الدريب لـ گود: الناصيري عطى لكثير للوداد وهادي صفحة وطويناها ودابا حقبة جديدة برئاسة البرناكي وغنخدمو لإرضاء الوداديين
ع- بن أحمد-كود//
في مقدمة رسالته المنشورة يوم أمس، كتب عبد الحاكم بن شماش عن سيمون بوليفار وروحه التي ترفرف في سماء الاكواتور و التي ألهمته ما خطت يده. وبوليفار هذا يبقى ايقونة لليساريين و الثوريين الحالمين، الذين بطبيعة الحال يتناسون أو يتحاشون ذكر الجانب المظلم لمثل هذه الشخصيات التاريخية في اعادة انتاج جديدة لعبادة الشخصية الذي يسقط فيها دوما الشيوعيون و قدماء الشيوعيين كحالة صديقنا بن شماش.
الجانب المظلم و لنقل الجانب “الانساني الواقعي” للجنرال بوليفار خلده كابرييل كارسيا ماركيز في روايته ” الجنرال في متاهته” حين تتبع معه القراء الايام الرتيبة الحزينة الاخيرة للمحرر “الكبير ” المنكسر و كيف فشل في مشروعه لتوحيد بلدان غير قابلة للنوحيد أصلا، و كيف اختلفت ثوريته و أفكاره عن طريقة حكمه، لما عض على زمام السلطة، فأعمل في القتل و المنع و النفي و الرقابة أكثر من الاسبان أنفسهم حتى تفككت ” جمهورية كولومبيا الكبرى” إلى دولا متفرقة هي الاكواتور و كولومبيا و فينزويلا..
لاشيء يختلف هنا عن سيرة الايقونات اليسارية الاخرى، روبسبيير و لينين ولا ستالين وماو … و ربما ماركس و تروتسكي نفسيهما لو ذاقا طعم الكرسي لفعلا الأشياء نفسها،السلطة تفسد الانسان بطبيعة الحال ، ولهدا يفضل الحكماء من بني البشر، أحيانا الارستقراطية و الملكيات على محدثي النعمة و السلطة و رجال الصف الثاني.. و هذا موضوع اخر لخصه ساخر لايحضرني اسمه يقوله: “في الدول الرأسمالية، يستغل الانسان أخوه الانسان، بينما في الاتحاد السوفياتي يستغل “اخ الانسان “الانسان…”
لكن المضحك أن “اخ الانسان” هذا دوما ما يجد ما يبرر أفعاله و جرائمه التي تناقض ما كان ينادي به قبلا.. ولنرى مثلا -لسخرية المثال- الذي أورده بنشماش نفسه ، روح الخينرال بوليفار في علاقته بالصحافة الفتية في بلده الذي حرره من الاستعمار الاسباني، بعلاقة عبد الحاكم نفسه بالصحافة لما استوى على كرسي مجلس المستشارين، و لنر ماذا كتب عن سيمون بوليفار و الأمر لا يحتاج عناء في البحث و الشكر موصول لويكيبديا:
“..وأثناء حكمه،أصدر بوليفار قانون الصحافة الأول، الذي بموجبه، استطاع قمع كل مصدر مكتوب لا يحبذه. وكانت تنص لائحته على السجن ست سنوات لمؤلفي الكتابات التي تعتبرها الحكومة بمثابة فعلًا تخريبيًا، وكانت تمنع الهجاء ضد الأنظمة الحكومية..
وكان بوليفار يقمع كل معارضييه الرئيسيين. ولذلك نفى كل من فرانثيسكو خابيير دي لونا بيثارو وماريانو نيكوتشيا،وسجن كل من الأدميرال مارتين خورخي جيسي والأخوين إجناثيو وفرانثيسكو خابيير مارياتيجي وبعض العسكريين التشيليين والأرجنتينيين، فيما نفذ حكم الإعدام في كل من خوسيه بيرناردو دي توري تاجلي وخوان دي بيريندواجا، إضافة إلى ذلك، تدور الشكوك حوله بشأن اغتيال برناردو دي مونتياجودو.”
