الرئيسية > آراء > من الخطأ التفريط في حزب العدالة والتنمية!
25/05/2020 19:00 آراء

من الخطأ التفريط في حزب العدالة والتنمية!

من الخطأ التفريط في حزب العدالة والتنمية!

حميد زيد//

ما الذي يزعج الدولة في الأحزاب.

وفي العدالة والتنمية بالخصوص.

فهذا الشكل الذي نعيشه من الديمقراطية مناسب للدولة.

ومثالي.

ولا يضر. ولا يؤثر. ولا يهدد الدولة. ولا يهدد السلطة الحقيقية. ولا يهدد أحدا.

وكأنها ديمقراطية. لكنها ليست كذلك.

وكأنها انتخابات. لكنها ليست كذلك.

ولا مفاجأة فيها. وكل شيء متحكم فيه.

وكأنه رئيس حكومة. لكنه ليس كذلك.

وكأنه حزب فائز بالانتخابات. لكنه ليس كذلك.

وكأنها معارضة. لكنها ليست كذلك.

وكأنها أغلبية. لكنها ليست كذلك.

وكي تحصل الدولة على شخص مثل سعد الدين العثماني.فقد كان عليها أن تدفع فيه الثمن الخيالي.

وتستورده من الخارج.

أو تربيه. وترضعه. حتى يكبر.

بينما هو متوفر لها بالمجان. ودون تعب. ودون أن تبذل أي مجهود. ودون أن تسهر الدولة الليالي. ودون أن تدفع فيه فلسا واحدا.

وخدوم.

ودائما هو آخر من يعلم.

ودائما يبتسم. ونادرا ما يشتكي.

كما أن الأحزاب المغربية كلها لطيفة. ولا تحرك ساكنا. وتتسابق في ما بينها فقط على من يقترب من الدولة.

وعلى من ينال ثقتها. وعلى من تحدب عليه.

وألطف الأحزاب على الإطلاق هو حزب العدالة والتنمية.

ورغم أنه كبير فهو يرضى بالقليل.

ويرضى بما يمنح له.

وكل همه هو أن يبقى في وضع”كأنه”. هذا.

وكأنه هو الأول.

وكأنه هو الذي يحكم.

وما يميزه أنه الحزب المغربي الوحيد الذي يتمتع بشعبية.

وبقاعدة.

وقنوع. ولا يطالب إلا بموقع في “كأنه”. وأن يحصل على نصيبه. بل أقل من نصيبه.

وبأن يحافظ على ماء وجهه. لزوم الصورة.

ومن الخطأ التفريط فيه.

ولذلك يبدو هذا النقاش الدائر هذه الأيام مفتعلا. وتحصيل حاصل. ولا جديد فيه.

فالديمقراطية المغربية منذ عقود وهي معلقة.

وتحبو.

ولا تبرح مكانها.

ومنذ عقود والأحزاب تفهم اللعبة. وتوافق على شروطها. وتلعبها بمهارة.

وهي موجودة وغير موجودة في نفس الوقت.

ومنذ عقود والتكنقراط هم الذين يعوضون الأحزاب.

وهم الذين يسيرون أهم الوزارات والقطاعات.

وليس اليوم.

وليس البارحة.

وليس غدا. ولا جديد تحت الشمس.

وكأن من يدعو إلى التخلي عن الأحزاب. وتعليق الانتخابات لفترة. يستكثر على الأحزاب رواتب وزرائها.

ومنتخبيها.

ويخطط لحرمان حزب العدالة والتنمية من تلك التعويضات القليلة التي يحصلون عليها.

ومن تلك المناصب المراقبة.

ومن تلك المدن والجماعات التي يسيرونها.

وهذا كله لا شيء مقابل ما يقدمه هذا الحزب للدولة.

حتى أنه انقلب على نفسه. وعلى قيمه. ومبادئه. وقناعاته. وعلى أمينه العام السابق.

ليكون عند حسن ظن الدولة.

وفي النهاية تخرج أصوات تدعو إلى التخلي عنه وعن الأحزاب وعن الديمقراطية إلى حين.

فهل هذا جزاؤه.

هل هذا جزاء من يضحي بكل شيء من أجلك.

