الرئيسية > ميديا وثقافة > دردشة كَود مع الروائي عبد العزيز الراشدي: ” أكتب حاليا رواية جديدة، و بدل أن أبحث لها عن ناشر، سأسعى للبحث لها عن سارق لعلّ وعسى”
14/07/2014 08:49 ميديا وثقافة

دردشة كَود مع الروائي عبد العزيز الراشدي: ” أكتب حاليا رواية جديدة، و بدل أن أبحث لها عن ناشر، سأسعى للبحث لها عن سارق لعلّ وعسى”

دردشة كَود مع الروائي عبد العزيز الراشدي: ” أكتب حاليا رواية جديدة، و بدل أن أبحث لها عن ناشر، سأسعى للبحث لها عن سارق لعلّ وعسى”
   –كود:  سي عبد العزيز الراشدي، أول مرة قريت ليك قلت واش مشرقي، صدقتي ولد زاكورة.
-الراشدي:  يحصل لي كثيرا، كتب لي مرة شخص من اليمن وسألني إن كنت من قبيلة “آل الراشد”، وهم من أبناء عمومته، ويطمح في بناء علاقات أسرية. ويحصل لي غالبا عندما أزور بلدا عربيا أن يعتقدني الناس-بفضل اسمي- من الإمارات أو اليمن، ومرة كنت أجول في حي الحسين بالقاهرة فقال لي بائع: –إنت يا ليبي، يا يمني.
   أنا منتشر إذن في الأمكنة، واسمي “سرّه باتع” كما يقول المصريون. لكنني، أعتز بمغربيتي  أكثر، وبكوني “زاكوريا” على الخصوص. كثيرون يربطون اسمي  بمدينة الراشدية، وهي مدينة تمتلك خصائص مشتركة كثيرة مع زاكورة ولي فيها جذور وأهل وأصدقاء.
 
– كود: المهم اسمك الحقيقي، ماشي بحال الموضة القديمة ديال الكتاب الذين يغيرون اسماءهم الى اسماء ذات رنة مشرقية او لبنانية بالخصوص
– الراشدي: ولماذا أغيّر اسما جميلا كالراشدي، وفيه موسيقى، هناك شارع في كزابلانكا باسمي. وهذا مصدر فخر كبير، وهناك أزقة ومبان بالاسم ذاته. وقد يطلقون اسمي قريبا على بنك أو مجزرة أو حانوت. الذين يغيّرون أسماءهم حمقى.
 
– كود: الثقافة في المغرب ككل الأمور الأخرى فهاد البلد، فيها المركزية، كيفاش نجحتي تصنع اسمك وانت من الهامش.. 
– الراشدي:   ليس هناك أمر في المغرب، لايحتاج إلى الكفاح، وأحيانا يكون العيش السهل الواضح معجزة حقيقية، خصوصا في قرانا البعيدة بزاكورة، التي يشرب أبناؤها هذه الأيام ماء متّسخا عكرا، وهناك قرى هجمت عليها الرمال ولا تجد الماء بعد أن امتصّ الدلاح كل الماء. الحياة إذن صعبة وقاسية ومريعة.  
   أما الثقافة فتحتاج إلى الصراع الدائم المستمر لأجل تحقيق الوجود. وهو ما يتقنه كل قادم من البلاد البعيدة بفضل هبة الصحراء. الصراع يبدأ من كتابة نصّ يستحق العيش، وصولا لتحقيق ذاتك وسط مشهد ثقافي يملأه التماسيح والعفاريت و”الحكّارة”، الذي يعتقدون أن العالم صُنع من أجلهم، وأنّ الثقافة ملكيّة خاصة بهم، وقد زيّنت أنانيتهم أعمالهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا.
 
– كود: كان صِراع بين جيلكم و الجيل القديم، بحال مناوشة كانت بين الخوري و عدنان، وحتى أنت، الخوري جبدك فشي لعبة شي مرة؟
– الراشدي:  نعم، الخوري جبدني. لقد تكلم عني في يومياته في سطور قليلة، لكن في موضوع بسيط، بمناسبة ملتقى القصة بالقاهرة، ولا أعتبره صراعا، بل هي  مناوشة عابرة، وطبيعة أصيلة في الخوري”بّا ادريس” الذي يعرفه المشهد الثقافي بنكته وطريقته في التعبير. لقد هاجم الخوري أعزّ أصدقائه شكري وغار منه، فماذا تنتظر بعد ذلك؟
     ورغم بؤس الواقع الثقافي المغربي، وغياب الفرص، وضعف القراءة وعدم اهتمام الناس بالكتاب، هناك نوع من التدافع المعقول والطبيعي بين جيل قديم يعتبر نفسه ضحّى وعانى، وجيل جديد ينظر نظرة مغايرة للأمور. وبالنسبة لي، أمتلك علاقة طيبة مع أغلب رموز الجيل القديم، الذين أتواصل معهم بانتظام، ويحترمون تجربتي المتواضعة، رغم أني لست مدينا لأحد بشيء، فقد جئت من الهامش كما قلت.
 
