الرئيسية > آراء > فاطمة عاطف في ” نزف”: مسرحية تنزف بالحب و العنف و القسوة و الذاكرة المفقودة و الموت و الدم..
20/05/2018 14:10 آراء

فاطمة عاطف في ” نزف”: مسرحية تنزف بالحب و العنف و القسوة و الذاكرة المفقودة و الموت و الدم..

فاطمة عاطف في ” نزف”: مسرحية تنزف بالحب و العنف و القسوة و الذاكرة المفقودة و الموت و الدم..

عمر أوشن – كود//

من رتابة رمادية مساء المدينة أخرجتنا فاطمة عاطف إلى فرجة مسرح راق..

كان عرض “نزف ” لفرقة مسرح لسكان الجبال في قاعة باحنيني لحظة فنية وإنسانية خارجة متمردة عن المألوف والنمطي والملفوف بيقينيات مزيفة..

كنت قبل أيام قليلة ضيعت فرصة مشاهدة العرض في “لوزين” بالدار البيضاء.

غير أني قرأت  بعض الشذرات عن المسرحية التي كتبها عمر علوي ناسنا..

السينوغرافيا تكفل بها عبد الحي السغروشني و حيثما وضع يده هذا المبدع تكون لمسته الخاصة..

أما فاطمة المخرجة والممثلة فهي إمرأة تسقط في حبها حينما تراها فوق الخشبة تفجر تلك الطاقة المتدفقة والحاسة الفنية الجميلة الجارفة..

لقد نجحت فاطمة عاطف في إيقاظنا من قيلولة الإطمئنانإلى أوهام الحياة..

قالت لنا: نوضوجمعو قلوعكم..

الحياة ليست كلها جميلة بهذا الشكل الذي تتصورونه.

إنها عاهرة متقلبة غدارة.. عنيفة عاصفية مجنونة محطمة هدامة مخربة أرواح مرعبة و دموية أحيانا..

“ما أجمل أن تشاهد نزف فاطمة عاطف هذا المساء، و لا تبرحك أسئلتها الحارقة و قلقها الدائم. بل أكثر من ذلك ، أن يلتصق بك دمها الفائر و تحمل معك صرختها المدوية و تردد … الدم واحد، الدم متعدد.. دم نبيل و دم وضيع، دم يُفرق و دم يوحّد، دم للإحتفال و دم للصراخ..
أيها الأحمر الذي حولوه ذات صمت إلى حروب، من باعك للجحيم؟. من كبّلك بالخطيئة؟؟؟
استمتعتُ بعرضك الباذخ صديقتي فمزيدا من الأسئلة و من الإبداع” ..

هكذا عبرت عن عشقها نعيمة القريشي العارفة بالمسرح والتصوف .

الولادة.الموت.الألم.الدم.الجنون..التيه. الحرب. الوحشية.الخوف.شنو أكثر؟..

السعادة والجسد والجنس والسلطة والصور والنوافذ جزء من لعبة الحياة..

لمن الألبوم ..للأحياء أم للأموات ؟. هل نحيى فقط ..لنموت؟

هل أصور لأعبر أنني أعيش أم أصور لأنني سأموت ؟.

هذا سيوران يفسد علينا مزرعتنا السعيدة بقلقه الدائم وأسئلته الحارقة ..

ثمالكادر ..الإطار..كادر الصورة والحياة..هل نعيش داخله أم  نخرج خارجه؟

مأزق الكادر. عذاب الكادر هو نفسه في جميع الحالات.

سواء عشت داخله أمخارجه..الكادر قدرك .الكادر سجنك.

و في لحظات من” نزف ” تقف الممثلة في حالة جذبة أمام ميكرفون و تهذي و تتحدث و تتكلم و تصرخ و تبوح في لعبة أصوات ..صوت رجل وصوت إمرأة..من هو الرجل ومن هي المرأة ؟ من أين أتى الحب وما العنف والقسوة.؟

هي مسرحية الذاكرة المفقودة والوجع الوجودي والحب والغواية والانثى والحيرة والجلاد والضحية و هشاشة الكائن وأوهامه وغرائزه و وحشيته وحروبه وأكاذيبه وأساطيره.

هي مسرحية تتدفق في كتابتها شعرا وفلسفة وأدبا.

المسرح المغربي بخير..

نص مكثف يطلق طلقات رصاص فيما يشبه طبول حرب قادمة و حوافر خيول تجري و قد نجحت الفنانة بشاعريتها في التشخيص و شد انتباهناإلى آخر رمق.

برافو..لك الشكر والمحبة فاطمة عاطف..

موضوعات أخرى

25/04/2024 05:00

مصر عايشين فالقرون الوسطى كثر منا.. النيابة العامة ديالهم شدات بلوكَوز مشهورة بسباب فيديوهات “خادشة للحياء”

25/04/2024 04:00

مرات نتنياهو دارت الفوتوشوب باش تبان صغيرة.. تصويرة على موقع “إكس” حولاتها مسخرة على مواقع التواصل

25/04/2024 03:00

ميريكان حكمات على مصممة أزياء مشهورة بعام ونص ديال الحبس.. كتصدر جلود ديال التماسيح واللفاعي

25/04/2024 00:00

لا تيتي لا حب لملوك: اتحاد العاصمة دارو ريوسهم فالكابرانات وتقصاو حتى من كأس الجزائر