عبد الواحد ماهر – كود الصويرة//

جاؤوا من مختلف أنحاء المعمور.. مغاربة وأجانب.. فقراء وأغنياء ..يمشون الهوينا في حواري مدينة الصويرة التي فتحت دراغيها مجددا هذا العام لتعانق زوار مهرجان گناوة وموسيقى العالم في دورته الثانية والعشرين.

بعد عصر أمس السبت ، توافد زوار مدينة الرياح على سقالة المدينة المطلة على الأطلسي ، لالتقاط صور تذكارية والاستمتاع بعزف فرقة موسيقية گناوية اتخدت من الفضاء المفتوح مكانا لعزف ألحان حزينة تذكر بموسيقى العبيد وتخوم الصحراء.

تعود فترة إنشاء سقالة الصويرة للقرن 18الميلادي، بناء ضخم من الحجر المشذب شكل متراسا قويا ظل يحمي المدينة من القراصنة على الواجهة البحرية.

تضم السقالة طوابق سفلى ،الصعود إليها عبر عقبة تُشعر الزائر بالاجهاد ،لكن سرعان ما يلفح هواء البحر المنعش وجوه الزائرين ويزول التعب.

في أسفل السقالة يوجد زهاء عشرين محلا تجاريا ، كانت في السابق عبارة عن مخازن للذخيرة وتباع فيها تذكارات خشبية ومنحوتات شجر العرعار، مفخرة الصناعة التقلبدية لقبائل الشياظمة وحاحا إلى جانب شجر الأرگان.

تتكون السقالة من فسيفساء معمارية وتعتبر ملاذا للعشاق وزوار الصويرة لمتابعة مغيب شمس تتواري وراء أفق تحت الماء.

تشير المعطيات المتوفرة إلى هندسة هذا المزار السياحي، الذي يستقطب زوار مدينة الصويرة بشكل لافت للانتباه خلال مهرجان گناوة، تنتمي لمنظومة دفاعية تم تنفيذها حسب نظرة أوربية من لدن المهندس الفرنسي تيودور كورنو.

وبحسب المعطيات التاريخية فإنه وبفضل توجيهات السلطان سيدي محمد بن عبد الله (1557-1790)، تم صنع هذه التحفة الفريدة التي تعكس فن العمارة العسكرية المغربية.

عصر أمس السبت ، كانت طيور النورس تحلق فوق رؤوس آلاف من زوار مهرجان گناوة وموسيقى العالم ، ممن حجوا لفضاء السقالة لالتقاط صور للذكرى مع مدافع تاريخية تتجه نحو للبحر .

قرب المدافع جلس عشاق يرقبون الأطلسي ويتحدثون بهمس وعيونهم على قرص الشمس الذي بدأ يذوب في البحر في منظر غروب خلاب.

نزولا عبر منحدر السقالة باتجاه ساحة مولاي الحسن،ثمة زقاق ضيق بجوار السور التاريخي للصويرة رغم الازدحام فإن الوافدين على المدينة يواصلون سيرهم في كتلة بشرية باتجاه الساحة حيث نصبت منصة لاقامة سهرة كبرى ستستمر لغاية الساعات الأولى من الصباح.