عفراء علوي محمدي- كود كازا///

هذ الأيام، إعلان ديال “لانابيك” فإقليم طاطا بخصوص تشغيل 300 بنت فمعمل دالكابلاج فقنيطرة دار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، الناس استنكرو علاش تشغيل البنات فقط فهذ المعامل، وعلى الصالير ضعيف بزاف، وواش اختيار البنات كان حيت بحكم هشاشتهم ورغبتهم فالتشغيل كتخليهم يصبرو على التكرفيص كثر، بلا ما يشكيو، وبلا ما يدافعو على حقوقهم، “كود” من هذ المنطلقة تواصلات مع عاملات فمعمل دالكابلاج دالطوموبيلات فمدينة القنيطرة، وعرفات أن ما خفي وراء هذ الإعلان كان أعظم.

الخدامة فالكابلاج فأغلب الوحدات كلهم بنات، كيوقفو لساعات طويلة، والكَلاس للراحة ولو لدقائق ممنوع إلى فالبوز ديال 20 دقيقة، من ملامح وجوههم كيبان بللي طالعلهم الدم بالصح وكارهين هذ الخدمة ومكرفصين، لكن صابرات حيت ماعندهمش بديل آخر، ماكيهضرو ماكيتكلمو، كلشي حاضي غير داكشي اللي قدامو، خدامين البنات كيرتبو فالسلوكة فألوان مختلفة فليكونيكتور، قبل ما يديرو ليهم الريباناج، السلوكة خاص يكون مقادين ومفينيين، وياويل اللي دارت خطأ بسيط أو ماضارش، تسمع عليه الهضرة اللي عمرها سمعاتها فحياتها.

يسرى، 19 لعام، تكلمات ل”كود” على خدمتها كعاملة فوحدة صناعية دأسلاك الطموبيلات فقنيطرة، وكيفاش كتسمع الإهانات يوميا، وكتصبر عليها حتى تلقى ماحسن “ماقدرتش نكمل قرايتي حيت واليديا مافحالتهمش، وخاصني نعاونهم باش ما كان، أما كون ماندوزش دقيقة هنا، وخدمتنا بالإضافة لأنها مكرفصة يوميا كنتهانو فيها، حتى ولينا كنولفو هذشي مع الوقت ويجينا عادي، وأنا دابا كنحاول بكل ما قدرت ما نغلط فحتى حاجة، وندير خدمتي بالشكل المضبوط، باش على الأقل نتلقى أقل قدر دالإهانات”.

“بغلوا !!”.. إهانة وتجريح وتحرش

سلمى، 25 عام، كانت كتشتغل مع يسرى فنفس الوحدة، وكاتسكن معاها، قالت أنها قدمات استقالتها شحال هذي ومابقاتش خدامة فالكابلاج، من جهة حيت تقبلات فالماستر وبغات تركز على قرايتها، ومن جهة خرى حيت ماقدراتش تصبر على الإهانات اليومية اللي كتلقاها، واللي كتوصل شي مرات حد التجريح، والسب فبعض الحالات.

ويسرى حتى هيا هضرات على هذشي مع “كود”، وقالت واحد المصطلح فشكل كيقولوه ليهم باش يخدمو مزيان “كيقولو لينا “بْغّْلُوا !!” هذا مصطلح جاي من البغل زعما، بحال حرثو أو شي حاجة هكذا، أنا أول مرة كنسمعو وجاني مصطلح حيواني مهين، فيه احتقار كبير لكرامة الإنسان، وعاد “وجه الكلب!” وشي مرات تخسار الهضرة، داكشي مؤلم !!”.

“كل وحدة فينا كيوقف على راسها مراقب على كل نص ساعة، ماعندكش الحق تململي، وكون غير كانو يوقفو بلا ما يهضرو، ضروري التعليقات، ضروري حشيان الهضرة، واخا ماتديري حتى غلطة، وشي مرات كيتحرشو بينا بشكل مبطن، باش حتى إلى قلتي ليه علاش يقليك أنا ماقصدتش هذشي اللي فهمتيه، وهكذا واخا هو هانك وتبسل عليك كتصدقي أنت اللي مامزياناش”، كتزيد تشرح سلمى واحد من أنواع الإهانات اللي كيتلقاو بنات الكابلاج.

الاكتظاظ والزحام.. التباعد والتعقيم ماكاينينش

أما التباعد والتعقيم وإلزامية الكمامة دابا فزمان كورونا فماشي كَاع المعامل الصناعية ملتزمة بيهم كما ينبغي، فما بالك وسط وحدة دالكابلاج اللي واخا يبغي يدار غتكون القضية صعيبة، حيت الخدمة كتكون فالغالب على شكل مجموعات، وواحد كيكمل لاخر، وواخا كيكون التفويج بين الصباح والليل كيبقى عدد العمال مرتفع، لكن دابا بعدما بدات حملة التلقيح والإصابات قلالو.

