رشيد عنتيد ///
نفذت طبعة كتاب صحيح البخاري نهاية الأسطورة بعد شهر واحد من طرحها في السوق. يعني هذا أن قلق السؤال الديني أصبح مؤرقا بين الشباب، و لم يعد إشكالا نخبويا يتداوله المختصون و الأكاديميون..
طبعا الجواب الظلامي لا يزال كما هو منذ القديم، منذ أول تمرد عقلي على سذاجة النص الديني دشنه المعتزلة. كما أحرقت كتب ابن رشد في الساحات، خرج على الصديق رشيد أيلال دعاة الحرق و الويل و الثبور. الأباء الشرعيون للحديث الشريف جئناكم بالذبح خصصوا رشوة مالية لمن يرد، و الرد في باطنه أشياء أخرى لا قدر الله. لذلك تمنيت على الصديق رشيد أن يأخذ كل التهديدات على محمل الجد و يسلك المساطر القانونية كي يضمن لنفسه رسميا الحماية الأمنية.
لست وحدك صديقي رشيد لأنني و الكثيرون مستعدون أن نبذل كل شيء لحماية حرية التفكير و التعبير و المعتقد، تلك الحرية التي تبتدؤ منها باقي الحريات. أدعو أيضا كل الغيورين الى الإلتفاف حول كتاب الأخ رشيد و اقتنائه و إشهاره و توصيل مضامنه الى الباحثين عن الحقيقة الضائعة.
قضيت أكثر من ست سنوات أنادي القوى الإسلامية أن تكون السباقة نحو إعلان صريح ببطلان النصوص المتعارضة مع الإنسانية من مرجعياتها الكبرى، أي القرآن و السنة، و يكون ذلك شرطا مسبقا لكل حوار أو تحالف في قضايا مصيرية من المشترك المجتمعي . لكن هاته القوى تواصل دس رأسها في الرمال لأنها تعرف أكثر منا أن مشروعها المجتمعي مبني على الكذب التاريخي و هيجانها السياسي ما هو الا استمرار لهذا الكذب. هي قوى لا يمكنها نسف بضاعتها الدينية بيديها حتى لا تضيع منها فوائد الشعوذة في السياسة.
لأن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن أتوقع أن يتحول كل تجار الظلام الى التماهي مع مبادرة السعودية بالتخلي عن إرثها الغنوصي الجامد. مثال ذلك ندوة حضرها العثماني حول السنة النبوية، أعطت فيها المساعدة على القذف والمواعظ في الأخلاف. ركوب آخر ساعة.