حميد زيد كود ////
كلما فقدت الأمل.
حميد زيد كود ////
كلما فقدت الأمل.
وكلما استبد بي اليأس من المستقبل.
أنظر إلى امحمد الهلالي، وإلى صوره، وإلى كلامه، وإلى مواقفه، وإلى حروبه، وأقول مع نفسي مازال خير في هذا البلد.
وأقول القادم أجمل.
فهذا القيادي في حركة التوحيد والإصلاح والعضو البارز في حزب العدالة والتنمية عملة نادرة في مغرب تقل فيه الكفاءات، وتنسحب فيه الشخصيات المؤثرة والمحترمة الواحدة تلو الأخرى.
وقليلة هي الأحزاب التي تتوفر على مثيل له.
وكلما عبر عن موقف، إلا وأدهشني برجاحة عقله.
وأتمنى دائما أن أسألهم في الحركة وفي الحزب من أين حصلتم على امحمد الهلالي.
ومن أين له كل هذا الثبات.
وهذا التشبث بالقناعات الأولى.
فكلكم تغيرتم إلا هو. مازال قابضا على الجمر. ومازال مخلصا للحظة التأسيس الأولى.
بربطة العنق الحمراء الكبيرة. التي لا يمكن أن تعثر عليها في أي محل لبيع الكرافاتات.
وبسراويله الفضفاضة.
وبصراخه في الشوارع وهو يشتم حسن نصر الله وينعته بالحقير.
وباتهمامه لشباط بقتل عبد الله بها.
وبدعوته إلى إغلاق الزاوية البودشيشية وتشبيهها ببويا عمر.
وأخيرا بموقفه من ولاية ثالثة لبنكيران.
دائما هو هو.
ولم تؤثر فيه المناصب. ولا الشهرة. ولا دخول حزبه إلى الحكومة.
مازال إسلاميا ثمانينيا.
قادما من الماضي. وقي الوقت الذي غير فيه الجميع لوكهم. وصارت نساء الحزب يتبضعن من تركيا. ويشترين الأثواب.
احتفظ امحمد الهلالي بهندامه نفسه. واحتفظ بآرائه ونقائه.
ونقاء الرسالة. ونقاء الهدف.
وأصيل في كل شيء. وهو ربما الوحيد الذي مازال يحارب موازين ويحارب السينما.
بعد أن فرط إخوانه في كل هذه القضايا.
وأضاف إلى ذلك محاربته للأمين العام.
إنه صورة للإسلاميين الذي افتقدناهم. ويمثل الزمن الجميل للحركة وللحزب.
حين كان الجميع صورة طبق الأصل من امحمد الهلالي.
حين كان العدالة والتنمية مشغولا بالكفار واليهود والحداثيين والعلمانيين.
وبالقبل
وقبل أن يعرفهم على صندوق المقاصة.
وقبل أن يفتحه لهم ويفرجهم على العجب العجاب بداخله.
وكلما ظهر امحمد الهلالي.
وكلما عبر عن موقف.
أطمئن على المغرب. وعلى حكومته. وعلى ما ينتظرنا.
وأتمنى أن يكافأ على نضاله. وعلى مواقفه.
وأتمنى أن ينصفوه
وتخيلوا معي امحمد الهلالي وزيرا
تخيلوا هذا الأمر
تخيلوا كم سنكون محظوظين لو نال هذا الرجل مايستحق
تخيلوا المستقبل الذي ينتظرنا
لكن يبدو أن جهات ما تحول دون ذلك
جهات من داخل الحزب
تعمل بكل الوسائل على مصادرة الأمل
ومصادرة المستقبل
ولا تريد لهذا البلد أن يتقدم
ولا تريد أن يسيره أمثال امحمد الهلالي
والذي كلما نظرت واستمعت إليه
أطمئن على المغرب
هو من أين حصلتهم عليه
وكيف جمدتموه وصبرتموه
وكيف استطعتم أن تحافظوا عليه كل هذه السنوات دون أن يتغير
ودون أن تؤثر فيه كل هذه الأحداث التي مرت علينا وعلى العالم.
وقد نموت جميعا