يونس أفطيط – كود///

[email protected]

حين يحدد توقيتا لندوة صحفية أو مؤتمر، فإنك تتساءل دائما هل هو موعد بالدقة الاوروبية أم على الطريقة المغربية؟، هذا ما يحدث مع كل شيء في المغرب مرهون بتوقيت محدد، وكأننا نصر على التميز بمخالفة كل موعد نحدده، وصارت القطارات المغربية على قمة هرم التخلف عن المواعيد.

وإلى جانب القطارات، تقبع المشاريع التي كانت محركا رئيسا لحراك الريف، وتسببت في تحييد عدد من المسؤولين الحكوميين عن مراكز القرار، وبالنسبة للدار البيضاء، فهي لن تكون الشيطان الذي يخرج من إجماع المغاربة، وبينما كان الكازاويون ينتظرون إفتتاح عدد من المشاريع، المتعلقة بالبنية التحتية أو الثقافية أو البيئية، نهاية السنة الماضية، فإن الأمل تبخر مع دخول 2019، ليرسخ المسؤولون نظرة كانت لا تحتاج إلى ترسيخ في ذهن المغاربة.

مسرح الدار البيضاء الكبير

هو المسرح رقم 16 في الدار البيضاء، لكن على عكس البقية حشدت له ميزانية ضخمة تقدر ب 144 مليار سنتيم، حيث انطلقت الاشغال بالمسرح سنة 2014 وحدد له36 شهرا كسقف زمني لإنجازه، حسب موقع مجلس المدينة، ما يعني أن إفتتاحه كان سيجري في سنة 2017، ليضاف إلى الموعد المحدد سنة لم تأتي بالجديد، لنصل لسنة 2019 ولا يزال تاريخ إفتتاحه مجهولا.

الجسر المعلق سيدي معروف

رغم أن الجماعة حددت مهلة ثلاث سنوات لإنجاز الجسر المعلق بمنطقة سيدي معروف، الذي سيمتص الازدحام الذي يعرفه مدخل البيضاء من جهة “طريق الجديدة”، إلا أن هذه المهلة ذهبت أدراج الرياح، حيث تسببت أشغال الجسر في زيادة الازدحام لا إمتصاصه بعد نهاية السقف الزمني المحدد للأشغال.

وحددت للجسر المعلق ميزانية 55 مليار وثمانمائة مليون سنتيم، إذ سيكون الثاني في المغرب على شاكلته، بعد قنطرة محمد السادس على الطريق السيار بين الرباط والدار البيضاء.

المنتزه البحري لمسجد الحسن الثاني

هو أحد المتنزهات الذي يراد به تخفيف وطأة الاسمنت المسلح على المواطن الكازاوي، في ظل شبه إندثار للمناطق الخضراء بالدار البيضاء الكبرى، لكن محاولة التخفيف من ضغط الحياة، يقابلها ضغط التأخير الذي يحول الدار البيضاء الاسمنتية، إلى وحش يلتهم القادمين إليه ولا مناص لهم للترويح عن أنفسهم غير الهروب منه إلى مدن أخرى كل نهاية أسبوع.

وقد رصد لهذا المشروع ميزانية 14 مليار سنتيم، وكان متوقعا له هو الآخر أن يرى النور في متم سنة 2018 بعدما انطلقت أشغاله سنة 2017، ليظهر تاريخ آخر لنهاية الاشغال به هو مارس 2019، حيث سيمتد على مساحة 13 هكتار سينشئ فوقها مقاهي ومنصة لتنظيم التظاهرات، فضاء للألعاب منطقة للياقة البدنية…

حديقة الجامعة العربية

كان متوقعا أن تفتتح حديقة الجامعة العربية أمام العموم في بداية سنة 2018، وذلك بعدما نشر مجلس المدينة صورا تظهر قرب نهاية الاشغال في أكتوبر من سنة 2017، لكن بشكل مبهم لا تزال الحديقة مغلقة في وجه المواطنين لحدود الساعة، رغم أن إعادة تهيئتها كلفت ميزانية بلغت عشرة ملايير سنتيم، حيث ظهر تاريخ إفتتاحها في مارس من 2019 بتأخير نصف سنة عن الموعد الاول.

وتعتبر الحديقة رئة ثانية لكازا بعد غابة بوسكورة، وهي التي تقع على مساحة تتعدى الثلاثين هكتارا.

حديقة الحيوانات عين السبع

أحد المشاريع المتعثرة الأخرى التي كان مقررا أن تفتتح في شتنبر من سنة 2018 في وجه العموم، بعدما حدد لها 36 شهرا كسقف زمني للإنجاز، لكنها لحدود الساعة لا تزال مغلقة، حيث حدد لها تاريخ أبريل من السنة الجارية كتاريخ إنتهاء الاشغال.

ورصد للمشروع ميزانية 25 مليار سنتيم، حيث سينجز به حديقة للحيوانات على مساحة هكتارين ونصف، وفضاء للألعاب على مساحة مماثلة، ثم فضاء مشجر فوق مساحة خمسة هكتارات، ومطاعم ومقاهي.

كورنيش عين الذياب

مشروع آخر ميزانيته عشرة ملايير سنتيم وكان متوقعا الانتهاء من أشغاله في شتنبر 2018، هو تهيئة كورنيش عين الذئاب، ليصبح مارس 2019.

وسيشمل المشروع تهيئة 3,5 كيلومتر على الشريط الساحلي وإنشاء قطب سياحي، وقطب للإحتفالات، وقطبا طبيعيا.

 

قبة الكرة الارضية

أحد المعالم التراثية للدار البيضاء، لا تزال محجوبة عن الكازاويين، بعدما رصدت لها ميزانية ثلاثة ملايير سنتيم، حيث انطلقت بها الاشغال قبل سنة، بينما لم يتضح بعد تاريخ الانتهاء من إعادة تهيئتها.

وتتسبب أشغال إعادة تهيئة الكرة الارضية في زيادة منسوب الازدحام في ساعات الذروة بالشوارع المحيطة بها.

متى ستزال لافتات الاشغال

وقد تكرر تمديد مدة إنجاز المشاريع الكبرى، ما جعل السؤال الرئيسي يتغير من كيف ستخرج هذه المشاريع للنور؟، إلى متى ستخرج هذه المشاريع إلى النور؟.