“التباعد؟ آشمن تباعد الله يهديك ؟! صعيب يكون حيت حنا كَروبات، وواخا ملزمين علينا نديرو الكمامة وكاين التعقيم، ماشي كَاع العاملات كيلتزمو بهذشي، حيت كاين اللي ماكتبدلهاش على طول النهار، وكاين اللي ماكيعقمش، وليشيف مؤخرا كَاع مابقاو يحكرو على هذشي، همهم الوحيد هي الخدمة ثم الخدمة، أما نتي موتي ولا عيشي شكون تسوق ليك؟” كتقول يسرى.

والحاجة اللي كتخلع يسرى هي فالوقت ديال الدخول أو الخروج من الوحدة الصناعية “واحد الاكتظاظ كيكون ماكاينش بحالو، وحتى الطواليطات كيعمرو بزاف، كتحسي بحالا كورونا غير إشاعة، او حياتك انت كعاملة كاعندهاش أهمية، حتى كيجيو المراقبين ديال وزارة الصحة عاد كيفرضو علينا نديرو الكمامات صحا”، على حساب هضرتها.

ساعات عمل طويلة.. وصالير ضغيف

وحتجو البنات عبر “كود” حتى على ساعات العمل اللي شي مرات كتوصل ل12 لساعة فاليوم، ووتيرة الخدمة القاسية اللي كتخليهم ينتجو كثر من 400 كابل فنص نهار، و”عاد ماكناخدو فاليوم الواحد غير 20 دقيقة دالبوز، ماكنعرفو شنو نديرو فيها، واش ناكلو، واش نرتاحو، وفاش كنجيو نخرجو كيجي عندنا الريسبونسابل ويقولينا بأننا ماخدمناش مزيان، فكنزيدو نتحبطو كثر، على زين داك السميك اللي كيعطيونا”، كتأسف يسرى.

وبالنسبة للصالير، كتزيد يسرى، “فإعلان “لانابيك” كتبين صالير 2800 درهم، فاش جينا كنلقاو غير 2600 درهم فالكونطرا، وشي مرات، ماعرف واش سهو منهم، كيعطيونا غير 2500 درهم، وماشي كَاع البنات هنا عندهم الباك، كاينين بزاف عندهم ديبلومات، كاينات اللي شادين الإجازة، وكاين اللي كيقراو الماستر”.

ما كاينة بو نقابة.. واللي احتجات كتندم

وفغالبية أماكن العمل، كتكون نقابات عمالية اللي كيمكن تدافع على حقوق الشغيلةد وتحد من تجاوزات القانونية اللي ممكن توقع، سلمى كتأسف لأن هذ النقابات ماكينيتش “أغلبية البنات عندهم غير الباك، وماعارفينش حقوقهم، ماكاين لا تنقيب لا احتجاج لا هم يحزنون، وكانو بنات قدامات بزاف فالدومين وصابرات لسنوات على هذ الوضع، كيبقاو كيردو لقلبهم كاع داك العنف النفسي اللي كيتلقاوه، حتى كيسخفو، وكيطيحو فديكريز خايبين، خلال عملي شفت حالات من هذ النوع، وهذشي علاش هربت”، كتوضح سلمى ل”كود”.

ومرجح يكون السبب علاش هذ الشركات كيطلبو غير البنات هو هذا، البنات ترباو فتنشئة اجتماعية ضعفات شخصيتهم بشكل كبير، فكيصعاب على البنت وهي جاية من فضاء مغلق اللي هو الدار، تدافع على راسها وحقوقها فالخدمة، يسرى هكذا استنتجات الأمر “الأغلبية فينا خوافات، مرعودات، ومع ماكاينينش ديبلومات وسوق الشغل محبوس ماكنحتجو ماوالو، وحتى إلى هضرات وحدة فينا، وهذشي نادر جدا، كلشي كيبقى ساكت، وكيتجمعو عليها ليريسبونسابل ويعطيوها درس حتى كيندموها وكتطيح كواريها فالبلاصة، أو كيعطيوها إنذار إداري باش المرة الجاية ماتدير بحال هكذا”.

نبيلة جلال: تشغيل النساء بغرض الإجهاز على حقوقهم أمر غير مقبول

نبيلة جلال، عضو فيدرالية رابطة حقوق النساء، كتقول أنه إلى كان تشغيل النساء فهذ المعامل الغرض منو هو ماتعطاش ليهم حقوقهم، ويخدمو ساعات طويلة ماكيتخلصوش عليها كلها، وكاين خرق لمواقيت الراحة، فهذا مشكل، “أما إلى كانو كيضمنو جميع الحقوق لهذ النساء، وكيصونو كرامتهم، فبالعكس هذشي غيكون مزيان ومحمود”، على حد قولها.

