حميد زيد – كود//

سوف يقضي على هذه اللعبة الجميلة.

سوف يتسبب في موتها.

سوف تنتهي كرة القدم مع هذا اللاعب النرويجي.

لأن نتيجة أي مباراة معه صارت محسومة.

ومعه لن يبقى تنافس. ولا خطة. ولا ندية. ولا احتكاك.

ولن يبقى أمل.

ولن تبقى هناك إمكانية للفوز.

فخلال دورات قليلة في البطولة الإنجليزية سجل لوحده أكثر مما سجل 15 فريقا في الدوري الممتاز.

كما أنه تفوق على ميسي بعدد الأهداف التي سجلها في دور الأبطال. حين كان في مثل سنة.

وتفوق أيضا على مبابي.

ولا حل. ولا طريقة. لمواجهته.

ولا دفاع.

وحتى لما تحاول أن تعرقله لا يبالي بك ويمر.

وحتى عندما ترتكب في حقه خطأ. وتضربه. لا ينتبه إليك. وتشعر أنت بالألم. وتصاب.

لذلك صار اليوم ضروريا تناوله. ودراسته. فلسفيا. وأخلاقيا. وقيميا.

وليس باعتباره لاعبا.

وليس من الناحية الكروية لأن وجوده يتجاوز الكرة

وكل الرياضات.

ولأنه يشكل خطرا على كرة القدم. مع ما يطرحه وجوده من أسئلة.

من قبيل هل من الأخلاق في شيء أن يكون في فريقك مثل هذا اللاعب وتفرح بالأهداف التي يسجلها؟

وما دور المدرب في ظل وجوده؟

وما دور الجمهور؟

وما الحاجة إلى كوارديولا؟

وهل يجب حظر هالاند؟

فكرة القدم منذ ظهورها وهي رياضة بين البشر.

وقد يظهر لاعب معجزة مثل مارادونا ومثل ميسي.

بينما الذي نراه اليوم ليس بشرا.

ولا يمكن الوقوف أمامه.

كأنه خارج من الأساطير السكندينافية.

كأنه إله قديم خارج من البحر المتجمد الشمالي ليلعب الكرة مع الإنسان.

وهذا غير مقبول.

لأن على الآلهة أن تلعب في ما بينها.

وفي كل المرات التي اختلطت فيها مع البشر ارتكبت فظاعات مازال العالم يتذكرها.

واختطفت أميرات.

وأنجبت كائنات شوهاء.

وتصرفت كما يتصرف اليوم هالاند أمام المرمى.

وتسببت في حروب. وفي مآس كثيرة. وفي غضب من السماء.

ومن وجود حرفي ألف متتاليين (AA)في اسمه.

ومن كونه يكتب في لغة بلاده بسكون فوق الألف(Å).

يعني أنه ليس منا.

وليس من هذا العالم.

ومجرد وجوده في أي مقابلة يفقدها المتعة والتشويق.

لأنك تجده دائما في المكان المناسب أمام المرمى.

وحتى عندما تكون قدمه بعيدة عن الكرة فإنه يمططها وتصل إليها.

ويدخلها إلى الشباك.

وحتى عندما يكون في الخلف فإنك ودون أن تدري تجده أمامك.

وحتى عندما تدفعه لا يتحرك من مكانه

ولا يسقط

ولا يشعر بالتعب مثلما يشعر البشر.

والأدهى

وغير المقبول

أن من يوجد خلفه

ومن يمده بالكرة هو ساحر بلجيكي اسمه كيفين دو بروين.

وليس عدلا أن يكون في فريق واحد إله وساحر.

حيث أفسد المال الكرة

واشترى كل شيء. وكل اللاعبين. وكل البشر.

وحين لم يفز بدوري الأبطال

اشترى إلها

من عماليق الشمال.

وهو الآن يخطو خطواته الكبيرة في الملاعب

ويسجل

ويسجل

ولا أحد يقف في وجهه

ولا أحد يحتج على هذا الظلم

ولا وجود لأي أثر لإله آخر في الدفاع يقف سدا منيعا أمام هالاند.

ويقنعه بالانسحاب

وترك كرة القدم. كما كانت. رياضة بشرية. تُلعب على الأخطاء.