حميد زيد – كود//

ولو حلتم بيني وبين الدخول إلى البرلمان.

لن تمنعوني من الدخول إلى قلب الشعب المغربي.

ولن تحولوا بيني وبين تمثيل المغاربة والدفاع عنهم.

ففي المحتجين برلماني.

وفي الدفاع عن المواطنين لقاحي.

وفي الارتباط بالفقراء والمسحوقين والكادحين مناعتي.

وهم جوازي لأمر إلى قلوب كل المغاربة.

وفي الحراس أمام الباب برلماني. وفي ميكروفونات الصحفيين.

في عين الكاميرا.

في قلوب الواقفين أمام مجلس النواب برلماني.

في الجنود.

في المحتجين. في المتظاهرين.

في تحياتهم لي. في بائع القشدة المثلجة الذي يعرفني برلماني.

في شارلي شابلن الذي يلتقط الأطفال معه الصور برلماني.

في منتحل صفته.

في رفرفة أجنحة الحمام برلماني. وفي فتات الخبز. وفي بالونات الصغار برلماني.

في المكدين أمام محطة القطار. وفي المسافرين. وفي الحقائب. في الطلبة القادمين من الأقاليم. في الإداريين. في العاطلين. في الأكشاك. في بائعي الكتب المقرصنة. في الباحثين عن البنات. في المتربصين بالضحايا. في البسطاء. في المتعرضين للنصب. في المسجلين في الماستر. في الطلبة الباحثين عن غرفة. في أحيائهم الجامعية برلماني.

في هواء الرباط. في الرطوبة. في طلبة الأدب العربي.

في الشرطي مجلس نوابي. وفي دوريات رجال الأمن.

في الولد وهو يقدم للبنت بيتزا في باب الحد.

في الحب.

في المهاجرين القادمين من دول الساحل برلماني.

في هواتفهم النقالة. وفي مراهمهم. وفي ضفائر نسائهم الجميلة. في محلات تجميلهم المتنقلة.

في غراميات المراهقين القادمين من سلا برلماني.

في مواعيد التلاميذ تحت أشجار حديقة حسان.

في المشردين.

في الترام برلماني.

في الزحمة. وفي الواتساب برلماني. وفي الأحلام برلماني.

وفي الويفي.

في الرفاق الجالسين في شاربان برلماني.

في ريح الرباط.

في المحيط الذي ينادي علي يا أيقونة برلماني.

في الموجة. وفي فرحة الصغار متوجهين إلى سوق الكزا مع آبائهم برلماني.

في النينتندو سويتش برلماني. في القطط المتشردة. في الكلاب الضالة. ضحية التغول الرأسمالي والعولمة.

في القامرة برلماني. في السيندويشات برلماني.

في ربع دجاجة مشوية.

في الحافلات القادمة إلى الرباط برلماني.

في الحافلات الخارجة من الرباط.

في الأسوار التاريخية. في البطاطس المخللة الرباطية برلماني.

في العكاري. في يعقوب المنصور.

في التراب. في روح المغاربة برلماني. في السماء برلماني.

في طريق زعير برلماني. وفي عين عودة. وفي الرماني. وفي الكاموني برلماني. وفي سناك بوشعيب. وفي السمك المقلي. وفي سيدي موسى. وفي القرية. برلماني.

كل قلوب الناس برلماني.

فامنعوني من دخول البرلمان. وضعوا الحواجز أمامي. وفتشوني. واطردوني.

لكني موجودة رغما عنكم في برلمان قلوب الناس.

وكلما حاصرتموني.

وكلما أوقفتموني وطلبتم مني جواز التلقيح وأغلقتم علي باب الدخول.

فتح الناس لي قلوبهم.

وفي كل بيت رباطي برلماني. وفي كل مقهى. وفي كل شارع. وفي كل طريق. وفي كل مطعم. وفي كل سناك. وفي كل حانة. وفي كل محل بقالة. وفي كل محطة وقوف. وفي مكان برلمان.

كل قلوب الناس وكل الأشياء برلماني.

وأينما وليت وجهي أسمع أستاذة نبيلة منيب.

وأسمع حب الناس لي.

والحشرات. والعصافير. والنحل. والنخل. والأزهار. والأرصفة. والكاكاو. والزريعة. وأوراق الكلينيكس.

تنادي علي وترحب بي.

وكل من حولي يقول لي نحن برلمانك.

وأينما تجولت في الرباط أجد من هو محتاج إلى دعمي. ومن يطلب مني أن أمثله. وأن أحمل قضيته. وأبلغ رسالته.

ويعرفني الشجر.

وتعرفني اللوحات الإعلانية. وإشارات المرور. والعشب الرباطي. والكورنيش.

ويعرفني نهر أبي رقراق. وتعرفني مارينا. ومراكب الصيادين. وسائقو التاكسيات.

وفي كل مكان يردد الناس نحن برلمانك يا أيقونة.

وقلوبنا مجلس نوابك.

وإن لم يكن لك فريق فكل الناس فريقك.

والحصى. والماء. والجبس. والزليج. واللباس المخزني.

وإن حاصروك في البرلمان

فنحن برلمانك

وقلوبنا مفتوحة كي تدخليها. دون جواز تلقيح. ودون بي سي إر سلبي.