حميد زيد كود ===
كان الإخوان في العدالة والتنمية في الماضي يعرفون من يوجه الدعوات إلى الإسرائيليين لزيارة المغرب.
حميد زيد كود ===
كان الإخوان في العدالة والتنمية في الماضي يعرفون من يوجه الدعوات إلى الإسرائيليين لزيارة المغرب.
وهم خارج الحكومة، كانوا متأكدين، وليست لديهم ذرة شك.
وكانوا ينظمون الوقفات ويشتمون اليوسفي، ويرفعون الشعارات المنددة، ويعتبرون أن الحكومة هي المسؤولة، وهي السلطة، وهي التي يجب أن تحاسب على”التطبيع”.
أما الآن، وهم يمارسون السلطة، وهم الحكومة، فإنهم يرددون أنهم أبرياء، ولا يعرفون من وجه الدعوة إلى شيمون بيريز، ولا ينظمون الوقفات ضد أنفسهم.
كل يوم يخرج واحد منهم ويخبرنا أن لا علاقة لهم بالأمر.
وقد خرج أفتاتي وأخبرنا أن الحكومة بريئة، وبعده خرج بوانو.
إنهم لا يعرفون أي شيء، ولا يحتجون على أنفسهم، ولا يحتجون على أحد، ولا ينوروننا ولا يشرحون لنا من وجه الدعوة إلى بيريز.
وقد يستقبلونه ويسلمون عليه، لكنهم لا يعرفون من سلم عليه ومن رحب به، وقد يجلسون معه إلى نفس الطاولة، لكنهم ليسوا هم.
هم دائما أبرياء، وحتى لو رأيتموهم يستقبلون بيريز فليسوا هم، بل هيء لكم.
وبنكيران ليس هو بنكيران.
وبوانو ليس هو بوانو.
وأفتاتي ليس هو أفتاتي.
ومنتدى الكرامة الذي أصدر بيانا يندد فيه بالزيارة المرتقبة ليس هو منتدى الكرامة، وحامي الدين ليس هو حامي الدين، إنه شخص آخر، يختلف عنه تماما.
والحكومة ليست هي.
وشيمون بيريز هو أيضا شخص آخر ولا علاقة له بذلك الرجل الذي يحمل نفس الاسم.
لكنها الشعبوبة وهي تفضح أصحابها، وهي التي تكشفك مع الوقت، وتبديك عاريا، بلا موقف ولا مبدأ ولا مصداقية.
ولأنهم لا يجرؤون على الاعتراف بالواقع، وبالخصوصية المغربية، فإنهم يرسلون أفتاتي، ويرسلون بوانو، لإعلان البراءة، ويطلبون من أنصارهم أن يتفهموا الموقف، وأن لا ينكأوا الجرح، ولا يلحوا.
والحال أنهم في وقت سابق لم يكونوا يتفهمون، وكانوا يزايدون على اليوسفي وعلى حكومة التناوب، كلما حل إسرائيلي بالمغرب.
والمضحك أنهم يستعينون اليوم بحركة حماس، وينشرون في إعلامهم تنديدها بالزيارة، بينما هم لا يعرفون، وهم معنا في المغرب، وهم يقودون الحكومة، وهم السلطة، ويعتبرون أنفسهم أبرياء، ولا دخل لهم، وتنشر حركة التوحيد والإصلاح موقف حماس.
وحماس تعرف وهم لا يعرفون.
والأهم أنهم أبرياء ولا دخل لهم في الأمر.
والأهم أن في في جسد كل واحد فيهم اثنان، وأنهم مشطورون، شطر مع حماس، وشطر مع المنصب، وشطر يندد، وشطر بريء.
وأتفهمهم.
وأتفهم وضعهم الحرج وتناقضهم