الرئيسية > آراء > دامت لك الحياة والعمر المديد أيتها الرأسمالية! مات كل شيء يا سيد ماركس، ومنذ أن أعلنت عن قرب وفاة الرأسمالية، وهي تحمل في طياتها بذور استمرارها على قيد الحياة
16/04/2018 16:30 آراء

دامت لك الحياة والعمر المديد أيتها الرأسمالية! مات كل شيء يا سيد ماركس، ومنذ أن أعلنت عن قرب وفاة الرأسمالية، وهي تحمل في طياتها بذور استمرارها على قيد الحياة

دامت لك الحياة والعمر المديد أيتها الرأسمالية! مات كل شيء يا سيد ماركس، ومنذ أن أعلنت عن قرب وفاة الرأسمالية، وهي تحمل في طياتها بذور استمرارها على قيد الحياة

حميد زيد – كود ///

كم من كتاب نعى الرأسمالية.
كم من كاتب أعلن نهايتها الوشيكة.
وفي كل سنة يأتي شخص. وبثقة في النفس. ويخبرنا بموتها.
ويأتي رجال الاقتصاد. ويأتي الفلاسفة. ويأتي السوسيولوجيين. ويأتي الباحثون في كل المجالات. ويأتي الصحفيون.
معلنين البشارة.
ومنذ ماركس ونحن نقرأ أن الرأسمالية تحمل في طياتها بذور نهايتها. وأن نهاية الرأسمال هو الرأسمال نفسه.
لكن هذا لم يقع أبدا.
ومات كل شيء. إلا هي. مكذبة ماركس. ومنذ أن أعلن عن وفاتها. وهي تحمل في طياتها بذور استمرارها على قيد الحياة. قالبة جملته رأسا على عقب.
ولا تفتأ تجدد نفسها. وتستفيد من خصومها. وتلتهم أفكارهم.
وهناك كتب بالجملة روجت لهذه النبوءة.
وكم قرأ اليساريون العرب لسمير أمين.
وتارة يتحدث عن خريفها. وطورا عن موتها. لكنها لم تمت.
ولم يحدث أبدا أن سألناه.
ولم يحدث أبدا أن شكك فيه يساري واحد.
ولم يحدث أن قلنا له متى يا سمير أمين.
وهل غدا. وهل في السنة القادمة. وهل في القرن القادم.
والآن. وفي كل مرة. تظهر كتب جديدة. حول هذا الموضوع. ومازال منا من يقرؤها بجد.
وبيقين.
وكما كُتُبُ نهاية العالم. والقيامة.
صار هذا النوع من الكتب. وله المؤمنون به. والمصدقون له.
ودائما هناك حاجة للناس إلى من يخبرهم بهذا الموت. ومن يستعجله.
كما لو أن الرأسمالية هي التي تروجه. وتستغل الخطاب حوله. وتوظفه لصالحها.
متجاوزة دائما أزماتها. غير متحدثة عن نفسها. ولا مدافعة عنها. إلا بفعالتيها. وقوتها.
ومن كثرة هذه الكتب الناعية. ومن كثرة كتب النهاية هذه. ونبوءاتها التي لم تتحقق.
صارت مثل ممارسة فكرية للشعوذة.
وفي فرنسا لوحدها. هناك عشرات العناوين حول هذا الموت الذي لم يقع.
وفرنسا بارعة في هذا المجال.
وتعيش فكريا في عالم. وواقعيا في عالم آخر. فتجتهد للحاق بالغرب الرأسمالي. للخروج من مأزقها السياسي والاقتصادي.
بينما تردد منذ سنوات نخبتها المسيطرة على الإعلام هذه الحكاية المسلية والباعثة على الأحلام.
وقلة فقط من يتحدثون عن قصة نجاح الرأسمالية.
وعن الرفاه الذي خلقته. وعن ضرورة أنسنتها. لكن الشعوذة الفكرية هي الرائجة.
ولها جمهورها الكبير.
وفي كل سنة هناك إصدارات بالجملة
ومؤمنون يستفيدون من فعاليتها الاقتصادية وينتقدون عيبها”الأخلاقي”.
ويشتمون المال. والاستغلال. ويتغافلون عن الثراء الذي خلقته.
وكل واحد منهم يترقب النهاية
ويترقب تحقق النبوءة
وينتظر القيامة
مثل طائفة دينية
ومثل من ينتظر عودة المسيح
وفي القادم من الأيام ستصدر كتب أخرى كثيرة حول نفس الموضوع
وسيستمر الناس في قراءتها
وفي الاستشهاد بها. واعتبارها دليلا
كنوع من الترفيه الرأسمالي
وكنوع من الفرجة ومن الترويج لاقتصاد السوق ولحرية الأفراد
بينما الرأسمالية صامتة
وتتطور
وتتكيف
وتفعل فعلها في أشد المناوئين لها
وتربح من خطابهم
مستمرة على قيد الحياة
وساخرة من كل تلك الكتب
ومن مصدقيها.

موضوعات أخرى

25/04/2024 11:10

لونكيط خدامة مع رئيس جماعة بنسليمان.. الفرقة الوطنية سمعات ليه جوج مرات ف 3 أيام وخدات وثائق من الجماعة

25/04/2024 10:30

ولد الغزواني علن ترشحو للإنتخابات الرئاسية فموريتانيا وباغي يواصل تكريس مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل

25/04/2024 10:10

وزير الفلاحة الإسباني من مكناس: تداعيات التغيرات المناخية تؤثر على إنتاج الأغذية وعلى الصحة البشرية

25/04/2024 10:00

غير كيزيدو يسدو على ريوسهم: الجزائر انسحبت من كاس العرب فالمغرب بسبب خريطة المغربة