الرئيسية > آراء > سلا…والكل في سلا! نحن أيضا لنا مطاعم تقدم ألذ الوجبات في سلا..ولنا نبيذ، وطاولات، وعلى كل طاولة شمعة، وسوشي، ومطبخ فيتنامي، ومقاه شيك،وتطل على النهر وكورنيش..
18/02/2019 15:30 آراء

سلا…والكل في سلا! نحن أيضا لنا مطاعم تقدم ألذ الوجبات في سلا..ولنا نبيذ، وطاولات، وعلى كل طاولة شمعة، وسوشي، ومطبخ فيتنامي، ومقاه شيك،وتطل على النهر وكورنيش..

سلا…والكل في سلا! نحن أيضا لنا مطاعم تقدم ألذ الوجبات في سلا..ولنا نبيذ، وطاولات، وعلى كل طاولة شمعة، وسوشي، ومطبخ فيتنامي، ومقاه شيك،وتطل على النهر وكورنيش..

حميد زيد-كود//

موتوا بغيظكم… نحن أيضا لنا حانات. ومطاعم تقدم ألذ الوجبات. ولنا نبيذ.  وطاولات. وعلى كل طاولة شمعة. وسوشي. ومطبخ فيتنامي. ومقاه شيك. وتطل على النهر. وكورنيش

كثيرون. لم يطيقوا صبرا. وهربوا من  سلا.

ولي أصدقاء لم يتحملوا الحصار المفروض على المدينة. ولم يتعودوا على السيوف. وعلى النشل. ولم يتعايشوا مع التريبورتورات.

وبعضهم فر بجلده خائفا.

وبعضهم الآخر ترك سلا استشعارا منه للقيامة. وأنها قريبة. وهذه هي مدينتها.

وهناك من أتعبهم اضطرارهم كل يوم للسفر إلى الرباط للعمل.

أو من أجل شرب كأس. وخوفهم الدائم من ألا يعودوا إلى بيوتهم. وأسرهم.

وأن يسكروا في مدينة ويستيقظوا في أخرى.

وهناك من كاد يموت فيها من العطش.

أما أنا. فقد كنت مؤمنا بهذه المدينة. وصابرا. ومتشبثا بالأمل. ومقاوما. ومقتنعا بأن الوضع سيتغير إلى الأفضل.

وأن الحصار سيزول في يوم من الأيام. وأنه ما من شدة إلا وبعدها فرج.

ولن تصدقوا.

فلنا الآن أربع حانات لصق بعضها. وربما أكثر. ولنا ترف الاختيار. وإن لم تعجبك واحدة. يمكنك أن تغيرها بأخرى.

وإن لم يرقك تعامل النادل. وإن لم ينل إعجابك الديكور. والجو. فلك ما لا يحصى من الاختيارات.

ولنا مطاعم تقدم ألذ الوجبات. ولنا نبيذ.  وطاولات. وعلى الطاولات شمعة. وسوشي. ومطبخ فيتنامي. ومقاه شيك. وتطل على النهر. وكل هذا في مكان واحد.

وكل هذا. ويا للعجب. في سلا.

فموتوا بغيظكم أيها الرباطيون.

ومنذ اليوم لن أسافر إليكم. ولن أركب تاكسي أبيض. ولن أغامر بحياتي.

أنا في مدينتي.

ومدينتي رائعة. والكل في سلا.

ولن أتلفن إليكم. ولن أتوسل. ولن أكون غريبا. بينكم. وبعيدا. وعندما تنفض جلستنا. أجدني وحيدا. ولا رفيق لي. ولا نديم. ولا صديق. ولا وسيلة نقل.

وكلكم  نائمون في شققكم. وأنا تائه في الشارع. ومهدد. ولم أصل بعد.

كما أني أعرف أشخاصا لم يصلوا حتى اليوم.

ذهبوا إلى الرباط ولم يعودوا.

وأعرف سلاويين يسافرون إلى القنيطرة. ومنهم من لم يعد منها. وإلى طنجة. وآخرين هاجروا إلى الخارج.

وآخرين تطرفوا لهذا السبب.

وما يجعلني معتزا بمدينتي. أن مطاعمنا وحاناتنا. أفضل بكثير من مطاعمكم وحاناتكم في الرباط.

ولا زحمة فيها. ونظيفة. وخالية من هؤلاء السكارى الذين لم يصحوا من سكرتهم منذ تسعينيات القرن الماضي.

وخالية من علماء الرباط. ومن التنظيرات. ومن المصادر العليمة. والمقربة من دوائر القرار.

ولكي تأتي إليها وأنت مقيم في العاصمة. فعليك أن تركب قاربا.

وتخيلوا معي هذا. تخيلوا المتعة. تخيلوا الرومانسية. وتخيلوا أن ينقلب بكم المركب في رحلة العودة. وأنتم تغنون جندول محمد الوهاب.

تخيلوا هذا أيها الرباطيون.

