حميد زيد كود ////

صراحة أيها الاتحاديون.

هل تفهمون ما يقوله زعيمكم. وهل تستوعبون حقا حواراته في الصحافة.

ودون أن يسمعنا إدريس لشكر. ودون أن نخبره. ودون أن يعرف.

هل تفهمونه أم أنكم تتظاهرون بذلك احتراما له ولمكانته.

وتجاملونه.

أما أنا فلا أستوعب ما يقول.

وأقول مع نفسي ربما إدريس لشكر عميق.
وربما لم أطور أدائي. وربما أحتاج إلى إعادة تكوين.

وفي البرنامج الأخير الذي استضافته فيه قناة ميدي1. تحدث كاتبكم عني بالاسم. وعن سخريتي.

وعن تدوينة لي كتبتها. وحللها. واستخرج منها العبر.
بينما أنا لا أتذكر أني كتبت يوما تدوينة. و لا أتذكر أني قلت كلاما من ذلك الذي كان يتحدث عنه.

حتى أني شككت في نفسي. وأنني أنسى.

وأن هناك حميد زيد آخر ينتحل صفتي. ويستغل اسمي. ويقرأ له إدريس لشكر باعتباره أنا.

بينما لست أنا.

وقد دخت. وقلت إنه زعيم على أي حال. ورجل محترم. ويقود حزبا كان كبيرا.
ولا يمكنه أن يطلق الكلام على عواهنه. ولا يمكنه أن يلفق. ويخترع تدوينة لي. غير موجودة.

ومازاد في شكوكي أنه لا يوجد رجل سياسة عاقل يغامر ويستشهد بتدوينة لي. حتى لو كانت موجودة.

ولا بمقال كتبته.

فأنا لست محللا.

ولا يجوز الاعتماد علي.

ويجب ألا تكون جديا حتى تفعل ذلك.

ويحب أن تكون في ورطة. وخارج السياق. وفقدت كل أمل في إقناع الناس.

إلا إذا كان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ليس جادا. ويمزح.

وهذا مستبعد جدا.

ولذلك قضيت أياما وأنا أبحث عن تدوينتي التي تحدث عنها.

ورجعت إلى أرشيفي.

وإلى صفحتي في الفيسبوك.

لكن عبثا. ولم أعثر على تدوينتي التي أعجب بها إدريس لشكر.

وكشف معانيها.

زيادة على أني لم أفهمه.

وغالبا لم يفهمه زميلنا صاحب البرنامج. ومر إلى سؤال آخر.

ولم يفهه المشاهدون المحترمون.

وفكرت في الأمر مليا. وتوصلت إلى استنتاج. لست متأكدا من مدى صحته. أن إدريس لشكر. يتحدث دائما عن وقائع لم تحدث. وعن تدوينات لم يكتبها
أحد.

ويضفي عليها هالة.

وينغمها بصوته. وبطريقته في الكلام. ويموسقها.

فيسحرك.

حتى أنني في إحدى اللحظات أعجبت بتدوينتي التي لم أكتبها.

وأسعدني سبر إدريس لشكر لأغوارها. وللحكمة الكامنة فيها.

وقلت ربما يفعل نفس الشيء وهو يتحدث عن مفاوضاته مع بنكيران.

ثم وهو يتحدث عن البلوكاج.

وعن الحكومة.

وعن وضع حزب الاتحاد الاشتراكي الآن.

وعن انسجامه مع التجمع الوطني للأحرار.

وأن حواراته مجرد خيال

ويتحدث فيها عن أشياء لم تحدث على أرض الواقع

وأنه مبدع

ويخلق القصص. والحكايات. والأحداث. ومن حركات رأسه. ومن نبرة صوته. تسحرك.

وتظنها وقعت حقا.

وحتى وأنت لا تفهم ما يقول

ومن فرط جديته

ومن فرط الموهبة التي منحها له الله

تعتقد أنه يحكي عن أشياء وقعت فعلا.

ومن براعته في الإقناع

ومن مصداقيته

تنبهر به. وتتظاهر أنك استوعبته. وتلتزم الصمت.

لذلك أسألكم أيها الاتحاديون

ولن أقولها لأحد

وسيقى هذا سرا بيننا

هل تفهمون كاتبكم الأول

أم أنكم مثلي

لا تستوعبون أي شيء مما يقول

ويحيركم عمقه

أما أنا. وصراحة. فيستعصي علي الأمر

ويصعووووب

وحتى تدوينتي التي تحدث عنها

والتي كانت ستساعدني

لم أجدها

ولا أعرف من سرقها

ومنذ أيام وأنا أبحث عنها

دون جدوى.