الإعلام الجزائري خرج خبار فايك على نشر المغرب تصويرة للتراث الجزائي.. ومصدر لـ”كود”: كيف عارف كولشي السلهام مغربي
عبد الواحد ماهر كود ///
اظطرت سيدة تعمل صيدلانية في مدينة الدار البيضاء،ظهر أمس السبت، كما اوضحت ل”كود”٬ لدفع مبلغ مائتين درهم ليتمكن،بمعية ثلاثة أطفالها كرسوم ليتمكن من دخول إلى فضاء سندباد الذي أعيد افتتاحه مجددا أمام عموم المواطنين المترددين على كورنيش عين الدياب.
قبل أن تصل إلى الجابي المكلف بتحصيل مستحقات تذاكر الدخول إلى”البارك”، كانت قد سددت أيضا مبلغ 15 درهما لركن سيارتها في”باركينغ”، في الداخل ثمة لعب يتراوح سعرها مابين عشرين وخمسين درهما.
الصيبة الثلاثة، ما أن تجاوزا الباب العجائبي في مدخل”البارك” حتى طفقوا ينطون في المكان،ف يما رفض أصغرهم اللحاق بإخوته ووالدته وهو يتملى في نمر أرقط بالأبيض والأسود ينام بتكاسل داخل سياج غير مؤمن بالمارين حوله.
بعد تأجيل افتتاح فضاء «سندباد الدار البيضاء» لأكثر من مرة، فتح أبوابه مجددا في وجه للعموم، في حين حددت إدارة الملاهي أسعار الدخول بين 20 درهما و35 درهما وذلك حسب الفئات العمرية.
و تضم مدينة الملاهي 24 لعبة،كما يحتضن “سندباد” مرافق خدماتية تمتد على مساحة 32 هكتار،ويضم حديقة للحيونات وفضاء للألعاب بالمحاذاة مع شاطئ عين الذئاب.
لكن اللافت للانتباه، الأسعار المرتفعة لأثمنة الدخول و”البارك داخل المجمع الترفيهي،توجد أقفاص حيوانات،ثمة قردة من صنف اللموريات،نعامات يسرحن فوق أرض معشوشبة،بط يسبح في بركة مائية وأسد في قفص بالكاد يسمح له بالتجول داخله، أما الألعاب فهي باهضة الثمن،وحتى عندما يدفع الآباء ثمنها إرضاء لأطفالهم فإن الحيز الزمني المخصص لكل لعبة ضيق للغاية،فما أن يشرع الطفل في اللعب حتى ينتهي الوقت ويجد الآباء أنفسهم مجبرين على الدفع مجددا إن هم رغبوا في إدخال بعض من الفرحة على قلوب أطفالهم.
سندباد مشا وبقاو حروفو
فيما حرص عمدة المدينة محمد ساجد على تدشين مشروع مهيكل حظي بعناية ملكية بحجم سندباد في عز الحملة الانتخابية،وقرر أن يفتح الحديقة في وجه العموم صباح الخميس الماضي، وجد بعض المرشحين والمرشحات للانتخابات الجماعية في فتح الحديقة فرصة للبحث عن أصوات انتخابية بشراع كمية كبيرة من تذاكر الدخول إلى الحديقة وتوزيعها على مواطنين فقراء من أجل اصطحاب أبنائهم إلى السندباد،وذلك أملا في الحصول على أصوات المستفيدين من التذاكر يوم الاقتراع.
وعاينت “كود” عصر أمس السبت،تكدس العشرات من الأسر التي كانت مرفوقة بأطفالها خارج السياج الحديدي للحديقة بعدما عجزت عن تسديد أسعار الولوج إليها،وفضل أصحاب الأسر الفقيرة والمحدودة الدخل التفرج على ألعاب الحديقة وحيواناتها من الخارج،فيما اختار بعضهم صعود هضبة مطلة على”البارك” للتمتع بنظرة بانورامية من عل ومشاهدة جميع مرافق الحديقة.
في الداخل،لاشيء يفيد بأن سندباد الذي ألفه البيضاويون يدل عليه،فباستثناء التمثال القديم الذي كان يطل على شاطئ سيدي عبد الرحمان والذي جرى اقتلاعه ونقله بجرافة لداخل الحديقة مع تتبيث نصب جديد تذكاري جديد يظهر فيه سندباد وهو يحمل حمامة في كفه.
اللافت للانتباه أيضا كما لاحظت “كود” هو أن كورنيش وشاطئ عين الدياب فقدا بريقهما الشعبي وأصبحا حكرا على الأغنياء فقط، ابتداء من المجمع التجاري”موروكو مول” مرورا بالسطو على الملك البحري لإقامة مشاريع ضخمة قرب قصر الملك السعودي وانتهاء بسرقة أحلام أطفال الأسر البيضاوية التي كانت تمني النفس بفضاء جديد وبمدينة ملاهي بامكانها أن تستقبل المواطنين في حين أنهاصممت لتكون حكرا على أبناء الأغنياء فقط.
إلى ذلك ظل شاطئ عين الدياب في مدينة الدار البيضاء،وإلى تسعينيات القرن الماضي، ملاذا صيفيا للفقراء وأصحاب الدخل المحدو.
فقبل مجيئ عربات الترامواي اللامعة ،كان المصطافون يتكدسون في حافلات النقل الحضري رقم9 من مركز المدينة،أو يستقلون الطوبيس رقم عشرين من ساحة السراغنة بدرب السلطان ليلفظهم في الحي الحسني فيكملوا طريقهم راجلين متأبطين شماسات، وكراسي البحر وزادهم اليومي،يستمتعون بالبحر ويلعبون الكرة ويعودون كل مساء فرحين بيومهم، أما الآن فإن لم يكن المال الوفير بحوزتهم فلا مجال أمامهم لارتياد شاطئ عين الدياب ومحيطه الترفيهي.