كود حميد زيد ///

هل تعرف يا بنكيران رياضة السومو.

هل تعرفها حقا.

وهل تعرف أخلاقها وقدسيتها وتاريخها.

ولا قطرة دم واحدة في هذه الرياضة. وحتى النساء يمنعن من ممارستها لئلا يدنسنها بدمهن حسب المعتقدات اليابانية.

ومصارعوها هم أنصاف آلهة.

وتحيط بهم هالة.

ومثيرون. ولهم جمهور كبير. وشعبية كبيرة. على عكس الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي.

واعذرني أن أقول لك إنه تشبيه سيء. وليس في محله.

وغير أخلاقي بالمرة.

ولا يلجأ إليه إلا شخص ضعيف. وعديم ذوق. ولا يمكن أن يصدر عن زعيم سياسي بحجم عبد الإله بنكيران.

ولا أسهل في نظري من الهجوم على ادريس لشكر.
ولا أسهل من انتقاده. وانتقاد ممارساته.
فالرجل مفضوح. وسمعته في الحضيص.
وكل خطوة يخطوها. وكل حركة. وكل فعل. وكل مبادرة. تجعل منه عاريا.

ومعروضا أمامك لتنال منه سياسيا.
ويمكن ضربه في أي مكان. وأي ضربة موجهة منك ستؤلمه لا محالة.
و هذا من حقك.
لكن دون تنازل عن أخلاق رجل السياسة.
ودون الهبوط إلى هذا المستوى.
ودون أن تضطر إلى نعته بهذا النعت. كأنك مهزوم. وكأن لا حيلة لك. وكأنك لم يبق لديك سلاح آخر.
وكأنهم تفوقوا عليك.

وحتى في السخرية منه. فادريس لشكر يوفر لنا خزانا للسخرية.
والضعيف منا. وعديم الموهبة. هو من يوظف شكل لشكر وجسده ليضحك منه.

ولا أخفيك أنك خذلتني يا بنكيران. وخيبت ظني فيك.
فقد كنت أقول إنك مبدع. وفنان. وتصيبهم في مقتل. وبأناقة. وبخفة دم. وبروح دعابة. لا تتوفر في رجل سياسة آخر.
إلا أنك قدمت له هدية ثمينة.
ولأول مرة. تخيل هذا يا بنكيران. يتفوق عليك ادريس لشكر أخلاقيا.

تخيل هذا.
ولأول مرة أراه مظلوما. وأنك اعتديت عليه.
وقد تضحك الرعاع. والأتباع. لكنها كبوتك. وعليك أن تعتذر.
ولو لم يطلب منك أحد ذلك.
عليك أن تعتذر للرجل.
وكم ظلمناه نحن في الصحافة. وكم ظلمه زملائي حين كانوا يسخرون من شكله.
ويصفونه بالسياسي”المحنك”.
وكنت دائما أشمئز ممن يكتب ذلك.
والحال أن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي يمنحنا إمكانيات هائلة وفرصا كثيرة لانتقاده. وللسخرية منه.
وبكرم غير مسبوق.
ويقول لنا هل تطلبون المزيد. ويقدمه لنا. ولا يبخل علينا.
دون أن نضطر إلى تشبيهه بأي شيء. ولا بملاكم. ولا بمصارع. ولا بأن نضطر إلى التلميح لأي شيء غير سلوكه وممارسته. وهما تكفيان.

وقد كنت أتوقع أي شيء منك يا بنكيران إلا هذه السقطة.
وأن تأتي وتصرح أنك لم تكن تقصد.
وأنك لن تعتذر.
وأنك لم تفكر لحظة في الربط بين بدانة مصارعي السومو وبين إدريس لشكر.
وصدقني إنها نكتة سمجة
وضربة ممنوعة في قانون الملاكمة السياسية وستسحب من نقاطك الكثيرة التي حصلت عليها.
حتى أن الكاتب الأول لم يكن يتوقع أن يتلقى هذه الهدية منك
وأن تخسر بهذا الشكل في مواجهة أخلاقية

الكل كان يجمع
على أنك منتصر فيها سلفا.
ولن تستغرب
إن اتصلوا بالسفارة اليابانية
وأخبروهم
أنك تسيء إلى تاريخهم وتقاليدهم
وتتطاول على مصارعي السومو وتسخر من سمنتهم
وتستفز الساموراي
ولن تستغرب إن نشبت أزمة دبلوماسية بين طوكيو والرباط.