حميد زيد – كود//
هذه ليست أخلاقكم يا موقع هوية بريس.
حميد زيد – كود//
هذه ليست أخلاقكم يا موقع هوية بريس.
هذه ليست مهنية من طرفكم.
هذا تراجع واضح عن خطكم التحريري السلفي.
هذا اعتدال.
هذا بيع للقضية. هذا تفريط فيها.
هذا جلد للذات.
هذا تنازل من لدنكم عن كل مبادئكم.
فمن عادتكم أن تشتموا دائما.
ومن عادتكم يا موقع هوية بريس أن تحرضوا على المختلفين معكم.
وعلى الحداثيين. وعلى اليساريين. وعلى الليبراليين. وعلى الفن. وعلى الحرية.
وعلى الصوفية.
وعلى السلفيين السابقين الذي قاموا بمراجعات. وبنقد للذات. وللأفكار المتطرفة التي كانوا يروجونها.
ولذلك لا يليق بكم أن تعتذروا عن وصفكم للراحل أحمد الدغرني بالأمازيغي المتطرف.
هذه ليست من خصالكم.
والذي يحرض على الأحياء لا يجب أن يهمه الذين توفوا.
ولا يجب أن يعترف بالخطأ. ولا أن يحس بالذنب. ولا أن يؤنبه ضميره.
وصراحة فقد خذلتم كل قرائكم.
وصراحة فقد أصبحتم مثل الديمقراطيين. ومثل بقية الناس.
وتعتذرون. وتتأسفون. وتهتمون بالآخرين.
وكم كنتم سلفيين محترمين وأنتم تدافعون عن الإمام المتهم باغتصاب الأطفال.
وتدافعون عن الكتاني.
دون أن يرف لكم جفن. ودون أن تفكروا في الاعتذار. وفي الأطفال الضحايا.
وكم كنتم سلفيين محترمين وأنتم تسبون أحمد عصيد. وأبا حفص. وغيرهما.
وتتهمون جرائد بعينها بالإساءة إلى الإسلام.
وكم كنتم سلفيين أذكياء وأنتم تشتغلون بوقا لتركيا في المغرب.
وتنشرون أخبار أردوغان كأنكم ناطقون باسمه.
وكأنه يمنحكم رواتبكم. ويعوضكم على مجهوداتكم.
وكأنكم انكشاريوه.
لكنكم خذلتم كل محبيكم بهذا التنازل.
ولأول مرة نرى موقع هوية بريس يعتذر.
وهذا خطير.
وهذا لا يبشر بخير.
وسوف يجعلكم تميلون مع الوقت إلى الاعتدال.
وإلى ضبط لغتكم.
وإلى التراجع عن ما تؤمنون به.
وإلى النفاق.
وإلى تحريف السلفية في موقع هوية بريس.
فالسلفي مهما فعل لا يعتذر.
السلفي في موقعكم شتام.
السلفي في موقعكم مكفر. ومحرض.
السلفي في موقعكم يتحدث عن الديمقراطيين والحداثيين ككائنات فضائية.
ويتمنى التخلص منهم.
السلفي في موقعكم لا يخطىء.
السلفي في موقعكم على حق دائما.
وما يؤسف أكثر أنكم وصفتم الراحل أحمد الدغرني بالأمازيغي المتطرف.
مانحين إياه اللقب الخاص بكم.
وبسهولة تفرطون في تطرفكم. وفي غلوكم. وتمنحونه هدية لشخص غادر الحياة.
فماذا لو أصبحتم حمائم سلفية.
ماذا لو مسختم إلى حملان وديعة.
ماذا لو توقفتم عن استعمال معجم الجماجم والدم والرؤوس.
ماذا لو جاء إرهابي واتهمكم بالردة.
ماذا لو جاء متطرف منكم ولامكم لأنكم منحتم اللقب لشخص تعتبرونه خصما لكم.
وكيف ستواجهونه.
وكيف ستشرحون هذا التحول إلى مناصريكم.
وماذا لو صدرت فتوى تتهمكم بالتخلي عن الذود عن حياض الدين.
وماذا لو أدى بكم هذا الاعتذار إلى اعتذارات أخرى.
وقد كان السلفي هو المتطرف.
وقد كان هو المتشدد. وهو الراديكالي.
ومنذ عقود وهو يحتكر هذا اللقب.
ثم
وتنحرفون عن خطكم التحريري المعروف
وتلينون.
أنكم انتبهتم إلى ما تقترفونه في حق مخالفيكم.
ولأول مرة يحدث هذا
ولأول مرة تواجهون حقيقتكم.
وهذا يهددكم أكثر من كل المؤامرات. وأكثر من الكفار. ومن النصارى. واليهود. والعلمانيين.
وأن تصفوا شخصا توفي في الحين بالمتطرف
ثم تعتذرون بعد ذلك
فهذا قد يحولكم إلى حمائم لا قدر له
تحبون كل الناس
وهذا كله يشكل خطرا عليكم.
وهذا كله يشكل خطرا على السلفية في موقع هوية بريس.
التي لم يسبق لها أبدا أن اعتذرت
ولم يسبق لها أبدا أن اعترفت بالخطأ
والخوف كل الخوف أن تنحرف
وتغير خطها التحريري
وهو ما لا يتمناه أي قارىء مخلص لموقع هوية بريس
على أمل أن يكون ذلك الاعتذار سحابة عابرة
وحيلة سلفية ذكية
ولا يعبر صراحة عما يؤمن به الموقع
وعن أخلاق القائمين عليه