حميد زيد كود ////

دائما أفكر في أن أقول كلمة في حق هذا الرجل.

ودائما أشعر أنه من الواجب علي أن أقول له برافو.

وأمام انشغالاتي الكثيرة أنسى.

وقد تذكرته اليوم.

تذكرته. بعد أن رأيته مع نزار بركة.

رأيته يطل على مستقبله. ويبتسم كعادته. ثم وهو يشرئب بعنقه.

إنه رجل سياسي فريد. ولا مثيل له في المغرب المعاصر.

وللأسف. ننسى نحن الصحفيين. هذا النوع من الرجال. ولا نتأمل مساراتهم ومواقفهم.

فقبل شهر كتب لحسن حداد مقالا عنوانه”لا للتراجع عن الخيار الديمقراطي”.

ورغم أهميته. ورغم جرأته. ورغم الأفكار التي طرحها.

فلا أحد أولاه الأهمية التي يستحق.

لا أحد فسره. وقام بتحليله. رغم أنه مقال مهم ومؤسس.

ومعروف عن لحسن حداد أنه لا يعني ما يقول. ويستغل اللغة العربية التي تسمح له أن يقول ما يشاء.

والتي قد تعني فيها”لا للتراجع” نعم. ويعني فيها الشيء نقيضه.

وبمجرد أن رأيته اليوم مع نزار بركة تذكرت واجبي. وأنه يلزمني أن أشيد به.

وكم اطمأنيت على نزار بركة.

وكم اطمأنيت على مستقبله في حزب الاستقلال.

لأن لحسن حداد لا يظهر مع الخاسرين.

وله عين مستشرفة. ويرى بها المستقبل. ويتبعه.

ومعه ” لا للتراجع عن الخيار الديمقراطي”.

ويحدث أن يراهن لحسن حداد على حصان خاسر. لكنه لا يتأثر بذلك. وكل كبوة تقويه.

كما أنه سريع الاستئناس.
فلم تمض مدة طويلة على مغادرته الحركة الشعبية. والتحاقه بحزب الاستقلال. ونيله لمقعد برلماني باسمه.

حتى صار واحدا من أهل الدار.

بل أكثر من ذلك.

وصار ينتقل بسلاسة من تيار إلى تيار داخل الحزب.

دون أن يشعر بالحرج.

ودون أن يشعر أنه ضيف جديد. ودون أن يأخذ وقتا ليتأقلم. وليتعود عليه الاستقلاليون.

ومن ميزات لحسن حداد أنه جاهز دائما. ومستعد. ويتبع حدسه.

وشمام.

ويعرف المستقبل. فيتبعه.

ويرى حميد شباط من الماضي. فيفر بجلده منه.

وأثناء ذلك. يكتب لحسن حداد مقالا جديدا. بعنوان ثوري.

بينما ليس مغفلا كي يكتب ما يفكر فيه حقيقة.

يكتب كي لا يقرأه أحد.

لأنه يعرف حق المعرفة أن الكتابة لا تجدي نفعا.

ويكتب كي يظهر اسمه في الإعلام.

يكتب من أجل الكتابة.

وقد نضع لحسن حداد في أي حزب. بينما هذا لا يؤثر عليه.

ولا تؤثر عليه الإيديولوجيات.

ولا تؤثر عليه الصراعات الداخلية.

لأنه حزب لوحده.

والأحزاب خلقت ليحط فيها.

وليتجدد.

فينتقل بسلاسة. ويحط هنا. ثم يقفز إلى مكان آخر.

خفيفا.

مبتسما.

طموحا.

ودائما أفكر أن أكتب عنه.

دائما يدهشني هذا النموذج.

وهذا المسار الناجح لرجل سياسة مغربي.

دائما أتعجب من قدرته الخارقة

على فهم المغرب

وفهم أحزابه

وواقعه السياسي

وفهم كيف تصبح وزيرا بأقل كلفة

ودائما

أقرأ مقالاته

وأتأكد أن”لا خيار عن التراجع الديمقراطي”.

نعم

مع لحسن حداد

لا خيار

ببنما لا الصحفيون ينتبهون إلى هذه الحالة

وإلى هذا الرجل الاستثنائي

ولا القراء ينتبهون

وكم هو محظوظ نزار بركة

كم هو محظوظ أي شخص يتبعه لحسن حداد

وكم محظوظ حزب الاستقلال

وكم هو محظوظ المغرب

بهذا الرجل

الذي يناضل

متسللا

بين الأحزاب.