الرئيسية > آراء > عذرا أيها البروكولي! نتعامل معه بعنصرية وننكل به لأنه أخضر وليس أبيض مثل شقيقه القرنبيط
01/12/2020 17:00 آراء

عذرا أيها البروكولي! نتعامل معه بعنصرية وننكل به لأنه أخضر وليس أبيض مثل شقيقه القرنبيط

عذرا أيها البروكولي! نتعامل معه بعنصرية وننكل به لأنه أخضر وليس أبيض مثل شقيقه القرنبيط

حميد زيد – كود//

فظيع.

فظيع. وقاس. ومؤلم. ما يتعرض له البروكولي هذه الأيام في المغرب.

ولأنه من الأقليات بين الخضروات.

ولأنه أخضر وليس أبيض مثل شقيقه القرنبيط.

ولأنه ليس مغربيا.

ولأنه بعيد عن أهله.

ولأنه غريب وليس في بيئته.

ولأنه مقتلع من تربته. بعد أن جيء به ليزرع في بلادنا.

ولأنه ليس له من يدافع عنه.

ولأنه صار متوفرا بكثرة.

فإنه يتعرض للتمييز على أساس اللون.

وتمارس في حقه عنصرية بغيضة. من طرف  الباعة. ومن طرف المشترين. والمستهلكين على حد سواء.

فتجده مكدسا. ومرميا. ويباع مع الشيبة. ومع مرددوش. ومع السالمية. وفي العربات. وعلى الأرض.

وتجده رخيصا في السوق بعد أن كان له شأن عظيم.

وتجده في حالة يرثى لها.

ناشفا. جافا.

فاقدا لخضرته. كثيرا. منتشرا في كل مكان. كأنه بطاطا. يشتريه العوام.

وما لم أكن أتخيله أن يتم تعذيبه ببشاعة.

وقد كنت شاهدا على ذلك اليوم. حين عثرت على واحدة من البروكولي. في شقتي. مطبوخة في طنجرة. ومعها لحم. وزعفران. ومنقوعة بالكامل في المرق. هارية. متصدعة. منهارة. محطمة. مهزومة. مهجرة. غارقة في المرق. دون أدنى احترام لها. ولعاداتها. ولتقاليدها. ولهويتها. ولمعتقداتها.

وبلا رأفة.

ولا رحمة.

تم إدماج البروكولي عنوة في المطبخ المغربي.

وتم توفيره للنساء ليتفنن في تقطيعه.

وليمعن في النيل منه.

كما تم وضعه في الكاميلة. وتعذيبه بالنار. مع الإمعان في طبخه. بشكل لم يتعود عليه.

وليس هذا فحسب.

بل تم تقديمه لي في صحن طاووس يتصاعد منه الدخان. وإلى جانبه سلطة بروكولي أيضا.

في ما يشبه إبادة.

ولا ندري أي تعذيب يتعرض له. وأي إهانة. وأي تنكيل في المطابخ المغربية الأخرى.

وفي الشقق المغلقة.

وفي وقت كان علينا احترام خصوصيته. وثقافته.

فإننا جعلناه مثل البطاطا. ومثل الخرشوف. ومثل القرع. ومثل الجزر. والجلبان. والقوق. وقذفناه في الطنجرة.

وأضفنا إليه اللحم.

واتهمناه ب”الانفصالية” الخضروية. وبأنه لا يقبل الاندماج. ومنغلق على نفسه. ولا يذوب في المرق المغربي.

ولا في قيم المملكة.

ولم نقبل وجوده بيننا.

واعتبرناه يعيش أزمة في كل المناطق.

ويرخص

ويرخص.

ولا يجد من يشتريه. ولا من يحترمه. ولا من يقدره.

وضغطنا عليه كي يتخلى عن دينه.

وأسأنا إليه.

وقلنا له إنك لست إلا قرنبيطا أخضر. وهذا لن يمنحك وضعا خاصا.

ومن حقنا أن نضعك في المرق.

وأن نمعسك معسا بالخبز. وأن نتحلق حولك.

ولن يمنعنا أي شيء من قليك في الزيت.

فنحن أحرار. ومغاربة. ونرفض الفرونكوفونية. ونرفض التدخل الفرنسي. ونرفض التبعية. ونرفض الاستعمار. وما دمت معنا. وما دمت قد صرت تزرع في المغرب. فمن حقنا أن نطبخك كما يحلو لنا.

ووفق تقاليدنا. وعاداتنا. وذوقنا.

وليس ضروريا أن نصنع بك كراتان. أو فولوتي.

وليس ضروريا أن نتباهى بك.

فلست أفضل من البرقوق اللذيذ. الذي جففناه. وجعلناه رفيقا للحم المحمر.

ولست أفضل من السفرجل. المحلى. والمرشوس بالقرفة.

أنت لا شيء مقارنة بالفواكه الذي فرضنا عليها أن تتحول إلى خضر.

فأذعنت لنا صاغرة. واستسلمت. وتمغربت.

وإذا كان من انتقام من فرنسا. بعد تلك الرسومات المسيئة للرسول.  ومن رئيسها إيمانييل ماكرون.

ومن تصريحاته.

وإذا كان من إعادة اعتبار لنا بعد الهجوم غير المبرر على المسلمين

فهو تنكيلنا بالبروكولي.

وإرغامنا له على الانسلاخ عن هويته. وعن جلده.

وعلى أن يغرق بدوره في المرق

مثله مثل أي نوع آخر من الخضر.

أما إذا أصر.

أما إذا احتج البروكولي على ممارساتنا

فلن يلوم إلا نفسه

وفي أي لحظة قد يجد نفسه عاريا في الموقع إياه.

تتفرج كل الفواكه

وكل الخضر

على عورته الخضراء

وعلى ممارساته الشاذة في صحن المرق الحارق

حاضنا صدر دجاجة

مداعبا فخذها.

موضوعات أخرى

29/03/2024 00:00

نقابة الصحافة زادت دروس أخرى على دروس “الهاكا” فقضية فبركة جريمة شفرة على المباشر.. كنبهو للانزلاقات الكثيرة لي كتوقع فعمل بعض الإذاعات الخاصة ويجب إعادة النظر فالقانون المنظم للقطاع السمعي البصري

28/03/2024 23:30

جثة مجهولة كلاوها الكلاب فالطريق بين العيون وفم الواد دارت استنفار فالجوندارم

28/03/2024 23:00

الفيفا طالبو الصبليون يوضحو لهم تهم الفساد المالي الموجهة للرئيس السابق روبياليس وللمعتقلين فالقضية