حميد زيد – كود//
هذا كثير على صحفي.
هذا كثير على “قلم حر”.
وفي العالم كله توجد أقلام حرة. لكن لم يحدث أبدا أن تآمر العالم كله على اعتقالها.
وبعد اتهام الإمارات العربية المتحدة.
تنشر جريدة أخبار اليوم على صدر صفحتها الأولى اتهاما لإسرائيل. ومصدرها في ذلك هو أحمد ويحمان.
ويجب أن تكون فاقدا للأمل حتى تعول على هذا الشخص. وتعتمده كمصدر للمعلومة. وكدليل لتبرئة المتهم.
ومن كثرة من تآمر على توفيق بوعشرين من الدول. ومن لفق له التهم. ومن حرض عليه. تخاله دولة متكاملة الأركان.
ولها حدود. ولها تراب. ولها عملة بوعشرينية. ولها نشيد وطني. ولها شعب. ولها جيش يحميها.
وتخاله رئيسا لها.
وتخاله جمال عبد الناصر زمانه.
وكما يوجد هذا المغرب الذي نعيش فيه.
توجد أيضا دولة موازية اسمها دولة توفيق بوعشرين.
ولهذه الدولة أعداء من دول أخرى.
ويرسلون إليها جواسيسهم. ولوبياتهم. وتهديداتهم. وعملاءهم.
ونحن لا ندري.
ونحن في غفلة من أمرنا.
ونعيش في دولتين داخل دولة واحدة.
وفي كل مرة تخبرنا أخبار اليوم بتورط أجهزة دولة أخرى في ما وقع لتوفيق بوعشرين.
وتقدم المعلومات. وتقدم الدلائل. وتذكر الأسماء.
ومن يستطيع أن يكذب أحمد ويحمان.
ومن يستطيع أن يكذب أخبار اليوم. أو يشكك في مهنيتها. وفي صدقية معلوماتها الخطيرة.
وقد يكون بوعشرين بريئا من كل الاتهامات الموجهة إليه. ومؤكد أن له خصوما في المغرب.
وقد تكون جهة ما تسعى إلى التخلص منه ومعاقبته.
كل هذا ممكن.
لكننا لم نكن نعلم أنه خطير إلى هذا الحد.
وأنه رقم صعب في الصراع الدائر في الشرق الأوسط. وفي منطقة الخليج.
وفي كل مرة تؤكد لنا جريدته هذا الأمر.
وتنورنا. وتخبرنا بمعطيات جديدة لم نكن لسذاجتنا. وقلة إلمامنا. على علم بها.
وفي الوقت الذي يعرف المغاربة خصومهم وأعداءهم.
نكتشف أن لدولة توفيق بوعشرين خصوما وأعداء من نوع آخر.
وهم إسرائيل.
وهم الإمارات.
وأن دولته مزعجة لهم. ويوظفون كل أموالهم وأجهزتهم المخابراتية لتحييدها.
كي يخلو لهم الجو.
وكي لا تبقى هذه الدولة تحاربهم وتقاومهم وتكشف مخططاتهم للسيطرة على المنطقة ووأد الربيع العربي وإغلاق قوسه.
ولو نشرت أخبار كهذه في بلاد أخرى لمات القراء من الضحك.
ولاعتبروها صحافة ساخرة.
ولاعتبروها كاريكاتيرا.
لكننا في المغرب نحب هذا النوع من الأخبار
ونحب أحمد ويحمان
ونحب المؤامرات
وتمر علينا كأي أخبار عادية. ولا نتساءل عن مدى جديتها. فيتمادى أصحابها فيها. ويذهب بهم الخيال بعيدا.
ومن قضية يختلط فيها السقوط الأخلاقي بالصحافة وبالصراع السياسي
جعلنا من متهم مركز الكون
وكما لو أنه يملك سلاحا نوويا. وكما لو أنه يهدد وجود إسرائيل. وكما لو أنه كان يخلق توازن الرعب في المنطقة. من مقر جريدته في عمارة الأحباس.
فرفقا بتوفيق بوعشرين
رفقا بالمتهم
يا أنصاره
وقد يكون قلما حرا
وقد يكون بريئا
وقد يكون أي شيء
لكنه ليس خطيرا إلى هذا الحد
وليس دولة
كي تتواطأ عليه كل هذه الدول
موظفة المغرب
للانتقام منه
وللحد من خطورته
وقليل من العقل. وقليل من الانسجام. لن يمنع من الدفاع عنه.
ومن تبرئته من التهم الموجهة إليه
إذا كان بالفعل بريئا.