وليس من رأى كمن سمع. وليس من عاش هذا التحول كمن لم يعشه.

وكي أكون صريحا. فوضعكم مزر في العاصمة. وفي الدار البيضاء. وفي غيرها من المدن.

وقد تكون سلا هي الأجمل. وقد تكون هي الأفضل في الوقت الحالي.

ومع استتباب الأمن. ومع المجهودات المبذولة في هذا الإطار. فإنه سيصبح بإمكاننا الذهاب إلى أمكنتنا المفضلة مشيا على الأقدام.

نتجول في الكورنيش.

ونسهر. ونمارس الرياضة. ونشرب كأسا. وكل هذا في سلا. ثم نعود إلى بيوتنا آمنين.

فمن كان يظن. من كان يظن أن هذا يمكن أن يحصل.

وأتذكر. حين جئت إلى سلا قبل سنوات. أتذكر جيدا الوقفة التي نظمها حزب العدالة والتنمية أمام كارفور.

لكن كارفور صمد.

ولم يصمد فحسب. بل كان ممهدا للطريق. حتى جاء اليوم الذي أصبحت فيه سلا مثل كل المدن المغربية. وتم فك الحصار عنها.

وصار لها كورنيشها. وفي كورنيشها مطاعم ومقاه وحانات.

ونساء يتريضن.

كأنك لست في سلا. كأنك في مدينة أخرى. هادئة. ولا مشاكل فيها.

فتعتقد أنك في مكان آخر. وفي مدينة ليست هي المدينة التي تقيم فيها.

وتعتقد أنك لست في المغرب.

وكل هذا في سلا.

ولأن السلاويين لا يصدقون ما أحكيه لكم. ولأن الأمر أشبه بالخيال. فهم مازالوا يسافرون إلى الرباط.

ومنهم من يذهب إليها من أجل الجلوس في مقهى.

ومنهم من يذهب من أجل حاناتها. ومطاعمها.

فيمرون أمام مطاعم سلا. وحاناتها. ومقاهيها. كمنومين. ومنكرين للواقع. ولا يقتربون منها. ولا يفكرون في الدخول إليها. ولا في إلقاء نظرة.

وصدقوا أو لا تصدقوا. فإنه صار بإمكان الإنسان أن يقول اليوم :”سهرت أمس في سلا”.

نعم. نعم. هذا حدث بالفعل. وحقيقي. وقد عشت التجربة. وكنت شاهدا على العصر.

وتأكدت أن زمن اليقينيات قد ولى.

وأن الحقيقة نسبية.

وأن هذا العالم الذي نعيش فيه. يتغير بسرعة. ويعرف تحولات لا تخطر على بال.

وعلينا أن نستعد لها.

وقريبا. سيأتي الرباطيون إلى سلا.

وقريبا ستبدأ الرحلات العكسية. وستصبح سلا وجهة مفضلة للكثيرين.

وقريبا سوف نسمع عن أشخاص سهروا في سلا

وقريبا ستضرب المواعيد فيها بين العشاق

وتظهر أول بائعة ورد.

وقريبا سيزورها صحفي أجنبي ويصفها بكوت دازير المغرب.

وأنتم الذين كنتم تستقبلونني في الرباط وتسخرون مني ومن مدينتي.

ستأتون لا محالة إلى سلا صاغرين

على ظهر قارب.

وما يؤسف. والنقطة السلبية الوحيدة. أن لا وجود لبار حقير في سلا. ولا وجود لستورك.

ولا شجار بعد منتصف الليل.

وربما يكون هذا جيدا. وربما في صالحنا نحن سكان سلا. كي لا يأتي الدهماء والفقراء  من الرباط ويختلطوا بنا.

ويفسدوا الجو.

موضوعات أخرى

23/04/2024 23:30

بحوث ميدانية غدار لدى 4000 أسرة بالوسط القروي فجهة كازا باش تحدد احتياجات الساكنة المستهدفة

23/04/2024 23:00

ف الويكاند الفايت.. لاگوارديا سيپيل ف سبتة شدو مغربي حاول يهرب الحشيش ف قراعي د الحليب

23/04/2024 22:50

رد قوي من طرابلس على التكتل مجهول الهوية لي بغات تخلقو الجزائر.. ليبيا شكرات سيدنا على دعمه الثابت لقضيتها وأكدات أهمية تعزيز اتحاد المغرب العربي

23/04/2024 22:00

موقف بركان قوي واتحاد العاصمة ضعيف وها الأحكام اللي يقدر يصدرها الكاف فقضية الغاء الماتش بسبب حماق الكابرانات

23/04/2024 21:52

الحوار الاجتماعي.. الحكومة والنقابات داخلين فمفاوضات مكثفة على قبل الحق في الإضراب وحرية العمل

23/04/2024 21:51

“المحششين” بتعبير بنكيران يكردعون “ولي من أولياء الله” في الانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة فاس الجنوبية