عمر أوشن – كود//

الكرة ملعونة..
الكرة غدارة وعاهرة وبنت حرام..
الكرة حبيبة مخلصة وأم رحيمة.
الكرة بحر متقلب..سارقة سعادة ..زارعة الأسى والغم.. في لحظة بحثك عن فرح عابر تسرق منك الروح و ترمي بك الى غياهب الحزن و الاحباط و الصدمة ..
من يثق في الكرة تفجعه يوما ما..لأنها في آخر الأمر مجرد كرة..

يحركها الشيطان والملائكة والأقداموالحظ ..
الكرة دين من لا دين له..وعبادةمن لا عبادة له..وإقتصاد وتجارة من لا تجارة له..
إسبانيا حكمها السياسيون مع الكرة..وحينماكان البلد في معمعةالإنتقال الى الحرية والديمقراطية وجدت الدعم المالي من أوروبا و وجدت من شيد لها الطرق والقناطر والمطارات لكن كان المونديال في 82 نقطة أفاضتكأس الانتقال .
الكرة في خدمة الانتقال الديمقراطي.
الكرة عنصر للتنمية البشرية و الاستقرار ومكافحة العنف والإرهاب والكرة نفسها غطاء للديكتاتورية و الفساد والنهب..
لعنة الكرة متعددة الرؤوس والأذرع..
نعمة الكرة متعددة الحب والعشق والجنون..
و كارثة الكرة أنها بلا ذاكرة سوى ذاكرة هز الشباك والفوز..

أما حين يعاكسك الحظ وتسجل ضد مرماك فإعلم انك ستتلقى لعنات وسخط من هتفوا أمسبإسمك و حملوك فوق الأكتاف وعلقوا صورك في الجدران والساحات..
ملعونة هي الكرة بلا ذاكرة..سيدة الخيانات ..
ملعونة بلا ذاكرة ..تعطيها كل شيء من عرقك وأنفاسك وجريك وصهيلك  ومهارتك وبمجرد ما يقع الخطأ والسهو ترميك الى جهنم..
ما وقع للفريق الوطني أمس جزء من اللعبة..لسنا في سطرنج يمكن أن أفكر ساعات قبل أن أتحرك..

إننا في الكرة..
نجم دفاع الريال و إسبانيا راموس وقع فيها و سجل على نفسه ..
كبار اللاعبين في التاريخ ضيعوا ضربات جزاء في المونديال كانت ستمنحهم الكأس..

كرة روبيرتو باجيوانطلقت كصاروخ خارج الشباك و ضاع معها البينالتي والكأس وغرقت روما في الحزن وبكى بحرقة قلب الهجوم الهداف الانيق الوسيم..
أحمد فرس ربما كان قد أضاع ضربة جزاء للمغرب في كأس إفريقيا.. أتمنى ألا أكون قد خربقت .
و أهدى حارس ليفيربول الكأس لريال مدريد مؤخرا ..وقد رأينا بكاءه و شهقته تحت تحايا الجمهور و تصفيقات من أمنوا أنها لعبة و ليست معادلة فيزياء.
أفظع قصص الكرة وقعت لحراس المرمى .الجمهور ينسى من ضيع الهدف لكنه لا ينسى أخطاء الحارس.
خطأ الحارس فادح ومكلف وقاس وثقيل في الميزان..يتذكر الجمهور الحارس فوهامي و بنزكري بنكت ساخرة..
أما أفظعالحكايات  فكانت إطلاق الرصاص وقتل لاعب كولومبي بعد عودته لأرض الوطن….
كان الزغبي قد سجل ضد مرماه كما يمكن أن يحصل لأي لاعب كبير..فهاجت وماجت الدهماء الرعاعالتي اصابها تايكوك البقر..
لقد قتلوه..قتلواشهيد الكرة..
رفقابالفتى..إنها الكرة الملعونة العاهرة الكذابة الغدارة..
إنس أنس..إنسها..وإفتح صفحة جديدة..

إنها ليست نهاية العالم ..