هشام نوستيك-كود//

يوماين ديال التسخسيخ فالمعسكر، الموت ديال البرد، زائد لا نعاس زين لا ماكلة تْفْرّْح، فهمت تقريبا لبلان كامل! ما جاوش بزاف للجهاد فالبوسنة، وأكثر للي جاو، رجعو لبلدانهم. الجيش البوسني هو للي متحكم فكلشي، المجاهدين للي جايين من برا، غير خضرة فوق الطعام. ديك الغزوات الكبرى ديالهم، والهايلالة للي تايصورو  فالفيديوهات، غير نقطة فبحر، بحر ديال الصراع البوسني الصربي الكرواتي. نقدر نمثلها بشي لعاب ديال كورة، مشى على أساس غايلعب مع البارسا ويحصد الألقاب المحلية والدولية، لكن مين وصل، لقا راسو ففرقة ديال الهواة، ما عندهومش تا التُّونيَّات!

المعارك، أو إن صح التعبير، المناوشات للي كانو تايديرو، كانت قليلة ومتفرقة، وتما كانو تايموتو منهم بزاف نسبيا، بالمقارنة مع الجهاد ديال أفغانستان مثلا، للي كان منظم وكان عندهوم فيه دور مهم. للأسف هاد الحقيقة زادت أزّْماتني أكثر، لأنني عرفت أن استشهاد محسن ومحمد ما كانش بديك الصورة البَرَّاقة للي كنت تانتخيلها، صورة استشهاد الصحابة فالأفلام الدينية.

الخبر الزوين فهادشي كامل، واللي أكيد نقذني من موت شبه محقق، هو أن الأنشطة الجهادية حبسات مؤقتا، حيت كانت مازال المفاوضات جارية مع الجيش البوسني واش يكملو القتال ولا لا. تا فهاذي بان ليا العيب واضح. البروباغاندا الجهادية تاتقول أن المجاهدين للي جاو من برا، هوما للي ركّْعو الصرب وحاماو على المسلمين، وبلا بيهم كون مشات البوسنة خلا. ما نقدرش نحكم على الصراع كامل من نهار بدا، لكن على حساب ما شفت، البوسنيين كانوا هوما صحاب القرار وقادِّين  بصوالحهم، المجاهدين كانو غير مْصْدّْعين الوقت ولاصقين بحال ذبانة لحمار!

الإنسان، بحالو بحال جميع الحيوانات الاخرى، عندو قدرة عجيبة ديال التأقلم مع البيئة. مازال ما كملناش تا سيمانة فالمعسكر وليت بيخير، تانعرف فين ندخل ونخرج، تصاحبت مع قشلة ديال اللحايا، ووليت محسوب على أبو حمزة، أي حاجة عندها علاقة بالحوايج والكواش والقوطيات أنا مولاها. واقيلا مكتوب عليا نكون ديما مسؤول على شي تخربيقة، المكتبة فالجامع، والشراوط والكونسيرڤ فالمعسكر.

فرحة أخذ تأشيرة الجنة عن طريق الشهادة ما غا تصدقش. للأسف، أو لحسن الحظ، البوسنيين ما عندهومش قصوحية الراس ديال لعرب، مازال ما باغيينش ينتاقلوا للآخرة قبل الوقت، تايفكرو بعقلانية، باغييين يبنيو بلادهم، الله يجعل شي بركة، الماضي فات، نبنيو داكشي للي رْيّْبات الحرب. الجيش البوسني قال للخوت سدات مادام! شكرا على الزيارة، ما محتاجينكمش، تفضلو قلبو الروايض وآخر واحد خرج، يسد الباب موراه!
المجاهدين تفرقو لجوج فِرَق، صحاب لعقل للي فهمو راسهم وجمعو قشاقشهم ومشاو لمنين جاو بكل روح رياضية، ومساخط الوالدين للي شادين بيديهم ورجليهم، ما مفاكينش وباغييين يبقاو تما تا ترجع الخلافة، ويحررو أوروبا من الكفر، ويجي المهدي المنتظر. هادو كانو كل واحد وحالتو، كاين للي ما عندو فين يرجع، كاين للي مليوح فالسبيطار بالمرض أو الإعاقة، كاين للي تزوج بوسنية وفْرّْخ معاها، وكاين دوك للي منيّْشين على الشهادة فسبيل الله وباغيين الحرب ما تساليش.

هاد النوع الأخير هو للي كان مْعمّْر المعسكر ديك الوقت، هدرتهوم كلها دايرة على الآخرة، تا الأناشيد للي من المفترض نزهاو بيهم شوية، كانو نايضين غير على قطع الرقاب وحور العين. واحد الديسك دخل ليا لقلبي مزيان، وتانظن كان مسؤول على الموت ديال بزاف د الشباب، مازال تايزنزن ليا فودني لحد الآن..
النور ملئ عيوني … والحور ملك يميني … وكالملاك أغني … في جنة وعيونِ

في جنة الله أحيا … في ألف دنيا ودنيا … وما تمنيت شيئا … إلا أتاني سعيا

فلا تقولوا خسرنا… من غاب في الأمس عنا … إن كان في الخلد خسر … فالخير أن تخسروني
زاد التوتر فالعلاقة مع الجيش البوسني، بنادم ولى مْوْسْوس، كلشي هاز لعلام، الخوف من الصرب والمؤامرات الصليبية تحول إلى خوف من مجانين الجهاد. واحد الجو ديال الحذر والحيطة ولى مسيطر على المعسكر، تا واحد ما عندو المعلومات كاملة، الجو مكهرب والخواض كثر. شدني الهلع، الطبيعة الحيوانية للي تاتشم الخطر، ولات دايرة خدمتها مزيان. المشكل للي عندنا دابا هو أبو حمزة، للي جاب مراتو وولادو للبوسنة وزرّْفهم معاه. من ناحية تاتبان ليا القضية ساهلة، يجمعو حوايجهم ونمشيو، ولكن هو كانت عندو حسابات أخرى، ربما ما كانش باغي يبان أنه تخلى على الإخوة فأصعب الأوقات للي محتاجينو فيها. كنت باغي نهدر معاه، نقنعو يرجّْعنا بالخف قبل ما نوليو لا ديدي لا حب الملوك، ولكن فرانيت حيت ما بغيتش نتسبب فنتيجة معكوسة. بحال مين تاتخاف تدور فشي مول طاكسي كبير يصدق لايحك فشي خلا تكمل على رجليك.

سديت دلقوشي وبقيت ملبدها تانتسنا يهديه الله. طبعا الكاميكاز كانوا ما تايعاونوش، كل مرة يجي واحد يقول لينا صلا صلاة الاستخارة، وشاف رؤيا أن الله فتح “بِلْغراد” على يد المجاهدين، أو شاف راية الإسلام ترفرف فروما. مشاكيييييل!
علي اليمني للي جا معانا، طلع ولد الناس، كنت تانهدر معاه وتا هو تايفكر بنفس الطريقة ديالي. صافي مادام ما بقا ما يتدار وصحاب لبلاد ما باغييناش، الله يكمل بخير. واحد الهدرة قال ليا بردات عليا مزيان، وغالبا غا يكون قالها تا لأبو حمزة. قال ليا

–          ماذا قال الرسول صلعم؟

–          نعم

–          قال: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه. هجرتنا إلى ها هنا هجرة إلى الله ورسوله، وستكتب عند الله كذلك. متى فتح باب جديد من أبواب الجهاد، عدنا إن شاء الله

–          صدق رسول الله!