أنس العمري – كود///

صدى محاكمة المدرجات للسياسات العمومية والحكومة والفساد المستشري في مختلف القطاعات يتجاوز الحدود الجغرافية للمغرب. تحويل الملاعب إلى منابر لتوجيه رسالة ذات حمولة اجتماعية وسياسية أضحى مادة دسمة، ليست بالنسبة لوسائل الإعلام المحلية، بل حتى العالمية، التي طرحت أكثر من مرة هذا الملف على طاولة النقاش.

آخر هذه الطاولات كانت لـ “فرانس 24″، التي تناولت عبر برنامجها “وجها لوجه” حراك المدرجات المتنامي، وهو الموضوع الذي فرض نفسه بعد الإصدار الأخير لـ “إلترا وينرز”، الفصيل المشجع للوداد، ويتعلق الأمر بأغنية “قلب حزين” التي تعتلي مراتب متقدمة في الطوندونس المغربي، والانتشار الواسع لـ “فبلادي ظلموني”، لأحد الفصائل المشجعة للرجاء، والتي ترجمت إلى عدة لغات.

الحلقة استضيف فيها منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، والذي قال، في تدخل له، “أصبح لدينا شباب مسيس خزبه اليومي هو التدبير العمومي لشؤونه اليومية، وبالتالي عكس معيشه اليومي داخل الملعب”، وزاد موضحا “عندما نجزأ أغنية فبلادي ظلموني نجد بأنها موجهة لعدة قطاعات حكومية ولوزراء محددين، وبالتالي هي إدانة إليهم ولتدبير الشأن العمومي في المغرب”.

وأضاف “هي رسالة شباب انتظر 5 سنوات أو أزيد من أجل أن يتلقى ردا على المطالب التي نادى بها في الربيع العربي، إنه ينتظر ردا على الوعود التي أطلقت بعد التسويات التي أبرمت سواء على مستوى التشكيل الحكومي أو على مستوى التعديل الدستوري”.

وقال أيضا “الشباب المغربي لم يعد يدخل للملعب لمتابعة مباراة فقط وتكسير بعض الكراسي من أجل نتيجة، أو تشجيع فريق بشكل مندفع أكثر، بل يعكس توجهات الرأي العام داخل الشارع المغربي.. وهذا يحسب لنضج الشباب داخل الملاعب”.

من جهته، أكد الضيف الثاني في البرنامج، وهو أيمن عويدي، الناشط الحقوقي والسياسي، أن هذه الفئة أصبح لها صوت جد مهم من داخل المدرجات، وزاد مفسرا “الشباب المغربي، وبعد وصفه بأنه غير مسيس وفوضي وقاصر، يثبت اليوم بأنه يفهم السياسة، ويحاول أن يكون معبرا على همومه وقضاياه، وأصبحت المدرجات هي واجهة هذا الوعي السياسي المتنامي”.

وأضاف “بعد بلقنة العمل الحزبي والجمعوي وكل التنظيمات المؤطرة قانونيا، أصبح الشباب المغربي يرى بأن العمل من داخل هذه الإطارات غير جاد ولا يوصل لحد الآن إلى حلول للإشكالات والعوائق الكبيرة التي يعاني منها. لهذا، ذهب ليتأطر في الملاعب. فالإلتراس تقوم بدور مهم لأنها تؤطر الشباب المغربي وتتكلم بإسمه”.