الوالي الزاز -كود- العيون ////

إنتهت أشغال المائدة المستديرة بجنيف السويسرية، المنعقدة يومي الخامس والسادس من دجنبر الجاري، والمخصصة لنزاع الصحراء، بمشاركة المملكة المغربية والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا.

وأجمعت كل الأطراف المتدخلة المشاركة على جديتها وإتسامها بالإحترام المتبادل، في الوقت الذي حظيت فيه بمتابعة خاصة من لدن الرأي العام منذ مرحلة إعلانها بشكل رسمي مرورا بمرحلة الإعلان عن تشكيلة الوفد المشاركة بالمائدة المستدير وصولا لمرحلة إعلان خلاصاتها ببيان رسمي و الندوة الصحافية.

وتابعت الأوساط المحلية أطوار المائدة، وهو ما إتضح جليا من خلال مستويات التفاعل على وسائط التواصل الإجتماعي، كل وفق تصوره الخاص وزاوية معالجته، ليبقى الإجماع أن المرور نحو مائدة مستديرة ومشاركة الوفود الأربعة للمملكة المغربية وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، وتلبيتهم لدعوة المبعوث الشخصي خوريت كولر، قد أسهمت فعليا في بعث الروح في الملف وكسر حالة الجمود السائدة والمُميزة للنزاع منذ سنة 2012 ومرحلة مانهاست.

ويتفق من إستقصت “كود” آرائهم حول أشغال المائدة، أنها محطة وخطوة أولى في مشوار الألف ميل دون تفاؤل كبير، ما دامت الأطراف الأربعة لم تدخل بصلب الموضوع ولا بحيثياته، مؤكدين أنها كانت فرصة للإستئناس والجلوس حول مائدة واحدة بنقاش عام يطرح فيه كل طرف تصوره، مشيرين في السياق الذاته أن المحطة تُحسب وتُسجل للوسيط الأممي هورست كولر قبل الوفود المشاركة.

ويوضح أحمد سالم الكاين ل”كود”، أن أهم حدث بمحطة المائدة المستديرة بجنيف، هو إجماع الوفود الأربعة وإتفاقهم على أجرأة جولة جديدة في مارس المقبل، وهو المعطى الذي قد يضمن فعليا مواصلة مسار بعث الروح بالعملية السياسية، ويُفضي مبدئيا لمنح الأطراف المتدخلة حيزا مهما لترتيب أوراق الملف المُعمر لثلاثة وأربعين سنة.

ويشير أحمد بابا علو ل”كود”، أن محطة المائدة المستديرة بجنيف، ستُشكل منعطفا هاما في قادم المواعيد لإحياء مسار التسوية السياسي للملف، وذلك لكونها أمَّنت بشكل جلي مشاركة مدبري الشأن المحلي ومنتخبي الجهات الصحراوية، وهو المعطى الذي يؤكد أن حل النزاع يجب أن يمر عبر قناة الصحراويين، مسترسلا أن حضورهم بجنيف ساهم أيضا في تلطيف الأجواء، الشيء الذي إتضح بشكل ملموس من خلال إشارات رئيس جهة العيون الساقية الحمراء حمدي ولد الرشيد وعضوة الوفد فاطمة العدلي بعد نهاية الإجتماع الأول، مساء الأربعاء.

ويُبرز المحفوظ حمود في سياق آخر، ل”كود” أن أشغال المائدة المستديرة بعثت نوعا من الإرتياح في الأوساط المحلية، ومنحتهم بصيص أمل، قد تتسع رقعته في الجولة المقبلة أو حتى الجولات المقبلة التي قد تُميط اللثام عن مفاوضات مباشرة تُمهد لإيجاد تسوية نهائية عادلة دائمة وبرغماتية ومتفق عليها تحفظ ماء وجه الكل، مسترسلا أن التصريحات الصحافية كانت بالإيجابية المأمولة من هكذا محطات، بيد أن الإرادة السياسية لمختلف المتدخلين تبقى أكبر مطلب للتقدم إلى الأمام وإنهاء النزاع.