الرئيسية > آراء > كلنا طاعنون في السن وفي حاجة إلى اللقاح قبل غيرنا! أراكم أيها المغاربة تتمارضون… وأراكم تشيخون…. وأراكم جميعا في الخطوط الأمامية
22/01/2021 17:00 آراء

كلنا طاعنون في السن وفي حاجة إلى اللقاح قبل غيرنا! أراكم أيها المغاربة تتمارضون… وأراكم تشيخون…. وأراكم جميعا في الخطوط الأمامية

كلنا طاعنون في السن وفي حاجة إلى اللقاح قبل غيرنا! أراكم أيها المغاربة تتمارضون… وأراكم تشيخون…. وأراكم جميعا في الخطوط الأمامية

حميد زيد – كود//

أعرفكم.

أعرفكم جيدا أيها المغاربة.

أعرف أن كثيرا منكم سيفعل المستحيل كي يحصل على اللقاح قبل الآخرين.

أعرف أنكم ستتظاهرون بأنكم طاعنون في السن.

والشاب منكم سيصرح أنه تجاوز الستين.

والمراهق سيتكىء على عكاز.

أعرف أن لا أحد منا سيعود راغبا أن يكون في مقتبل العمر.

أعرف أننا سنكبر ونشيب كي نحصل عليه.

أعرف أننا سنتمارض.

أعرف. أعرف. وتعرفون. أننا نفضل أن نكون  شيوخا. وعجائز. في هذا الوقت بالذات.

أعرف أن الشباب غير مرغوب به في الوقت الحالي.

الشباب سبة.

الشباب تهمة.

الشباب لن يلقح هو الأول.

الشباب لن يأتي دورهم إلا متأخرا.

وتسأل الواحد كم عمرك. فيقول لك في هذا الشهر سأبلغ خمسا وسبعين سنة.

والكل يريد أن يقترب من نهايته من أجل اللقاح.

أعرف أنكم تبحثون من الآن عن طريقة لتكونوا أول من يتلقح.

أعرف أنكم تتصلون وتتقصون.

أعرف أنكم مستعدون لدفع الرشاوى.

أعرف أن لا صبر لكم على انتظار دوركم.

لا تنكروا ذلك أيها المغاربة.

فنحن نعرف بعضنا البعض جيدا.

والسليم. ومن لا يعاني من أي شيء. سيصبح مريضا بالقلب. وبالسكري. وبكل الأمراض التنفسية.

أعرف أننا “فاسدون”.

ولا تغضبوا. ولا تعتبروا أن هذا هجوما علينا.  بل حتى في الولايات المتحدة. ضبطوا أشخاصا ليس من حقهم أن يستعملوا اللقاح.

وفي كل مكان في العالم هناك تزوير لاختبار كورونا. قصد السفر. ويحصلون عليه من الأنترت.

يحصلون على التيست السلبي دون أن يجروه.

لكن عددنا كبير في المغرب.

وبعد أن كنا مجتمعا. نسبة الشباب فيه هي الأكبر. ومقبلا على الحياة. ومحتاجا إلى عمل. فإننا سنتحول هذه الأيام إلى مسنين.

مجتمعا متسابقا على اللقاح.

مجتمعا متماوتا.

مجتمع متشايخا وتعاجزا.

وتبحث عن الشاب ولن تعثر عليه.

وسيصبح عملة نادرة. ومفقودا. وستسأل الشاب السليم. هل أنت شاب. فيقسم لك أنه ليس كذلك.

وأي واحد منا مستعد لأن يدفع الثمن الخيالي كي تعتبره السلطة طاعنا في السن.

وأعرف أن عملية التلقيح لن تكون بكل هذه السهولة.

كما أعرف  أن كل واحد منا يعتبر نفسه”خطا أماميا”. ومعرضا أكثر من غيره للخطر.

أعرف أننا سنتنكر في صفة ممرضين.

أعرف أننا سنحاول أن نمر مع الأطباء. ومع الجيش. ومع رجال الأمن. ومع رجال التعليم.

أعرف أن لا صبر لنا.

أعرف أننا نعتبر انفسنا كلنا مهمسن. ولا نقبل التمييز في ما بيننا.

والنائم يعتبر نفسه قشدة المجتمع.

والشاخر يعتبر نفسه في الجبهة. ويبحث بكل السبل عن جرعته الأولى من اللقاح.

أما النساء. أما الأمهات. فهن يشتغلن على قدم وساق. ويتقصين. ويبحثن عن المقدم.

وعن رجال السلطة. ويستعملن علاقاتهن. ويبحث عن من يدفعن له.

أعرفكن.

أعرفكن أيتها الأمهات الرائعات.

أعرف طباعكن. وولعن بالرشاوى. وبالذهاب إلى المقاطعات. والمستوصفات.

ولا تدعوا البراءة. ولا تقولوا لي نحن لسنا هكذا. لا تقولوا أنت تبالغ. ولا تقولوا لي أنت تعمم.

فأنا منكم.

أنا أشبهكم.

أنا أفكر مثلكم.

أنا أفكر في هذه الجرعات التي توصلنا بها.

والتي سنتوصل بها.

وأعرف خروب بلادي. وأعرف سلطات بلادي المحلية.

وأعرف تأثير الزبونية. وتأثير العلاقات. وتأثير الفساد في بلادي.

وكلنا طاعنون في السن

كلنا في الخط الأمامي

كلنا في غطر

أعرفكم. أعرفكم جيدا أيها المغاربة.

ولا تقولوا لي إنكم لن تحاولوا الحصول على اللقاح بطرق ملتوية.

لا تقولوا لي تكذب علينا.

وأراكم من الآن تتمارضون.

أراكم من الآن تشيخون.

أراكم جميعا تجاوزتم الأربعين والخمسين والستين والسبعين.

أراكم موتى.

أراكم في الخطوط الأمامية.

موضوعات أخرى

20/04/2024 01:00

نهضة بركان غيمشيو من مطار الجزائر للوطيل يرتاحو والكاف عطاهم ضمانات على التونيات

19/04/2024 22:30

مغربي غير حط رجليه فمطار روتردام بعد عطلة العيد.. لقى البوليس كيتسناوه باش يدوز حكم ديال 5 سنين ونص فالحبس