وزادت جلال، فتصريحها ل”كود”، كتقول: “الإعلان ديال “لانابيك” مافيهش خرق قانوني، إلا إلى ثبت فعلا أن هذ الشركة كتنتهك حقوق النساء العاملات بها، ويبان كذلك أن الغرض من تشغيل النساء هو لأن اليد العاملة النسوية رخيصة بزاف، حيت مازال وضعية المرا هشة فمجتمعنا، والفقر مؤنث”.

وكتشوف جلال، اللي كتشتغل كذلك كمحامية، أنه ماكيناش حاجة فالقانون كتمنع تشغيل فئة دون أخرى، “فالاشغال العمومية، فالمناجم، اليد العاملة اللي كيطلبو كلها رجال، لكن عمرنا قلنا علاش غير الرجال او اعتبرنا أن هذا تمييز، كذلك كاينين خدامي كيطلبو فيها غير النساء، وبالتالي الإشكال ماشي فتشغيل هذ الفئة دون اخرى، الإشكال كاين فتشغيل جنس معين لهضم حقوقو، وهنا فين كاين التعسف”.

وكتقول الحقوقية أنها ماعندهاش معطيات على الوحدة الصناعية اللي تكلمات عليها “لانابيك” فإعلانها المثير للجدل، لكن فالمقابل كتشوف أن هذا حال مجموعة من المعامل، اللي كتهضم حقوق العمال، وكتخدمهم بأثمنة هزيلة، وكيكونو تجاوزات بالجملة، وأن الحلقة للأضعف فالمجتمع، اللي هي المرا، كيتم استغلالها فهذ الأوساط، واللي كيكونو فالغالب معيلات أسر.

عبد العزيز العتيقي: التمييز الجنسي فالتشغيل كيخرق المادة 9 من مدونة الشغل

من جهتو، قال المحامي المختص فقضايا الشغل، عبد العزيز العتيقي، أنه فالأصل، تشغيل النساء دون الرجال او العكس فميدان معين هو خلق لمدونة الشغل، وخصوصا منها المادة 9 اللي كتمنع كل أشكال التمييز في عملية التشغيل أو تحديد ظروف العمل أو التأديب أو الفصل من العمل، باي شكل من الأشكال.

وزاد المحامي، فتصريحو ل”كود”، أن هذشي كيتعارض حتى مع الاتفاقية 111، اللي تم اعتمادها فالمؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية المتعلقة بالتمييز في مجال الاستخدام والمهن، واللي صادق عليها المغرب منذ بداية الاستقلال، واللي كتمنع جميع اشكال التمييز على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو المنشأ الجغرافي في التشغيل، وقال العتيقي ان هذشي فيه خرق لمبدأ تكافؤ الفرص.

وقال العتيقي أنه بناء على هذشي، أي إعلان موجه لفئة دون أخرى ينطوي على التمييز، “وفهذ الحالة هو تمييز لاسباب جنسية، بحيث انتقاء اليد العاملة النسائية كيكون لأن النساء لا يملن كثيرا إلى التنقب أو الاحتجاج، وكتقبل بشروط أضعف، والقبول بالحدود الدنيا التي ينص عليها القانون”، على حساب هضرتو.

عبد المنعم المدني المدير العام ديال “لانابيك”: خاص تشجيع تشغيل النساء باش نقذوهم من البطالة

استغرب عبد المنعم المدني، المدير العام د”لانابيك”، من الضجة الكبيرة اللي خلف إعلان وكالة طاطا من اجل تشغيل نساء فالكابلاج، وقال “بصراحة اول مرة كنسمع أن إتاحة فرصة العمل للنساء هو ميز ضدهم، بالعكس أنا كنشوف أنه إلى تحنا ليهم فرصة الاشتغال فهذا تمييز إيجابي لصالحهم”.

وبخصوص الانتهاكات اللي كتكون فمعامل الكابلاج، بحال هذشي اللي عاينات “كود” من خلال عاملات، قال المدني أن “لانابيك” ماشي الاختصاص ديالها: “حنا كنقومو بدور الوساكة بين المشغل والباحث عن عمل، وكنساهمو فتشغيل الناس، وماعندناش صلاحية المراقبة، بل مفتشية الشغل هي اللي كتقوم بهذ الدور وكتحرص على تطبيق قانون الشغل بحذافره، وإلى ثبت أنه كاين خروقات فعلا، لا فالكابلاج ولا فعيرو، فخاص إبلاغ مفتشية الشغل”، على حساب هضرتو.

