حميد زيد كود –/-

إنها حياتهما الخاصة ولن أقتحمها. لكن الأمر أصبح ظاهرة ومخيفا، وحين تصبح قضية ما ظاهرة ومنتشرة فيجب مناقشتها والتحذير منها.

نحن أمام حزب يكتسح الانتخابات ولا يقنع، فيكتسح رجاله أيضا قلوب النساء، ولا يكتفون بواحدة، كما يفعل الناس، بل اثنتان وثلاث.

في نفس الحكومة عرفنا ثلاثة وزراء متزوجين من أكثر من امرأة، وأمام شعبية حزب العدالة والتنمية المتزايدة، واستطلاعات الرأي التي تجعله دائما في المقدمة، فالخوف كل الخوف أن يأخذوا كل الأصوات وكل النساء، ولا يتركوا لباقي الفرقاء أي امرأة.

زوجتان لمصطفى الرميد، واثنتان للراحل بها، ثم ها هو الشوباني يضيف زوجة ثانية ووزيرة زيادة، وربما ما خفي أعظم.

فماذا سيبقى للآخرين، ماذا سيبقى لنا نحن، ومن سيعيش معنا ويقتسم معنا حلو ومر الحياة، وكيف سننجب الأولاد إذا ما استمر هذا الزحف.

يبدو الأمر بسيطا من النظرة الأولى، ويتعلق بالحياة الخاصة، لكنه على المدى البعيد يشكل خطرا على التعايش بيننا نحن المغاربة، فقد يبحث الواحد منا عن زوجة بشق الأنفس ولا يجدها، ليكتشف متأخرا أن رجلا من حزب العدالة والتنمية استولى عليها.

وقد ينتشر الشذوذ في المغرب ولا يجد الرجل امرأة فيثيره شخص من نفس جنسه، والسبب هو هذا التحكم والسيطرة والاستحواذ من طرف واحد على نساء المغرب.

جاء حزب العدالة والتنمية ليحارب الفساد وينشر العدل، لكنه الآن لا يكتفي بزوجة واحدة، مع ما يتطلبه ذلك من شقة جديدة للثانية، وللزوجة الثالثة والرابعة، ومن مصاريف يومية وطبخ وملابس وحلي، في وقت يفتش فيه المغاربة الآخرون عن زوجة، وإذا ما عثروا عليها وقبلت الارتباط بهم، فإنهم يفشلون في الحصول على شقة، والحال أن حزب العدالة والتنمية يستولي على كل شيء من شقق وزوجات.

وهل يفكر حزب العدالة والتنمية فينا، وفي التوزيع العادل للشقق والنساء والرجال.

هل يفكرون في التوزيع العادل للثروات، وهم يراكمون الزوجات دون رقيب أو حسيب، ودون أن تتشكل أي لجنة تقص، ودون أن نسمع عن أي تقرير للمجلس الأعلى للحسابات، ولا أي إشارة من ادريس جطو.

ودون أن يضع عبد العالي بنعمور قواعد متقف عليها للمنافسة الشريفة بيننا على قلوب النساء.

فلا يعقل أن تسيطر فئة على كل الثورة، في ظل الأزمة وانتشار ظاهرة العزوف عن الزواج، ولا تترك إلا الفتات للشريحة الواسعة من المغاربة، والذي يفعل ذلك هم الوزراء، والمفروض فيهم أن يكونوا قدوة، وصورة لنا أمام العالم، إذ كيف سيصدق البنك الدولي أننا في حاجة إلى المال، وكيف سيطلب بنكيران قرضا، وكيف سينظر إلينا الاتحاد الأوربي والدول المانحة، وهم يتابعون أخبارنا، ويرون وزراءنا ومسؤولينا يتزوجون مثنى وثلاث ورباع، ولا بد أنهم سيشكون، وسيرسلون لجان تفتيش، وسيعتقدون أننا نعيش في بحبوحة، وكلنا هارون الرشيد، ونتظاهر أمامهم بالحاجة إلى الدعم وتحسين وضعية المرأة، بينما المرأة في المغرب يستولي عليها حزب هو الأول في استطلاعات الرأي.

إنها حياتهم الخاصة، لكن من حقنا أن نخاف وندق ناقوس الخطر، ومن له أخت فليحرسها، ومن له زوجة فليراقب تصرفاتها وما إذا كانت تقرأ جريدة التجديد وتشاهد برلمانيي ووزراء العدالة والتنمية في التلفزيون، ومن له ابنة فليراقب ميولاتها السياسة، ومن له أم، فلا يصدق أنها مكتفية، فقد يلتقين أو يتصل بهن عضو في العدالة والتنمية ويقع المحظور، ويتعلق القلب بالقلب، ولن تدري إلا وأنت تتفاجأ بأختك أو أمك أو ابنتك أو زوجتك ضرة.

طوال حياتي لم أتعرف على رجل متزوج من امرأتين أو ثلاث، ولم يكن في حينا ولا في المدن التي سكنت فيها في ما بعد مثل هذه الحالة، وكنت أظن أن الظاهرة انقرضت مثل الرق ومثل قطع اليد وأن شروط الحياة الجديدة لم تعد تسمح بذلك، حتى جاء الربيع العربي، وجاء وزراء العدالة والتنمية، فاكتشفت أن ما لم يعد المجتمع المغربي يقبله، مازال يمارسه حزب العدالة والتنمية، وفي عز انشغالهم بشؤوننا ووقتهم الضيق وتنقلاتهم وسفرياتهم، فإنهم يجدون الوقت للانتقال من شقة إلى أخرى، ومن سرير إلى سرير، ومن مطبخ إلى مطبخ.

تكبير!

تكبير!

ولأن الظاهرة تتفشى وتنتشر، ولأن شعبية العدالة والتنمية تزداد يوما بعد يوم، فإني أحذركم يا رجال المغرب، راقبوا بناتكم وزوجاتكم، ولا تسمحوا لهن بالاقتراب من حزب العدالة والتنمية ولا من مقراته وفروعه، فقد يحدث أن يأتي أحد منهم ويخطب منكم زوجاتكم حاملا معه قوالب السكر ومرفوقا بزوجته وأم أولاده ليكدسها مع نسائه الأخريات، في ظل التدافع السلمي والتعدد وميل القلوب إلى بعضها البعض.

احذروا يا رجال المغرب

احذروا.