الرئيسية > آراء > ماذا سيحكي رجل الأمن الرّكال لأفراد أسرته بعد أن يعود إليهم في المساء! ياله من يوم عمل شاق، لقد صفعت فتاة وتمتعت بضرب شباب، وأريد الآن أن أتعشى وأرتاح 
08/10/2015 20:28 آراء

ماذا سيحكي رجل الأمن الرّكال لأفراد أسرته بعد أن يعود إليهم في المساء! ياله من يوم عمل شاق، لقد صفعت فتاة وتمتعت بضرب شباب، وأريد الآن أن أتعشى وأرتاح 

ماذا سيحكي رجل الأمن الرّكال لأفراد أسرته بعد أن يعود إليهم في المساء!  ياله من يوم عمل شاق، لقد صفعت فتاة وتمتعت بضرب شباب، وأريد الآن أن أتعشى وأرتاح 

حميد زيد كود ////

….وفي المساء دخل رجل الأمن إلى بيته. دخل مهدودا من التعب بعد يوم عمل شاق.

طبعا سيتعشى رجل الأمن، وكما كان يركل، لنتخيله يأكل ويلتهم الطعام.

لكن أي أغنية يمكن أن يستمع إليها رجل الأمن ذاك.

و هل شخص فعل ما فعله يمكنه أن يستمع إلى الأغاني والموسيقى. 

أي مسلسل أو فيلم يمكنه أن يشاهده مع أفراد أسرته بعد أن ارتكب ما ارتكبه.

وماذا سيحكي لزوجته وأولاده، لو سألوه كيف قضيت يومك.

ماذا سيقول لهم؟

وهل بإمكانه أن ينام كما ينام الناس، مرتاحا ومطمئنا.

بابا ماذا فعلت اليوم.

هل يكون صريحا، ويقول إنه ركل شبابا وصفع فتاة.

وهل يوضح أكثر ويخبر أسرته أنه كان يضرب غيلة، ومن الخلف، وأنه كان يتلذذ، ويستغل سلطته، ويتمتع، ويضرب، وهو منتش، وسعيد، ويشتم ويسب، ويلاحق هؤلاء الشباب، ويعرقلهم، ويستغل ضعفهم أمامه، ويهينهم، ويتفنن، ويبدع في القمع، ويصر، ويسيل لعابه.

هل يجرؤ ويخبر أسرته بالكلام النابي الذي تلفظ به في حق أولاد قد يكونون في عمر أولاده.

وهل سيفتخر أمامهم ويحكي كيف انتقم من”الأوغاد”، وبماذا نعتهم.

أحاول أن أتخيله في حياته العادية وأعجز.

هل يخجل مثلما نخجل نحن. هل يبكي. هل يتألم. هل يتأسف. هل يرق قلبه. هل وهو يشاهد ظلما واعتداء يتضامن مع الضحية.

هل يكره الضحايا.

هل يمجد العنف ويكره الإنسان.

هل يرفض أن يصبح للمغاربة كرامة، ويقول إن الوقت لم يحن بعد، وما زلنا نحتاج إلى السحل والدوس والصفع.

هل يضحك. هل يحب. هل ينام. هل يستيقظ. هل يشرب الماء. هل يتبضع. هل يمشي في الطريق.

يمكنك أن تفقد إنسانيتك إن أنت ضربت حيوانا بتلك الطريقة، فما بالك بإنسان.

وقد تتعذب إن ضربت كلبا وظل المسكين يعوي ويئن ويتألم ، فما بالك بمواطن، دورك أن تحميه وأن تسهر على أمنه.

وهل يلوم نفسه، كل يوم، بعد أن ينهي عمله.

هل يتعذب من فظاعة ما يرتكبه في حق المواطنين.

أجرب أن أدخل إلى رأسه وأفشل، ولا أقدر أن أستوعب وجود رجل أمن يمتلك السلطة، ويحتكر العنف، ويضرب بجبن، وضد ما منحه له القانون.

يضرب كأن لا سلطة له.

