الرئيسية > آراء > في مستقبل مصر سيأتي رئيس اسمه حسني مبارك! كم يحتاج المصريون من ثورة. ومن اعتصام في ميدان التحرير. للعودة إلى فترة حكم رئيسهم الراحل
25/02/2020 18:00 آراء

في مستقبل مصر سيأتي رئيس اسمه حسني مبارك! كم يحتاج المصريون من ثورة. ومن اعتصام في ميدان التحرير. للعودة إلى فترة حكم رئيسهم الراحل

في مستقبل مصر سيأتي رئيس اسمه حسني مبارك! كم يحتاج المصريون من ثورة. ومن اعتصام في ميدان التحرير. للعودة إلى فترة حكم رئيسهم الراحل

حميد زيد – كود//

كان الماضي أجمل في مصر.

كان ما قبل الثورة. وما قبل الربيع العربي. أفضل من الآن.

كانت مصر واقعية.

وكان فقر. وكان فساد. وكان نجل حسني مبارك.  وكانت سوزان مبارك. وكان الجيش كما هو اليوم.

وكان استعداد على قدم وساق للتوريث.

وكان الجيش في الصورة وخلفها.

وكان رئيس يحكم مصر.

وكان الرئيس الذي رحل اليوم يتحكم في الحرية. ويتحكم في الديمقراطية. ويتحكم في الإخوان.

وفي اليسار.

وفي كل شيء.

لكن كانت معه في مصر بعض حرية.

وبعض ديمقراطية.

وبعض مبادرة حرة.

وشبه ليبرالية. وشبه حياة ثقافية. وصحافة.

كانت مصر بين بين. وكانت مرغمة على أن تتغير نحو الأفضل.

دون رجة عنيفة.

ودون ثورة ساذجة تكتفي بتغيير الوجوه.

وكل هذا انتهى مع الربيع العربي.

وكل هذا لم يعد موجودا بفضل الثورة. وبفضل ميدان التحرير. وبفضل الإخوان. وبفضل الشعب عموما.

وبفضل باراك أوباما قبل كل شيء.

فلم تعد هناك حرية. ولم تعد ديمقراطية. ولم تعد حياة ثقافية. ولم يعد أمل.

ولم تعد مصر كما كانت.

ومنذ أن أعلن عمر سليمان عن تنحي حسني مبارك والوحوش لاتكف عن الخروج إلى العلن.

وكل ما كان يحول الرئيس الراحل دون ظهوره.

وكل ما كان يمنعه.

استغل الفرصة وطفا على السطح.

فخرج السلفيون. وخرج الإخوان. وخرح البلطجية. وخرج العسكر. وخرج السلاح.

وخرج الفقر.

وخرجت العشوائيات.

وخرجت كل المشاكل دفعة واحدة.

وظهرت مصر الكامنة.

مصر التي رأيناها جميعا.

مصر التي كان حسني مبارك يخفيها ببراغماتيته.

وباعتداله السياسي.

وبدبلوماسية نظامه.

وبعلاقاته الخارجية. وبالدعم الذي كانت تحصل عليه مصر من الخليج ومن أمريكا.

مصر التي كان حريصا على أن لا تخرج للعلن.

فخرجت رغما عنه.

خرجت بالصراخ. وبالتضحيات. وبشعارات الشباب. وبالموت. وبالشهداء. وبالحراك.

فكان الحل هو التضحية بحسني مبارك.

ليستمر الحال على ما هو عليه.

وبما أن الشعب كان يرغب في ثورة. وفي تغيير للنظام. فقد منحوه كل ما كان يرغب فيه.

ومع الوقت.

ومع الاصطدام بالواقع المعقد.

لم يعد ممكنا للشعب المصري أن يطالب بالعودة إلى الماضي.

ولم يعد بمقدوره أن يعتذر.

وأن يتراجع إلى الخلف.

وأن يخرج كل أسبوع للمطالبة بعودة الرئيس الراحل.

وبعودة مصر السابقة.

حيث صار مستقبل مصر هو ماضيها القريب

المستقبل الواقعي.

وغير الحالم.

حين كان حسني مبارك رئيسا.

وبتجربته. وبخبرته. وبمستشاريه. وبرجاله. كان محافظا على توازن مصر.

وعلى صورتها.

قبل أن يأتي الربيع العربي ويهدم كل شيء.

ويقضي على كل أمل.

إذ كم تحتاج مصر اليوم من سنة للعودة إلى ذلك العصر.

كم يحتاج المصريون من ثورة.

ومن اعتصام في ميدان التحرير.

لاسترجاع الوضع الذي كانوا يعيشون فيه.

بشبه حرية.

وشبه ديمقراطية.

وبمكانة مصر. وبحجمها. وبتأثيرها.

وبظروف عيش أفضل مما هو عليه الحال اليوم.

كأن الماضي هو المستقبل.

وكأن ما كان في الإمكان أحسن مما كان.

وكأن أعداء الثورة كانوا على حق.

لأنهم يعلمون أنه في مثل بلداننا

وكلما قامت ثورة

فتوقع أن يخرج منها كل الوحوش

وما لم تكن تتخيل وجوده

سيخرج.

و سيلتهم الدولة. والحرية. والشعب. والقضاء. وكل المؤسسات التي تعترض طريقه.

وسيلتهم الثورة

وكل شعاراتها.

موضوعات أخرى

18/04/2024 16:30

قضاة العدوي ومفتشية الإدارة الترابية دخلوا على خط شبهة التلاعب فالصفقات العمومية بولاية جهة فاس مكناس

18/04/2024 13:50

ماراطون الرمال: رشيد المرابطي وعزيزة العمرني ربحو المرحلة الرابعة وها جديد الترتيب