حميد زيد – كود//

علاقتي بدولة الإمارات قوية ومتينة وضاربة جذورها في عمق التاريخ، ولن يفسدها الخبر الذي نشر في موقع كود هذا اليوم.

لكني ألومها، وأعاتبها على عدم توجيه أي دعوة لي، لأكون ضمن الوفد الإعلامي الذي زارها مؤخرا.
ولو مجاملة، ولو لرفع العتب.

فمنذ سنوات وأنا معها على طول الخط، وفي السراء والضراء.
وقبل أن يأتي دحلان.
وقبل مؤمنين بلا حدود. وقبل أن تظهر جائزة البوكر. وقبل أن تظهر هذه الاصطفافات. ويختار كل زميل وكل منبر منا خندقه.

وإذا كان هناك صحفي إماراتي الهوى فهو هذا الصحفي الضعيف.
ويا ما قرأت زهرة الخليج.
ويا ما داومت على شراء الصدى ودبي الثقافية.

أما حين ظهرت مجلة الدوحة القطرية في حلتها الجديدة، فقد قاطعتها، رغم إغراء الكتاب الذي تقدمه مجانا مع كل عدد.
وحين كنت طفلا، كنت أعرف موزة الحبوبة، ولا شخصية أثرت في حياتي مثل كسلان جدا.
حتى أنه صار قدوتي في الحياة.

وليس لأني أريد هدايا. وليس لأني أرغب في ركوب شركة الطيران الإماراتي التي يحكون أنها الأفضل.
بل عن قناعة راسخة.

وقد يقول لي من اختار الأسماء والمنابر إني لست مدير نشر.

لكن، ومن باب الإنصاف والاعتراف، فإنه كان من الممكن توجيه الدعوة إلى مدير كود، وكنت حينها سأنوب عنه.
لكن يبدو أن الإمارات لا تعرف من هم أصدقاؤها الحقيقيون في المغرب،

ودون أن تدري تخسر أوفاهم وأخلصهم لها.
ودون أن تدري تكلف أشخاصا يجهلون كل شيء عن أصدقاء الإمارات، ويقصونهم بنية مبيتة.

وربما لن تفهم دولة الإمارات مضمون الخبر الذي نشر اليوم في موقع كود عن الوفد الإعلام الذي زارها.
وكعربون صداقة مني، فأنا مستعد أن أترجمه لكم إلى العربية الفصحى، ودون مقابل.

ودون أي هدية.
ودون أي حجز.

وقد جاء في الخبر أن مسؤولا إماراتيا التقى بالوفد الإعلامي المغربي وحرضهم على حزب العدالة والتنمية.

ولا أعرف مدى صحة الخبر.

ولو كان ما جاء في كود صحيحا، و استشرتموني، لنصحتكم بتوجيه الدعوة إلى حزب العدالة والتنمية.
ولقلت لكم إنه ليس كما تظنون.

وأنه معكم، ومتفق تماما مع ضاحي خلفان.
وأنه منذ مدة وحزب العدالة والتنمية يحارب حزب العدالة والتنمية.

ويحارب الإخوان المسلمين.

حتى أنه ظهر بينهم مفكر يدعوهم إلى التخلي عن بنكيران، وإلى تبادل مشاعر الحب مع التحكم.

وبدل ذلك الوفد، فقد كان من الأولى أن تنظموا رحلة منظمة لوزراء الحزب الحاليين، لأنهم هم من يستحق الهدايا.

ولأنهم يحاربون الإخوان المسلمين من الداخل.
ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، ولأنهم أدرى من غيرهم بخطورة حزب العدالة والتنمية، والخطر الذي يشكله الإخوان.

ولن أبالغ إن قلت أن إقصائي من ذلك الوفد الإعلامي كان متعمدا.

لأني كنت سأصارحكم، وأقول لكم الحقيقة كما هي.

وكنت سأمنحكم سبقا صحفيا مفاده أن العدالة والتنمية في المغرب أخذ على عاتقه لعب دور حزب الأصالة والمعاصرة.

وأنه حزب لطيف، وحداثي، ويرفض الإخوان، ولم يعد يستعمل كلمة التدافع، ولا التمكين.

وأن كل شيء يمسخ في المغرب، وبمجرد أن يصل الإخواني إلى السلطة، فإنه يصبح شخصا آخر.

ومتأكد أن لا أحد من ذلك الوفد أخبركم بهذا.
ولا أحد منهم شرح لكم الوضع في المغرب كما هو، وأنه يمر الشيوعيون، ويمر الإخوان، ولا يبقى إلا المخزن، وأنا معه، ومعكم.

وألومكم لتعويلكم على من لم يقدم لكم نصف الخدمات التي قدمتها لكم.

حتى أني خسرت علاقاتي مع قطر

وقاطعت تعليق الشوالي
وقاطعت الاستماع إلى الأخبار في قناة الجزيرة

ويشهد القراء أني كنت محاربا قديما للإخوان، وقبل أن يظهر الحداثيون الجدد في المغرب.

وكنت دائما أكتب ما في القنافذ أملس
وكنت استئصاليا ومؤمنا بعدالة قضيتي

لكنكم تخليتم عني، ووجهتم الدعوة إلى خصوم الإخوان الطارئين، ونسيتم واحدا من أقرب المغاربة إليكم.

وعندما جاء الربيع العربي وقفت ضده.
وعندما اشترت قطر بعض الصحفيين المغاربة قاومتها لوحدي ودون دعم منكم.
وعندما كانوا يهاجمون خليفة حفتر كنت أرد عليهم، رغم أني أجهل كل شيء عن ليبيا.

وفي الأخير
توجهون الدعوة إلى الجميع، وتتخلون عني.

ولا اعتذار
ولا دعوة كاذبة
ولا هدية ثمينة
ولا رسالة شكر.