كأنه ليس رجل أمن.

كأنه ينتقم من المغاربة الذين يطمحون إلى الحرية وإلى مغرب لا خوف فيه.

يضرب بحقد ويتأسف لأن المغاربة لم يعودوا يسمحون له بأن يتمادى، ويحن إلى الماضي، ويحييه، وينعشه، بجبن منقطع النظير.

من الخلف يضرب.

مثل أي شخص غير واثق من نفسه ومن قوته ومن سلطته.

وحتى “شجاعة” العنف والقمع لا يتوفر عليها.

ولا يستطيع أن يواجه مواطنا أعزل، وأن يقبض عليه، وفقا لما يمنحه له القانون، فينتقم منه بتلك الطريقة التي شاهدناها جميعا وشاهدتها الدولة.

يتبعه ويرمي رجله ويعرقله كقاطع طريق وليس كرجل أمن.

كأنه يتنكر في زي رجال الأمن، بينما ليس منهم.

كأنه ينتحل صفة الأمن.

أحاول أن أفهم سلوكه، ومن أي عصر، ومن أي زمن جاء، لكنني أعجز.

أحاول أن أفهم نظرة زملائه له، وهل كانوا موافقين على وحشيته.

أحاول أن أفهم هذا الشعب المغربي 

الذي يقول جزء منه إن أمثال هؤلاء المواطنين يستحقون أكثر من الركل.

وأتخيل رجل الأمن وقد استيقظ من النوم 

وتناول إفطاره

أتخيله يتذكر ما قام به 

أتخيله ينظر إلى وجهه في الرآة

وأتخيله يخاف من نفسه ومن صورته

وينتقم منها

وأتخيل تحقيق مديرية الأمن 

وأتخيله يدافع عن نفسه

والاستفزاز الذي تعرض له

وأتخيله يعود إلى عمله 

ويتقاضى راتبه 

ليركل المغاربة 

ويصفعهم 

ويهينهم وهو يرتدي بذلته الناصعة البياض 

ويهين كل من يحمل تلك الرتبة التي يحملها

ويهين الأمن المغربي 

والدولة المغربية

ولا أتخيل دولة محترمة 

تسمح بأن يركل مواطنوها بتلك الطريقة

ولا أتخيل شعبا يحضن دولته ويشعر بالانتماء إليها

ويدافع عنها 

بينما أمنها 

يحتقر هذا الشعب

ويسبه

ويضربه بالجزمة.

ومن فرط تكرر المشهد

ومن فرط كثرة التحقيقات التي لا تفضي إلى شيء

صرنا نشك أن ما يحدث ليس عملا ممنهجا

وأن الركل والقمع ليس سياسة قائمة 

ومن فرط كثرة هذه الأحداث المعزولة 

فقد صارت قاعدة

وصار الذين يرون كل شيء أسود في المغرب 

على صواب

ويفحموننا

ويسخرون ممن ينتظر منا ما سيفضي إليه التحقيق

لكننا ننتظر 

ومازال لدينا أمل 

لنتأكد فعلا في أي دولة نعيش

وفي أي عصر.

موضوعات أخرى

06/05/2024 17:30

بلوكاج الحوار الاجتماعي فالصحة..النقابات لاحو الكورة للحكومة.. ومصدر نقابي لـ”كود”: الحوار القطاعي نجح باتفاق مهم وخاص الحكومة توافق

06/05/2024 16:50

مرصد العمل الحكومي: الحكومة التزمت ونجحات فالحوار الاجتماعي بتكلفة فايتا 20 مليار درهم وبتوافق مع النقابات للي غاتعاونها فإصلاح قوانين إضراب والتقاعد

06/05/2024 16:39

وزير الصحة: الأكل المفرط أكثر خطورة من السيجارة الالكترونية وخاص محاربة التدخين عموما

06/05/2024 16:10

فضايح جماعة “سيدي سليمان شراعة” اللي جرات رئيسها السابق مع عدد من المسؤولين للحبس.. قاضي التحقيق غادي يبدا فالواجهات