حميد زيد – كود//

ما يجعل من الحركة الشعبية حزبا كبيرا، وصامدا، ولا يخضع لتأثير الزمن، ولا يشيخ، ولا يصغر، ولا يضعف، هو أنه بعيد عن أي نقاش سياسي في المغرب.

ولا يدخل في أي صراع.

وليست له فكرة ولا إيديولوجية، ولا يطرح بديلا، ولا حلا، ولا اقتراحا.

وغير مبال، وغير مهتم.

ولا تعنيه صورته، ولا تعنيه شعبية، لأنها في الدم، ولا يعنيه استقطاب، ولا إشعاع، لأنه غير محتاج، ومكتف، وواثق من نفسه.
والخطأ الذي نرتكبه دائم أننا نتعامل معه كحزب مثل بقية الأحزاب.

ونستغرب من ترشح لعنصر لولاية جديدة.

ونسخر من خلوده، ومن زعامته الأبدية، بينما ننسى أن الحركة الشعبية معجزة مغربية.

وقد انقرض الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.

وأحزاب أخرى كثيرة مهددة بالموت.

بينما الحركة الشعبية ثابت في مكانه، وفي كل انتخابات تجده في الموعد.

وتجد وزراء منه في كل الحكومات.

وتكتشف أسماء، وشخصيات، وتكنوقراطا، تجري في دمائهم مبادىء هذا الحزب.

وقد كانوا قبل ذلك حركيين كامنين، ليظهروا في الوقت المناسب.

وقد خلقوا في المغرب الاتحاد الدستوري، وخلقوا التجمع الوطني للأحرار، لكن الحركة الشعبية نسيج لوحده.

ولا يموت، وحي دائما، دون أن يبذل أي مجهود، ودون أن يدافع عن تصوراته، وعن مشروعه، ودون أن نعرف من هو.

وينشق، ويتشظى، ثم يعود كما كان، مثل حزب أسطوري.

وبين الفينة الأخرى يأتي إليه الدخلاء، ويحاولون السيطرة عليه، وركوبه للوصول بأقصى سرعة.

ويعتبرونه صيدا سهلا، وفارغا من الداخل، لكنه يطردهم، ويفشل مخططاتهم، فيعودون أدراجهم من حيث أتوا.

ودائما هو رقم صعب.

ودائما يحتل المراتب الأولى.

دون ضجيج، ولا نأمة تسمعها، ولا يكلفه أحد بالهجوم على حزب آخر.

لكنه دائما في الموعد، ويدخل إلى الحكومة حين يطلب منه ذلك، ويبتعد عنها حي يطلب منه ذلك.

ولا يحتج، ولا يطالب بأي شيء، ولا يدافع عن قضية، وعندما يرتكب وزير ينتمي إليه فضيحة، يلتزم الصمت، ولا يرد، ولا يقول لا.

وسلاحه دائما هو الابتسامة، كما يفعل القيادي الحركي محمد أوزين.

وشعاره ابتسم للسياسة المغربية تبتسم لك.

لذلك، لا مفاجأة في ترشح لعنصر ولو للولاية الألف.

لأن الحركة الشعبية ليس حزبا مثل كل الأحزاب.

وما دام موجودا.

وما دام منسحبا، ولا يقدم فكرة، ولا يشارك في أي نقاش. وفي حل من أي صداع، ومنافسة، وجدل.

وما دام يحصل دائما على حصته.

فإنه لن تقوم قائمة للسياسة في هذا البلد.

ولن يشتغل أحد

ولن يبذل حزب مجهودا، ولن يبحث حزب عن أفكار، ولن يقدم حزب خدمة للمواطنين، ولن تستفيد منه الدولة في شيء.

والسؤال ليس كم عمر امحند لعنصر على رأس الحركة الشعبية، بل ماذا يفعل هذا الحزب في المشهد السياسي المغربي.

ومن يصوت له.

ومن هؤلاء المغاربة المقتنعون به.

رغم أن لا أحد يسمع عنه، إلا من مؤتمر لآخر.

وفي الانتخابات، وحين تشكيل الحكومات، التي يكون حاضرا فيها دائما ويقدم فيها كفاءات لا ينساها المغاربة.

ومن ينسى منكم محمد مبديع.

ومن ينسى محمد أوزين.

ومن ينسى عبد العظيم لكروج.

والأروع.

والخارق

وعبقرية الحركة الشعبية

أنها حزب لا يؤثر فيه نقد.

والقافلة تسير والكلاب تنبح.

وسوف تستمر انتصارات الحركة الشعبية، وسوف يستمر رقما صعبا، وسوف تستمر ابتسامة أوزين، وطبطبة حليمة العسالي،  وسوف يستمر المغرب عجيبا، رائعا، بكرزة تزينه، اسمها الحركة الشعبية.