– كود: ما السر في نظرك او السبب انك معروف ف المشرق اللي حصلتي فيه على جوائز ادبية اكثر من المغرب.
–   الراشدي:  لاجوائز في المغرب أصلا. لذلك يبحث الكتاب المغاربة عن القليل من الهواء خارج البلد.
 الباب الذي ينفتح أمام الكاتب عليه أن يطرقه ليصل إلى قارئ ممكن. والجوائز إحدى هذه الأبواب.
لقد بدأ المغاربة خلال الآونة الأخيرة يكتسحون بدورهم جوائز المشرق، لقد كثرت الأسماء الفائزة، وحتى كتابنا “الكبار” يبحثون عن جوائز المشرق لأن أموالها معقولة وليست كجوائزنا الصغيرة، الشكلية، المصابة بفقر الدم والمحسوبية المزمنة. شخصيا، أعتز بالجوائز القليلة التي حصلت عليها في المشرق، كما أعتز بالنشر هناك لأنه يفتح آفاقا نحو قارئ ممكن، ويمنحني صداقات إنسانية رفيعة، وهذا لا يعني أنني غائب عن بلدي، فأنا أشتغل بدأب ويقين في مجالات ثقافية عديدة غير مجال الإبداع؛ أنشر مجلة، وأدير ملتقى الرواية بأكادير الذي أصبح له صدى في بقاع عديدة.
 
– كود: أقصد من غير الجوائز أنك مشهور ف المشرق اكثر من المغرب لدرجة ان يمني سرق قصة لك و ربح بها جائزة رئيس الجمهورية
– الراشدي:  نعم صحيح، لقد سرق يمني قصة وجع الرمال، وفاز على إثرها بجائزة رئيس الجمهورية، وكان لما حصل صدى لم أكن أتوقعه، وكان أن أعاد الناس اكتشاف هذا النص بعد هذه السرقة. وهو ما حصل أيضا بالنسبة لكتابي “سندباد الصحراء” الذي أُعِيدَ اكتشافه بعد فوزه بجائزة ارتياد الآفاق للرحلة بدبي. ولأن النصوص لا ينتبه إليها هؤلاء القراء الكسالى إلا إذا ربحتْ جائزة أو  سُرقَتْ، ولأنني حاليا أكتب رواية جديدة، فإنني بدل أن أبحث لها عن ناشر، سأسعى للبحث لها عن سارق لعلّ وعسى. 
 
– كود: كتبتي واحد المرة بأنك ما متفقش مع الكتابة بالدارجة؟ 
– الراشدي   لستُ ضد الكتابة بالدارجة، كفعل إبداعي يختاره كاتب أو كاتبة لصياغة نص أدبي. فالأدب عالم الحرية، ومن حقّ الإنسان أن يُبدع باللغة التي يراها مناسبة، بل من حقّه أن يخلق لغة جديدة إذا استطاع. لكنني ضدّ الترويج الـــمُمنهج للدارجة، كفعل سياسي واجتماعي؛ داخل المدرسة أو المجال العمومي يتغيـــّى التكريس. لأن هذا السلوك، وهذه الممارسة، قد تكون مجال تواطآت مشبوهة، بين مؤسسات يمتلكها مواطن يبحث عن الأمان وترسيخ الهوية ويدفع من جيبه لهذا الغرض، ومراكز ضغط تحاول أن تخلط الأوراق لتستفيد أو لتظهر في الصورة بأقل جهد ممكن هو التخريب.       
   السياسة اللغوية بالمغرب يطبعها الكثير من الاختلاف والتقاطب، ولا يمكن الادعاء بأنّها قضية سهلة، لكنني أرى، ولمصلحة الوطن، رسميا، أن نركّز على بناء الصيغة المزدوجة للخطاب المغربي العام: أمازيغية، عربية. دون السعي إلى تجزيء المجزأ أصلا. وأرى أن تعود الأمور إلى أهلها وأن يتمّ استشارة باحثينا الكبار في اللغة، وإعطائهم الحق في تسيير هذا الموضوع، هناك خلط  كبير للأمور في هذا البلد، فالمثقفون والباحثون والأكاديميون يوضعون عادة على الرفّ ويُنظر إليهم بنوع من الازدراء.
   إذن، بدل الاتجاه نحو تبنّي الدارجة  بدعوى ضعف الناس، وهو منهج الكسالى، علينا أن نرفع من مستواهم ليتمكنوا من إتقان العربية لتحقيق التواصل مع امتدادات المغرب في بقاع عربية أخرى، دون إغفال هويتنا الأصيلة المتنوعة التي تُعتبر اللغة الأمازيغية أكبر تجلياتها.
 

