الرئيسية > آراء > شحتان والإخوان!
10/05/2022 09:00 آراء

شحتان والإخوان!

شحتان والإخوان!

حميد زيد كود ///

من لم يُبد إعجابه بفيلم “الإخوان”سيتم تصويره وفضحه والقبض عليه

كل أشكال الصراع القديمة في المغرب انتهت.

و لم يعد هناك صراع طبقي.

لم يعد هناك تدافع.

لم يعد هناك يسار ويمين.

لم يعد هناك إسلاميون معتدلون وأحزاب تاريخية.

كل هذا من الماضي.

لم يعد هناك تقليد وتجديد. ولا أصالة ولا معاصرة. ولا تقدمية ولا محافظة ولا رجعية.

ولم تعد هناك أحزاب بالمرة.

ولم يعد هناك قادة. ولم تعد هناك قواعد.

ولم تعد هناك نخب. ولم تعد هناك صحافة مؤثرة. ولا مستقلة. ورواتبنا صارت تمنحها لنا الدولة مشكورة.

ونحن الآن تابعون لها.

نحن أيضا لم نعد موجودين في هذا المغرب الآخذ في التشكل.

وكل ما نعيشه اليوم هو عالم مغربي آخر.

عالم جديد وغير مسبوق.

وكل ما يحدث الآن فإنه يحدث في مغرب مختلف.

مغرب اختفت فيه كل السلط المضادة.

مغرب جديد. نظنه هو نفس المغرب. بينما ليس هو.

مغرب نكتفي فيه نحن هذه الكائنات الآيلة للانقراض بالنظر إليه باندهاش.

و بالتفرج فيه.

و بإنكار وجوده.

وبعدم القدرة على مواكبته.

بينما لا يعني هذا أننا في مغرب يسود فيه الفراغ.

لا. حاشا.

فالمغرب مثله مثل الطبيعة لا يقبل الفراغ. وهو مملوء الآن بشحتان.

وهو الذي جاء ليعوض كل الغيابات.

وهو الذي جال ليبدأ التاريخ من جديد. و ليعوض الأفكار التي لم تعد قادرة على الاستمرار. وليعوض الإيديولوجيات التي قيل إنها انتهت.

و ليلعب كل الأدوار.

وعلينا أن نعترف بالظاهرة.

علينا أن لا نغمطه حقه.

فلا وجود في المغرب الحالي إلا لشحتان وما يمثله.

وهو الذي عوضنا جميعا.

وهو الذي جاء بدل الحداثة القديمة. وبدل اليسار. وبدل الأحزاب. وبدل الصحافة.

وهو “الشعب”.

وقناته هي”قناة الشعب”.

وهو الذي يمنح الشقق.

ولم تعد الحداثة ممكنة إلا بالالتحاق به.

ولم تعد الصحافة ممكنة إلا بالاستسلام لما يقوم به.

ولم يعد هناك من ينتقد الإخوان إلا هو.

ومن ليس مع شحتان في الوقت الحالي فهو غير موجود.

من ليس معه هو ميت.

من ليس معه فلا يلوم إلا نفسه.

لأن الشعب لا يقبل أن لا تكون معه.

لأن الشعب حسابه عسير مع من لا يكون في صف الشعب.

وما علينا إلا أن نفرك عيوننا كي نرى المغرب الجديد بوضوح.

علينا أن ندقق النظر.

ومن ليس مع شحتان سيكتشف مع الوقت أن لا حل أمامه كي يبقى على قيد الحياة إلا الالتحاق بهذه الظاهرة.

وإلا الاعتراف بالأخ الأكبر.

ومن هو ناجح. ومن وضعه مريح. عليه أن يحسب ألف حساب كي لا ينتج حوله فيلما.

أو عملا تلفزيونيا في حلقات.

وكي يحتفظ بوضعه.

ومن ينتقده عليه أن يتحمل العواقب.

عليه بدل ذلك. وكي يضمن مكانا له في المغرب الجديد. أن ينظر بإعجاب إلى هذه السلطة الإعلامية التي قامت على أنقاض كل سلط الإعلام التي سبقتها.

عليه أن يقول لها برافو.

وأي واحد منا سيكتشف أنه مضطر إلى الانضمام إليه.

