة، ولا أحد احتفى بصاحب الافتتاحية وحياه على جرأته وشجاعته واقتحامه لمجال جديد، لم يقتحمه صحفي قبله وجنى من ورائه أموالا طائلة، وبدل ذلك نلاحق صحفيين آخرين عن قناعاتهم، التي لا يجنون من ورائها إلا الشتائم والتخوين والمس بكرامتهم وشرفهم وأسرهم وحياتهم الخاصة.

ولم أجد أي تفسير لكل هذا الجحود، يتدخلون في أفكار الصحفيين ويطلبون منهم أن يرضوهم ويكتبوا على هوامهم، وفي نفس الوقت لا يحيون صحفيا ومديرا أنجز عملا خارقا وامتلك الشجاعة والجرأة ووضع اسمه وهو مدير في إعلان مؤدى عنه، ولا يشيرون إليه بالأصبع، ولا يتوجوه ولا يكرموه ولا يفتخرون به، بعد أن خلق الحدث وتفوق علينا جميعا وأنجز ما لم يجرؤ أي أحد على القيام منذ اختراع الصحافة.

أقولها دون تردد: إنها افتتاحية السنة وحدث القرن الصحفي، ولكم أن تهتموا بما شئتم، وتتوجوا من تشاؤون، أما أنا فواضح، ولن أمنح صوتي إلا لمن يستحق، وللافتتاحية التي يجب أن تدرس في معاهد الصحافة، والتي يجب أن يتعلم منها النشء الصاعد، وكل من أراد في المستقبل أن يمارس هذه المهنة، فكثيرون يكتبون الافتتاحيات، وهناك من يشتغل مع الأجهزة ويكتب تحت الطلب، ويظل بئيسا فقيرا مفلسا تتبعه الشبهات واللعنات، لكن ليس سهلا على أي كان تدبيج افتتاحية  حول مشتقات الفوسفاط، وتأثيره على رفع دخل أصحاب المقاولات الصحفية وتحسين وضعهم المادي، دون أن تثير شكوك أحد، ودون أن يزعجك مناضلو الفيسبوك وثواره، ويكفي أن تحدثهم عن الحراك و20 فبراير وكريم التازي وسمير عبد المولى وترفع معهم شارة رابعة وتدافع عن الإخوان واستطلاعات مركز الدوحة ودراساته العميقة، حتى يقدرونك، ولا ينتبهوا إلى الحكمة الكامنة في مديح مشتقات الفوسفاط، التي اقتحمت عالم الصحافة الورقية، ووفرت لها أسمدة، جعلتها تنتعش وتتطور وتنتشر في زمن الأنترنت وكلفة الورق والمطبعة وتراجع موجة الربيع العربي ومبادرة الصلح بين قطر ومصر.

وأي مناضل وصحفي نزيه ومستقل لا يعتبر أن تلك الافتتاحية هي أهم حدث صحفي في هذه السنة، وفي السنوات  والقرون التي سوف تليها، فأنا أشك فيه واعتبره عميلا للأجهزة والمخابرات وبوقا للنظام المخزني وللدولة العميقة، لكننا للأسف في هذه المهنة نحارب بعضنا البعض، ونغار من نجاح بعضنا، وعندما يقوم زميل لنا بعمل خارق، وعندما يتألق ويتميز، نتظاهر بعدم الاهتمام، ونلاحق الفاشلين والمفلسين ونتهمهم بكل التهم، كما لو أننا أعداء للنجاح، نترك الأحداث المهمة والمعجزات الصحفية والأحداث والعلامات الفارقة في التاريخ، ونهتم بلادجيد، كأنما المكتب الشريف للفوسفاط شركة تابعة للموساد، بينما هو مؤسسة وطنية، ومن واجبنا مدحها، وفي خدمتها خدمة للوطن والديمقراطية، ولا يفهم ذلك إلا المدير والصحفي الحكيم، الذي اختاره دون غيره صحفي السنة، وأتوجه وأنيشه من هذا المنبر، بعد أن سبقنا جميعا، وأخذ المجد، وتركنا نتشاجر مع بعضنا البعض في الفيسبوك، ونتنابز بالألقاب، ولا نجني من رواء ذلك إلا صداع الرأس، والخصومات المجانية، التي لا يحصل منها أي طرف على أي مقابل مادي ولا أي ربح.

موضوعات أخرى

20/04/2024 01:00

نهضة بركان غيمشيو من مطار الجزائر للوطيل يرتاحو والكاف عطاهم ضمانات على التونيات

19/04/2024 22:30

مغربي غير حط رجليه فمطار روتردام بعد عطلة العيد.. لقى البوليس كيتسناوه باش يدوز حكم ديال 5 سنين ونص فالحبس