ولو كانت هذه الأصوات تتوفر على ذرة عقل لعضت على سعد الدين العثماني بالنواجذ.

فمن أين لها برئيس حكومة مثله.

وحتى لو أرادت الدولة أن تصنعه بمواصفاتها فلن تحصل على رئيس حكومهة يشبهه.

كأنه هدية من السماء.

كأنه مكافأة للدولة.

ومن أين لها بحزب عدالة وتنمية جديد إن هي تخلت عن هذا الذي تتوفر عليه حاليا.

وهل تبدأ الدولة من الصفر.

وهل تصنعه من جديد. مع ما في ذلك من بذل للجهد. ومن إنفاق. ومن تبديد للثروة.

ومن أين لها بهذه الأحزاب الكثيرة.

ومن أين لها بالاتحاد الاشتراكي. وبالاستقلال. وبالتقدم والاشتراكية.

ومن أين لها بالتجمع الوطني للأحرار.

ومن أين لها بالأصالة والمعاصرة الذي أنفقنا عليه كثيرا ولم نستفد منه. ولم نوظفه.

ولم نستثمر فيه.

ولم نجن من ورائه إلا الخسائر والفضائح.

ومن أين  لها بالنهج ليقاطعها.

وبدل هذه الدعوات الغريبة.

وبدل توجيه شكر خاص لكل الأحزاب المغربية لغيابها. ولعدم قيامها بأي دور.

ولتمثيلها الديمقراطية. ولإتقانها للدور.

ولقبولها بالقليل. وبتقزيمها. وبتهميشها. وبعدم التعويل عليها.

نقوم بمهاجمتها.

وننادي بالتخلي عنها. وبتأجيل الانتخابات. وبتعليق الديمقراطية.

والحال أنها في حكم المتخلى عنها.

والحال أنها لا دور لها.

وكأن ذلك لا يكفي.

وكأن من يدعو إلى ذلك ملَّ من هذه التمثيلية الديمقراطية.

ومن هذا الوضع الملتبس.

ولو كان هناك عقلاء بيننا لرفضوا الترويج لمثل هذا الكلام.

ولطمأنوا الأحزاب. ولاعتنوا بها.

ولأبدوا حرصا كبير على الحفاظ على هذا الشكل من الديمقراطية ومن الانتخابات.

لأنه ناجح.

ولأن لا مفاجآت فيه.

ولأنه مضمون.

ولأن ما يطلبه حزب العدالة والتنمية. وما تطلبه معظم الأحزاب. ليس أن يكون القرار بيدها.

وليس أن تحكم.

بل أن تتواجد فقط. مع التكنوقراط.

لكن البعض يريد أن يحرمها حتى من هذا الدور الصغير الذي تقوم به.

ومن أن تظهر في الصورة.

كأنهم يستكثرون عليها ذلك.

وكأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل وجوه الأحزاب.

وعلى التمثيل.

وعلى ادعاء الديمقراطية.

بعد أن ظهر فيروس كورونا. وفضح كل شيء.

ورأى الناس أين توجد السلطة حقيقة.

وأين يوجد القرار.

وأين توجد حكومة العدالة والتنمية.

التي اكتفت بالظهور في الفيسبوك وتويتر.

وبالقيام بالأنشطة التربوية والثقافية الرمضانية. كما قال سعد الدين العثماني بعظمة لسانه. مدافعا عن دور حزبه.  ومواجها كورونا بالأنشطة.

كما لو أنها جمعية صغيرة

في حي

في دار شباب.

 

موضوعات أخرى

18/04/2024 18:20

الدورة 7 من معرض العمران للعقار بدات وعنوانها: برنامج دعم سكن الجديد فرصة عقارية لگاع المغاربة

18/04/2024 17:30

من مدريد.. ينجا الخطاط لـ”كود”: علاقة بلادنا مع الإسبان فالطريق الصحيح والثقة رجعات بين الحكومتين

18/04/2024 16:45

فلقاء جمعو بأخنوش.. المدير العام لمنظمة الفاو كينوه بالتجربة المغربية فمجال الفلاحة والصناعات الغذائية(صور)

18/04/2024 16:30

المفتشية العامة للإدارة الترابية دخلات على خط شبهة التلاعب فالصفقات العمومية بولاية جهة فاس مكناس