الرباط –كود///

بدأت بفكرة وانطلقت بمبادرة قبل أن تتحول إلى حدث تواصلي ضخم. إنها الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، التي حصدت نسختها الثالثة المنظمة بساحة “مالاباطا” في طنجة شهادة نجاح كبرى، بعدما شكلت “الاستثناء” في كل شيء، لا من حيث عدد الزوار ولا نوعيتهم، ولا حتى من حيث الاحترافية في التنظيم.. وهنا تحديدا مربط الفرس.

فما حققته الدورة من توافد قياسي على فضاء التظاهرة، والمحدد عدده في 515 ألف زائر من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعي (تلاميذ وطلبة وحرفيون وتجار ومحامون وسياسيون وفاعلون في المجتمع المدني ومجالات أخرى)، يعود الفضل فيه أساسا إلى هذا الجانب، الذي سهر عليه فريق خاص.

فعلى امتداد الأيام الخمسة من عمر الأبواب، اشتغل هذا الفريق، تحت إشراف العميد الإقليمي أبو بكر سبيك، الناطق الرسمي باسم الأمن الوطني، كخلية نحل وأدى مهامه باحترافية كبيرة ساهمت في خلق أجواء متميزة ورفع تلك الحواجز النفسية التي تنصب في أول لقاء مباشر بين المواطن والأمن، الذي كبرت أكثر ثقته في المؤسسة التي تسهر على خدمته، بعدما طبعت في ذاكرته لحظات إنسانية عاشها في الفضاء، حيث أبهر بطريقة التواصل الراقية التي غيرت الكثير من المفاهيم الخاطئة التي المترسخة في ذهنه منذ سنوات.

كما أن العمل الاستثنائي الذي قاموا به أعطى للدورة إشعاعا كبيرا في بعدها التواصلي والتحسيسي، من خلال تحوليها إلى مناسبة لإبراز تدعيم شرطة القرب، وتكريس مفهوم الإنتاج المشترك للأمن، وتوطيد الانفتاح المؤسساتي، وذلك من خلال تقديم 50 عرضا وتمرين محاكاة لمختلف التدخلات الأمنية في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة، وفي تقنيات التدخل بواسطة الكلاب المدربة للشرطة وفرسان خيالة الشرطة وكوكبة الدراجين والفرقة الموسيقية للأمن، علاوة على تنظيم 30 رواقا تحسيسيا وتفاعليا، وتنشيط سبع ندوات في مواضيع علمية وأكاديمية تتقاطع مع اهتمامات المواطن في مجال الأمن.