وإلى مديحه.

وإلا فإنه سيجد نفس في هامش الهامش. وعالقا في المغرب الذي لم يعد موجودا.

ومن لم يمجد تجربته السينمائية
فإنه لن يعمر طويلا.

وسينتهي عاجلا أم آجلا. وسيختفي أثره.

وليس شحتان الشخص بل ما يمثله.

ومن لم ينتبه بعد إلى ما حدث.

ومن مازال يعتقد أنه مقيم في مغرب لم يعد له وجود.

فلينظر إلى الجدل القائم اليوم بين المنتج السينمائي. الذي هو شحتان. وبين “الإخوان”.

ولأول مرة يحدث هذا في المغرب.

لأول مرة يتم تعويض الحداثيين المغاربة.

بأحزابهم. وإعلامهم. ونخبهم.

ويتم استبدال طرف من أطراف الصراع الفكري والإيديولوجي.

لأول مرة يجد السلفيون المغاربة أمامهم خصما مختلفا.

خصما ليس حداثيا. وليس ديمقراطيا. وليس أي شيء.

خصما جديدا.

خصما مجهولا بالنسبة إليهم. ولا تنفع معه أسلحتهم الخطابية القديمة.

خصما بمقدوره أن يكون ما يشاء.

وبإمكانه أن يواجه بعد أن ينتهي من قصة الإخوان الحداثة والديمقراطية بالفن والسينما.

خصما حمال أوجه. وحسب السياق. وقويا في نفس الوقت بتأثيره. وبجمهوره. وبشعبه. الذي ينافس به الجمهور السلفي.

خصما يصوب الكاميرا نحوك. ويرديك مفضوحا في موقعه.

وقد حدث كل هذا بعد أن اختفى الحداثي التقليدي. واختفت مؤسساته. ووجوهه.

لأن شحتان ليس يسارا. ولا يدافع عن أي قيمة. ولا عن علمانية. ولا عن حرية. ولا عن ديمقراطية.

بل عن الشعب وما يريد.

ولأول مرة صار القاع المغربي يواجه القاع المغربي.

صار هناك صراع بين المغربي ونفسه.

ولأول مرة صار المغربي “العادي” و “البسيط” يواجه المغربي العادي والبسيط.

المغربي المدافع عن صورة المتدين السلفي هو نفسه المغربي الذي يسكن في تجربة شحتان.

لأول مرة اختلط كل شيء بكل شيء في المغرب.

وفوق توجد السلطة.

وهي غالبا سعيدة بكل هذه التحولات.

فلم تعد هناك حدود بين الأفكار والأشخاص والهويات والإيديولوجيات.

لم يعد أي شيء واضحا.

وكل الأدوار موكولة لشحتان.

كل المهام.

كل التوجهات والأفكار هي له الآن.

وهو المعني بخوض الصراع.

ولا حل في الأفق. ولا خيار. إلا التعبير عن إعجابك بقناة”الشعب”.

ومن لم يفعل ذلك فهو ميت.

ومن لم يقبل بهذا المغرب الجديد فهو من عالم آخر.

ومن الماضي.

وما علينا إلا الدفاع عن المنتج ضد ما يتعرض له فيلمه.

في مغرب صار فيه شحتان يحارب الظلامية

ورمزا من رموز حرية الفن

ومن لم يفعل ذلك

ومن لم يقف إلى جانب فيلم الإخوان الذي يواجه حملة شرسة من المواقع السلفية.

ومن لم يروج للفيلم

ومن لم يعتبره حدثا وتحفة سينمائية

فإنه سيتم تصويره. والقبض عليه. وهو متلبس. بالجرم المشهود.

ليحاكمه الشعب الحداثي الجديد

في قناة الشعب.

موضوعات أخرى

29/03/2024 00:00

نقابة الصحافة زادت دروس أخرى على دروس “الهاكا” فقضية فبركة جريمة شفرة على المباشر.. كنبهو للانزلاقات الكثيرة لي كتوقع فعمل بعض الإذاعات الخاصة ويجب إعادة النظر فالقانون المنظم للقطاع السمعي البصري

28/03/2024 23:30

جثة مجهولة كلاوها الكلاب فالطريق بين العيون وفم الواد دارت استنفار فالجوندارم