أنس العمري ـ كود//
تبعات قرار منع التنقل من وإلى 8 مدن ما وقفاتش عند الكوارث لي تسبب فيها «ليلة الهروب الكبير»، التي كانت وراء العديد من المآسي.
أنس العمري ـ كود//
تبعات قرار منع التنقل من وإلى 8 مدن ما وقفاتش عند الكوارث لي تسبب فيها «ليلة الهروب الكبير»، التي كانت وراء العديد من المآسي.
فإلى جانب متاعب بلاغ منتصف الليل، الذي فرض على الآلاف خوض سباق مع مهلة 5 ساعات لبلوغ وجهاتهم قبل سريان مفعول الإجراء الجديد المعتمد على خلفية التصاعد المقلق في عدد الإصابات المؤكدة ب «كورونا»، أدخل الغموض الذي اتسم به القرار وطريقة تطبيقه المغرب في حالة ارتباك كبيرة، إذ بدل أن يسهم في تنظيم إيقاع تحركات المغاربة بما يتناسب مع تطور الحالة الوبائية بالمملكة، كان سببا رئيسيا في توسع رقعة الفوضى وسيادة نهج «كلها يشرق ويغرب كيفما بغا»، كما هو عليه حال تدبير الحكومة لأزمة الجائحة.
فعكس المنتظر من القرار، شهدت، الساعات الماضية، حركة تنقل مكثفة ما بين المدن المعنية بالقرار وأخرى لم تدرج في قائمة بلاغ المنع، رغم تأكيد وزير الصحة، خالد آيت الطالب، في ندوة صحافية عقدها، عشية أمس الاثنين، عدم تمديد أجل هذا الإجراء ل 48 ساعة، كما سبق وروج لذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، بناء على تدوينة لسفيان بحري، الذي يقدم نفسه على أساس أنه مدير صفحة «الملك محمد السادس»، وهي الخرجة التي تستوجب المتابعة لما خلقه هذا الخبر الزائف من بلبلة وسط المغاربة في هذا الظرف الحساس.
ووفق ما توفر، ل «كود» من معطيات، فإن أفواجا حزمت حقائبها، أمس واليوم، وانتقلت من المدن التي شملها الإجراء في تجاه أخرى سياحية أو تلك التي توجد بها عائلاتهم لقضاء العيد معها، في وقت عجزت السلطات العمومية عن وقف هذا التدفق الكبير، نظرا لعدم مدها بتعليمات واضحة فيما يتعلق بحثيات تطبيق القرار.
هذا التضارب بين المعلن وما هو مسجل على أرض الواقع، أفرغ الإجراء من محتواه، إذ ما زالت فئة أخرى تضع في حساباتها أنه بإمكانها التنقل إلى الوجهة التي ترغب بالذهاب إليها في الساعات المقبلة، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول الجدوى من إخراج الوضع عن السيطرة، بشكل غير مفهوم، وتحويل حياة الآلاف في تلك الليلة إلى قطعة من الجحيم، مادام أن هذه الخطوة لم تجنبنا الأسواء، بل على العكس قد نكتشف في القادم من الأيام أنها كانت وراء تأزيم الوضعية أكثر، ما دام أن احتمال ظهور نوعية جديدة من البؤر غير الصناعية والتجارية و«الشبه عائلية»، بات واردا جدا، بعدما عايناه من خلال الصور والفيدوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي من حالات ازدحام شديدة عاشت على إيقاعها الطرقات ومحطات نقل المسافرين، في مشاهد ستظل موشومة في ذاكرة المغاربة الذي زادت شكوكهم حول مدى قدرة الحكومة الحالية على تدبير هذه المرحلة الصعبة، بتكرار «أخطاء قاتلة» قد تهدم كل ما تحقق في بداية المعركة على هذا العدوى غير المرئي.