حميد زيد كود ////
أخطأت حين قلت انتابني ألم كبير وأنا أطلع على صورة المعتقل ناصر الزفزافي.
حميد زيد كود ////
أخطأت حين قلت انتابني ألم كبير وأنا أطلع على صورة المعتقل ناصر الزفزافي.
وأخطأت أكثر حين كتبت أني غاضب.
كما لو أني “أيها الناس”.
كما لو أني مثلكم، أدون في الفيسبوك، وأعلق على الأحداث، وأكتفي بذلك.
كما لو أني كاتب رأي.
كما لو أني مجرد مواطن عادي.
كما لو أن تسجيل الموقف يعفيني من أي مسؤولية.
كما لو أني عابر، وكما لو أن لي كل هذا الترف كي أتألم وأغضب، وأكتفي بذلك، لأبرىء ساحتي.
بينما أنا في الحقيقة مسؤول، وأحاسب أمام ضميري وأمامكم.
وبدل ذلك كان علي أن أقول: ما هو دوري، وهل أنا حقا وزير دولة مكلف بحقوق الإنسان.
وهل أنا فعلا هو أنا.
وهل لي دور، وهل ثبتوني وزيرا ليشمتوا في.
وقد كان علي بالأولى أن ألوم من وضعني في هذه الورطة.
وبدل ذلك عبرت عن ألمي الكبير وعن غضبي، ونقلت إليكم غضب زميلي وزير الداخلية هو الآخر.
والحال أن الصخرة تشعر بالغضب وهي ترى ذلك الفيديو.
والجماد يتألم.
وأي إنسان سوي لا يمكنه أن يقبل ما فعلناه في المعتقل ناصر الزفزافي.
والغضب عام.
والألم ليس من حقي أن أحتكره.
وهو للمواطنين، وللمغاربة، ولأقرباء الضحية.
وأنا دوري في الحقيقة أن أمنع وقوعه.
وأنا دوري أن أحرص على احترام حقوق الإنسان.
وكم بدوت مستفزا، ولا دخل لي في الموضوع، كأي شخص غير معني.
كما لو أني لست وسط المعمعة.
كما لو أني لا أحترم هذه الوزارة.
كما لو أني مجرد متابع للأحداث ومعلق عليها.
وقد كان علي بدل ذلك أن أتدخل، وأن أقوم بمهامي، وإلا ما معنى أن أكون وزيرا لحقوق الإنسان.
أنا الذي كنت في كل مرة أصدع رؤوسكم بالاستقالة لأقل سبب.
كي أبدو منسجما، وصقرا.
لكني لم أستقل، وصرت أكثر من ذلك انتقائيا، وأدافع فقط عن النجوم.
وأطالب بإطلاق سراح من يطالب الإعلام بإطلاق سراحهم، كأن واجبي هو متابعة الصحافة فحسب.
ومتابعة الفيسبوك.
وأثناء حدوث الجريمة، وأثناء الفضيحة، أغضب وأتألم.
مثلكم تماما.
وإذا ما استمريت على هذا الحال، فلا أعلم ماذا سأقول في المستقبل
وماذا سأحكي في جنيف حين أزورها في السنة المقبلة
وهل سأتحدث لهم عن فيديو الزفزافي باعتباره ثابتا من الثوابت الوطنية
وهل سأبرر الركل والرفس
وأنه مسألة ثقافة وهوية، ولا يحق لهم التدخل، احتراما منهم للاختلاف الثقافي ولتعدد الحضارات.
وهل سأكتفي، كما فعلت في مرات عديدة بإبداء موقفي الصارم الرافض للعلاقات الجنسية الرضائية
وبالتهديد بالاستقالة إن سمح القانون بذلك
أم ماذا
وهل وظيفتي هي أن أغضب وأتألم
وأتصل بعبد الوافي لفتيت ليشاركني الغضب
وأقدم لكم ذلك باعتباره إنجازا
وأنشره في الفيسبوك