– كود: الكتابة بالدارجة ليست بسبب ضعف الناس، بل لأنها لغة مغربية خالصة  و غنية و قادرة على الابداع.
– الراشدي: قلتُ لك لستُ ضد الدارجة كممارسة إبداعية، بل كحالة وفعل سياسي واجتماعي مؤطّر.
 

– كود : المنتوج السينمائي و التلفزي بحال ديال رمضان فيه الرداءة علاش مايتقدموش الكتاب لهاد الميدان و يعطيونا سيناريوهات مقادة؟
 – الراشدي: أين يقع العيب تحديدا؟ فكل عام نُفاجَأ بركام التفاهة الذي يدخل إلى منازلنا وقت الإفطار. ما يحدث في التلفزة يًعطي صورة وافية عن من يدبّر المجال الفني الذي تحكمه علاقات المال والمصالح. لقد مللنا من تكرار الوجوه نفسها، والضعف والبؤس في السيناريو نفسه. والنتيجة: شيء  لا يحمل من الفن إلا الاسم. لو فتحوا المجال أمام الطاقات المغربية في الكتابة والتمثيل لكان خيرا لهم.
 
– كود: انتما هاد الكتاب ديما معكسين و نخبويين و طالعين للسما، مؤخرا اتحاد كتاب المغرب محيح حيث ماعندوش تمثيلية ف المجلس الاعلى للتعليم,, شنو هو بعدا هاد اتحاد كتاب المغرب تجمع لموالين البيريات الذين لايقرأ لهم احد.
– الراشدي:  أنا بعدا مكنلبسش البيرية ولا أجالس “البيريين”. أحبّ قبعات الكاوبوي وأحبّ أغانيهم الممتعة مثل أي قروي. وبالنسبة لموقف اتحاد الكتاب من قضية المجلس الأعلى للتعليم، فإنّ بيانه-حسب قراءتي للأمور- ينطلق من كون الاتحاد كان مُمثّلا في مجالس سابقة، لهذا بدا الأمر لأصحاب البيان نوعا من التراجع عن مُكتسب. طيب، أعتقد أن الدرس الذي ينبغي أن يفهمه الجميع هو أنّ تقوية الإطارات وجعلها أكثر قوة و ديمقراطية وتشاركية هو السبيل الوحيد نحو تقوية موقعها في التفاوض كي تفرض نفسها. خارج هذا، على الكتاب أن يكونوا أحرارا في توجيه الرأي العام نحو قضايا التعليم والثقافة، وربما موقعهم خارج المؤسسات يمنحهم قوة أكبر واستقلالية أكبر.
 
– كود: بصح كانت ضجة على روايتك ” مطبخ الحب” بسبب أنها تروج للاباحية و العرى و الفسق؟
– الراشدي: الله يستر !واقيلا وليتي داعشي أسي عبد الرحيم. الرواية كتبتُها عن الحب  والعشق في أبهى حالاته، من يستطيع أن يقف ضد الحب؟ وفيها الكثير من الأسئلة عن واقع الشباب المغربي خلال بداية الألفية، وطموح شباب تُغلق الأبواب في وجهه، ووجهة نظر حول الحياة المغربية التي يتهدّدها البؤس. لقد تصدّرت الرواية لائحة المبيعات في مكتبات كثيرة، وهذا دليل على أنّ القارئ محتاج لنص مختلف. ودليل على أنّ الكتابة أجمل ما حصل لي في الوجود.
 

موضوعات أخرى

25/04/2024 23:45

أخنوش يكشف عدد الأسر لي كتستفد من الدعم الاجتماعي المباشر: 3.5 مليون أسرة كضم 12 مليون مواطن

25/04/2024 23:30

أخنوش على الحوار الاجتماعي: نمتنى فبداية الأسبوع الجاي نلقاو حل مع النقابات لي بغيناها تناقش إصلاح التقاعد حينت إلى بقينا هوكا غنكونو قدام المشاكل فـ2028

25/04/2024 23:14

عطا أخنوش إشارات على أن تعديل حكومي يقدر يكون فالمستقبل القريب: ملي تكون أحزاب الأغلبية مستعدة غنجلسو ونتافقو

25/04/2024 23:00

أخنوش على حصيلة الحكومة فـ 30 شهر: جد مشرفة ومرتاحين للمردودية والنتائج المحققة

25/04/2024 22:30

ف بيان مشترك نشرو البيت الأبيض.. المريكان و17 دولة اخرى كيطالبو بالإفراج الفوري على كاع الرهائن للي ف غزة

25/04/2024 21:30

في تقريرها السنوي.. أمنستي: استهداف المعارضين والناشطين الصحراويين في المغرب تزاد