“وحظر بوليفار تدريس كتب تدعو الى حرية التعبير و الغاء الرق وعقوبة الإعدام وإلغاء العقوبات البدنية،. لأنها تضر بالشباب.. وبالمثل وقع مرسومًا ينص على أنه يتوجب على الحكومة تعزيز وحماية الكاثوليكية بوصفها الديانة الرسمية للكولومبيين”
ثم” أعلن نفسه دكتاتورًا في 27غشت 1828، بموجب مرسوم الدكتاتورية الاستبدادي، والذي ألغى منصب نيابة رئيس الجمهورية.”.. هذا قبل أن يتمرد عليه أصدقاؤه و يرسلوه منفيا إلى أوروبا..
إنها متاهة الجنرال بوليفار، و الجنرال بنشماش يوجد في نفس المتاهة، لكنها متاهة صغيرة جدا،
لأنه صغير ..
متاهته هي فقط حزب وكرسي مؤقت وليست جبال الأنديز،
و أعداؤه ليسوا امبراطورية ولا جنرالات ،
بل هم بعض أعضاء حزبه في فروع القرى الصغيرة..في الدشيرة و الرحامنة و غيرها..
أعداء الجنرال الصغير هم : صحافيون يحاولون القيام بعملهم…
متاهة صغيرة ليساري ثوري خطيب مفوه كان يحلم بالجمهورية و العلمانية و الحرية ،تحول الى مسؤول ” منتخب” يمرر في المجلس الذي يرأسه مشاريع قوانين تناقض ماكان يدعو إليه، بل مرتديا جلبابا و طربوشا مخزنيا أحمر، يحاول إدخال صحفيين الى السجن بوجه أكثر حمورية،أمر لم يفعله حتى رئيس الدولة…وهنا تحضرني قولة أحدهم، لما قال أننا نعيش في زمن لو تكتب فيه عن القصر تنام مطمئن البال، ولما تكتب عن بيروقراطي صغير أو سيارة ابنة مسؤول حزبي وكلبها المصون فاعلم أنك كحلتيها وقفرتيها..
في رسالة بن شماش المذكورة تهجم مجاني على موقع ” كود”، كتب: ” بعض “الصحافيين” منتحلي الصفة الدخلاء بشكل مباشر ،يعني “نيشان” و”كود” و”ديركت” بكل وقاحة على “صاحبة الجلالة” والمستعدين دوما للتلفيق والتزوير والتلميع“، و المحزن أنه بحكم موقعه في مجلس المستشارين، يعد الرجل الرابع في هرم مؤسسات الدولة، ولا يعرف، قبل أن تخط يده ما خطته، هو و جيش معاونيه ومساعديه في ديوانه، أن “نيشان” تجربة صحفية بدأت قبل أن يتأسس حزبه، ولم تعد تصدر كمجلة، و أن كود، شركة ناشرة قانونية متلائمة مع القوانين التي صادق عليها مجلس المستشارين نفسه، و ليس ضمن العاملين في طاقمها منتحلي صفة ولا دخلاء، بل يحملون البطاقة المهنية.. عكس تجربة البام مع الصحافة و التي انتهت بكوارث في عالم صحافة اخر ساعة و غيرها مما لايتسع له المقال، أما عن الاستعداد للتلفيق و التزوير، فنؤكد له أنه وكجميع الصحف الأخرى نتابع نزاعك الداخلي مع اعضاء حزبك من مسافة واحدة،..و القضاء أمامك لو رأيت تلفيقا فكن رجل الدولة المثال الذي يلجأ إلى القانون بدل تلبس روح بوليفار في بقاع الاكواتور..
وربما يعلم صديقنا كل هذ المعلومات عن موقعنا قبل ذكره في رسالته الحمراء تلك، ولكن كأي شيوعي سابق يسكنه دكتاتور صغير، لا يستسيغ أي معارضة ويخيفه الحياد، و يتحسس مسدسه – أو زبارته لكونه قاعدي قديم – كلما سمع كلمة حرية و صحافة… فيجد أن أسهل حل هو رمي الكلام على عواهنه ..ولو كانت في يده السلطة بالفعل لربما رمانا في السجون و المنافي الله يحفظ.