عمر أوشن – كود//

تونس..طريق محفرة وضباب في المنعرج..
رئيس شعبوي بأفكار بلاستيكية وكلام شعارات سطحية يبدو قادما في الطريق..
خطوة إلى الأمام..من أجل خطوتين وثلاثة وعشرة إلى الوراء.

أمن أجل هذا العجب العجاب خرج الثوار يوما يطردون زين الهاربين وليلى الطرابلسية.

ما الحل أمام المأزق الذي وجدت تونس نفسها فيه بسبب ديمقراطية صناديق الإقتراع ..

الصناديق لا يخرج منها دائما ما نترجاه وما نحلم به..

كثير من التجارب في التاريخ خرجت الكوارث والحماقات من الصندوق..

الشعب يريد..الشعب يريد..

الشعب الغاضب والمحبط  المعطل اليائس الفقير “غسل يديه” من الطبقة السياسية ويصوت عقابيا.

النتيجة : قيس سعيد ونبيل القروي. يا الله قرقبوا عليها سوارت الربح.

ديكاج للجميع ..ومرحبا بالمجهول مثلما يحصل اليوم في تونس ..

ماذا نسمي في لعبة التيرسي النتيجة التي يكون فيها الأول والثاني من صنف طوكار.؟

هي على كل حال ربحة سمينة زكية ولا في الخيال ولو أنني لا أفهم في لعبة الخيول ولا أمارسها..

إثنان طوكار يتحلان المقدمة في بلد ما سمي ثورة الياسمين بعد أن حرق بوعزيزي نفسه..

2 طوكارات في مقدمة السباق ونسبة مشاركة هزيلة جدا في بلد :” لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية”.

صحيح أن الدستور منح سلطات واسعة للبرلمان و قلص و ضيق من أدوار الرئيس.

لكن مع ذلك 2 طواكر في المقدمة ..الاول شعبوي  يتحدث الفصحى مع حارس العمارة  والميكانيسيان وكسال الحمام  و لايحيد عنها قيد أنملة لأنها هي الحل للشباب الذي يهرب الى أوروبا في البحرويغرق . شخص بأفكار ومواقف يعبر عنها العاصرون في المقاهي والفراشة في باب الحد.

أما الثاني فهو رجل أعمال تحوم حوله كثير من الشبهات ويتابع بتهرب ضريبي وتبييض أموال وهو يقضي إقامة في السجن في إنتظار الحكم عليه.. ​

عرفنا رؤساء خرجوا من السجن  أو عادوا من المنفى الى سدة الحكم مثل مانديلا ودوكول والخميني و غيرهم ..لكن لا مجال للمقارنة..أين الثرى من الثريا..؟

القاعدة والموضة والواقع الحالي يؤكد أن الشعبوية والشخصيات الكارطونية صارت تحتل الصدارة في الانتخابات :ترامب وجونسون وماكرون الذي سقط بالباراشوت وغيرهم .. لذلك نسمع عن رغبة ممثلات إغراء في الترشح للرآسة  كما سمعنا عن نوايا أنجلينا جولي لتكون سيدة البيت الأبيض وهي الفقاعة الكبيرة التي لا تصلح سوى للوقوف أمام عدسات الكاميرا..

كان التونسيون والتونسيات يسخرون وينكتون ويصنعون قصصا مضحكة عن حماقا صاحب  زنقة زنقة  معمر القذافي ..واليوم دارت الدورة ومن يصدق أن :” لي ضحك على الشيخة يشد التعريجةفي الأخير.”

لا أستوعب ولا أفهم حينما أقرا لأصدقاء وكتاب وصحافيين قولهم عن : تونس النموذج؟

وهو بالفعل ما أتمناه لكن الواقع الملوس شيء آخر لا يبشر بخير: ضباب وغيوم في الأفق و لا شيء يعول عليه لحد الساعة.

انتخابات تونس التي ستتبعها انتخابات بعد شهرين في الجزائر وبعدها المغرب يجمعهم عنصر مشترك وهو غياب الثقة في السياسة وهشاشة الأحزاب..و قد رأينا كيف يؤدي اليوم شباب الريف عقوبات قاسية بسبب موقف قالوا فيه: إن الأحزاب قد تحولت إلى دكاكين لا غير..

لا أصدق لحد الآن كيف يمكن أن نجر ناخبا أو ناخبة الى مكتب التصويت مثلما يجر الثورإلىالمذبح في لاباطوار..

النشرة الجوية تقول أن الضباب يعم المنطقة المغاربية شاملا..

الردة عامة..وإذا عمت هانت..