كود : يونس أفطيط//

دائما أحس أني الوحيد الذي يفهم مسؤولينا، أما الشعب فإنه في كوكب آخر، لا يفهم كيف يتعاملون، وكيف يخططون ويضعون إستراتيجيات من أجل رفاهيتنا وخدمتنا، وحين شاهدت طريق جمعة أسحيم، إستغربت لغضب المغاربة، كيف يغضبون، ولماذا؟.

وأنا أشاهد فيديو الشاب المعتقل إستغربت لماذا إعتقد الناس أنها طريق، كيف أصبح المغاربة لا يفقهون شيئا، ولا يفرقون بين طريق معبدة وصلبة وبين بساط من الشكلاطة؟.

لقد فكر المسؤول

وخمن جيدا، كيف ينشئ طريقا ويدخل موسوعة غينيس

كيف يستطيع أن ينشئ أكبر طريق بالشكلاطة

تراها طريقا لكنها ليست بطريق وتراها شكلاطة لكنها ليست بشكلاطة

هي تأخذ من الاثنان ولا تصلح لأن تكون الاثنان

وحين أفكر كم جلس المسؤول يعتصر دماغه ليخرج هذه التحفة الفنية الرائعة، أجد نفسي مجبرا على الوقوف لأصفق له وأنزع قبعتي إحتراما له.

لقد أنشأ تحفة فنية، وأثث المدينة بالديكور، وبعد الطريق سيفكر في إنشاء ديكور آخر

وهو الآن وبعد إعتقال الشاب، يفكر في المشروع القادم

سينشئ دارا لرعاية الاطفال المتخلى عنهم بالزبدة

وقنوات صرف صحي من الدقيق

وشبكة كهرباء بأعمدة من البيمو اللذيذ

وأعمدة هواتف من البطاطس المقلية المصبوغة باللون البني

ويزرع أشجارا وينشئ حدائق بالبيتزا والهامبرغر والبانيني وما لذ وطاب من الطواجن والمأكولات

ويطلي واجهات المنازل والبنايات بالعسل المخلوط بالكاكاو

ويصنع أكبر مسمنة يحولها إلى ملتقى الطرق

إنه يفكر مليا في أن يجعل جمعة سحيم أكبر كوزينة في العالم

وفي الاخير يأتي من يتهمه بأنه غشاش، ويرمي عليه بالباطل، وينسى أن قذف المحصنات الغافلات من الموبقات، وينسى أن الرئيس يعتصر مخه، ويفكر بجد أن تدخل جمعة اسحيم لموسوعة غينيس، وتصبح المدينة النموذجية في الديكور

وبكل غرابة تقفز الجمعيات الحقوقية لتدافع عن المعتقل، وتعتبره ضحية، ويغضب الشعب على المسؤول ويطالب بمحاسبته، ويطالب بإعتقاله، وجلده وإعدامه، ويبقى المسؤول وحيدا بدون مدافع عنه، لكننا في كود سندافع عنك، ولأن حميد زيد منشغل بالدفاع عن مسؤولين آخرين، فأنا سأدافع عنك، وسأطالب بأن ينصبوا لك تمثالا مصنوع من كل الاطباق اللذيذة، فأنت أردت التغيير، وكل من يحتج عليك من أعداء التغيير، وقد طالبوا فيما مضى بالتغيير، وحين جئتهم إتهموك بالغش، وأنت لست غشاش البتة.

أنت أمهر الطباخين، وقد رأينا تحفتك الفنية في بساط الشكلاطة، ولو أن المعتقل كلف نفسه عناء تذوق الطريق لعرف أنك لست بغشاش، ولذاق حلاوة ما صنعت، لكنه لم يذق، وأنت لم تترك أحدا ليتذوق من حلاوة ما صنعت، وأردت أن يبقى البساط كاملا لك، وحز في نفسك أن يتمادى ويتطاول أحدهم ويتلاعب في طريقك، وهذا حقك، فأنت من أخرج التحفة الفنية هاته، ومن حقك أن تصونها وتحافظ عليها من عبث العابثين، وأنا معك في كل هذا، وكل من له بصيرة ثاقبة معك، وكم من المسؤولين سيتمنون تقليد تحفتك الفنية.

ولهذا أخبرك وإستمع لي بتمعن

أعلن عن تنظيم دورة تكوينية

وإجمع كل المسؤولين الراغبين في التعلم منك

وأجبرهم على الدفع مسبقا ليتعلموا

فأنت قد عصرت مخك

وهم لم يعتصروه، فأعصر جيوبهم أولا، وبزهم حتى يعطوك ما تريد

ثم علمهم المقادير، وكيف يمكن للمسؤول أن يصنع طريقا تخلد كتحفة فنية أفضل من الجوكاندا في جماليتها

واترك بعض الاسرار لنفسك ولا تبح بها، فالطباخ الماهر هو من يمنح للزبون أكلة لذيذة دون أن يعرف من يلتهمها مقاديرها بشكل مفصل

وقل لهم هذا سر عائلي، سيتوارثه الابناء والاحفاد، ويكفينا نحن، أنك طباخ ماهر، رفعت رأسنا بطريق الشكلاطة، وسندافع عنك ما حيينا منتظرين تحفتك الفنية القادمة