ولكن من غير هذشي، كيشوف المدني أن مصانع الكابلاج عمرها سجلات خروقات فهذ الباب، لا هي ولا مصانع المحركات أو المقاعد (ليكواف) والروايض أو غيرها، “لكن صحيح أن هذ العمل متعب، لكن مامايناش شي خدمة مريحة، وهذا شي طبيعي، لكن حنا إلى ماكناش قابلين بهذ العمل، فمصير هذ الوحدات الصناعية هو الإغلاق، وهنا هذ الشركات غتمشي لبلدان أخرى ناسها متعطشين لهذ الاستثمارات، ونصدقو مفلتين فرص شغل كثيرة، واستثمار مهم فصناعة السيارات اللي كتشجع عليه بلادنا”.

وكشف أن بلادنا ولات مصنعة فمجال السيارات، بحيث كيتصنعو طوموبيلات كاملات بنسبة 70 فالمية، وولات منافسة لدول كثيرة، وإلى المغرب تخلى على هذ الصناعة وهذ الاستثمار فممكن ببقى فمصاف الدول المتخلفة ومايزيدش لقدام، ونضيعو ف30 ألف منصب شغل، على حساب تعبيرو.

وأكد أن المرا خاصها تخدم، باش تعتق من الشوماج، بحيث نسبة كبيرة دالنساء كالسين فالدار بلا خدمة بلا ردمة، مقابلين التخمال والتجفاف والتسياق، “وحنا هكذا ضاييعين فنساء ممكن يستفد منهم المجتمع فمجالات كثيرة، ومايبقاوش مقصيات، وإلى شي شركة طلبات النساء فقط فهذا تمييز إيجابي، باش تكون مناصفة فشوق الشغل بين الجنسين، وحتى تتحقق عاد ممكن ننتقدو هذ النوع من التمييز”، كيف قال المدني.

وأكد أن هذا تمييز إيجابي حيت هذ الصناعة لا تؤدي المرأة، لا فيديها ولا فرجليها، وهذ العمل كيتطلب الدقة، بحال الكرز، اللي كيشوف أنها كتتوفر فالمرا وماشي فالرجل، اللي كَوشي ومفافي فكلشي، على اعتبار ان كل جنس ممكن عندو مهارات خاصة.

لكن فالمقابل، تساءل مدير “لانابيك”: “علاش مانشوفوش نساء فمجال البناء مثلا؟ او شيافر ديال الكاميونات والطوبيسات؟ وعلاش النساء بوحدهم اللي كيخدمو فالديو والميناج؟ كاينين كليشيهات غريبة كيعززها المجتمع، والمجتمع كيأدي الثمن ديالها غاليا !”

وكشف أن “لانابيك” أنه مامنحقهاش تتدخل إلى شركة ما طلبات البنات فقط، لكن فالمقابل كتتدخل إلى طلبات شركة ما الذكور فقط، كيف كان وقع فإعلان لطلب شيافر ديال الكيران، كيقول المدني: “هذي ماشي بتعليمات كنفذوها، لكن هذي كانت بمبادرة مننا كموظفين واعيين بقيمة تشغيل المرا فمهن مختلفة فالمجتمع، ديما كنا كنتساءلو علاش ماكيتمش دمج النساء، وفاعلان ديال طلب سائقي حافلات طلبنا باش يكون الإعلان مفتوح ومايشملش غير الذكور، والمفاجأة أن حتى شي بنت ما دفعات ليه، الشيء اللي خلانا نبادرو نديرو البيرمي فابور للنساء اللي كيعشقو هذ المهنة، ونخلصوه ليهم باش نشجعوهم”.

من جهة خرى، انتقد المدني الناس اللي خرجو كيتشكاو علاش اختيار طاطا لتشغيل بناتها من غير مدن أخرى، “واش طاطا بوليساريو؟ راهوم حتى هوما مغاربة، ومن حقهم يخدمو، واش ياكلو الحجر؟ بلادنا بالإنمكانيات اللي عندها يالاه قدرات تجيب معامل للقنيطرة وطنجة، والمعامل فطاطا ماكينينش، وبالتالي مايمكنش نتسناو حتى يكون معمل فطاكا عاد نخدمو شبابها”، حسب تعبيرو

وكشف أنه كاينين إعلانات كثيرة كديرها وكالات “لانابيك” فمناطق مختلفة ونائية، والإعلان المثير للجدل راه طالب ماشي فطاطا بوحدها، بل طالب 1000 عاملة، 300 فطاطا، وعاملات خرين فكل من تاونات وبولمان وتاوريرت.