أنس العمري ـ كود//
مرة أخرى، جنبت يقظة أجهزة الأمن، تحت قيادة كابوس الإرهابيين عبد اللطيف الحموشي، المغرب حمام دم ومآسي، كانت جروحها ستحتاج سنوات لتلتئم وقد تدوم عملية التخلص من نذوبها النفسية مدة أطول، كما هو الشأن بالنسبة لاعتداءات 16 ماي 2003، التي ما زال يدفع الكثيرين ضريبة عيش تجربتها المروعة.
فبإجهاضها للمخطط التخريبي لخلية «الحوات»، التي فككت، أمس الخميس، بعد إلقاء القبض على 5 من عناصرها المفترضين وضبط محجوزات «أحزمة ناسفة» ومحجوزات تستخدم في صناعة المتفجرات، بعثت المصالح المكلفة بدحر التنظيمات المتطرفة، رسائل مطمئنة إلى كل المغاربة عن سهر أبطال حقيقيين على منع تكرار مثل هذا السيناريو المؤلم، وخاصة من ما زالت أحداث البيضاء تحفر ذكريات سيئة في أذهانهم بدرجات خوف غير اعتيادية.
ونادية (ب)، ربة بيت تقطن بالدار البيضاء، واحدة منهم. فرغم مرور 17 سنة على ذلك اليوم المشؤوم، وجدت هذه السيدة، التي عاشت عن قرب أحداث 16 ماي لكونها كانت تقطن في ذلك الوقت قرب أحد المواقع المستهدفة قبل أن تنتقل للسكن في منطقة أخرى بالعاصمة الاقتصادية، (وجدت) فجأة ذاكرتها تعود بها إليه، بعد متابعتها عبر نشرات الأخبار التلفزيونية وباقي وسائل الإعلام نوعية المخططات وطبيعة المحجوزات المضبوطة لدى أفراد الخلية، والتي كشف عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، أنها اختارت أسلوبا مشابها لذلك المتبع في تنفيذ اعتداءات البيضاء.
عودة سيطرة صور ذلك اليوم الدموي على تفكيرها، دفع نادية، وبدون تردد، إلى ربط الاتصال بأقاربها للاستفسار من أكثر عن هذه العملية الأمنية وهل مكنت من وأد هذا المشروع التخريبي قبل انتقاله إلى مرحلة التنفيذ، رغم أنها تابعت جميع تفاصيل التدخلات صوتا وصورة، والتي كانت مسرحا لها مدن طنجة، وتمارة، والصخيرات، وتيفلت، حيث كان للعملية الأمنية في هذه المدينة وقع خاص في نفوس المغاربة، الذين تعاطفوا مع ضابط الأمن في فرقة التدخل السريع الذي تعرض لإصابة بليغة خلال تدخل لإيقاف أحد المشتبه فيهم إثر إبداءه مقاومة عنيفة، وهو حادث أظهر درجة العنف الموقوفين، والذين كانوا يسعون إلى تفريغه في عملياتهم الدموية التي كان يجري التحضير لها.
وتنفست نادية الصعداء بعدما كان مضمون الإجابات التي تلقتها، حسب ما روته قريبة منها ل «كود»، هو أن اليقظة الأمنية أجضهت المشروع الإرهابي للخلية في مراحله التحضيرية، ليتبدد خوفها بعدما تيقنت بأن لها الحق في أن تحس بالأمان، في ظل وجود هذه النوعية من رجال الأمن التي تستحق التقدير على ما تبذله من تضحيات للسهر على سلامة المواطنين وحماية المملكة من كل المخاطر التي تتربص بها، حتى في ظل استمرار التهديد الإرهابي نظرا لتفاقم الوضع الأمني في منطقة الساحل.
ولم تكن نادية وحدها من عادت بها خلية «الحوات» إلى هذه الذكرى الأليمة، فالخيام بدوره أرجعه أسلوبها في التهييء لمشروعها الإرهابي إلى زمن البحث في هذه الأحداث، وهو ما أكده في الندوة الصحافية. غير أن الظروف هذه المرة كانت مختلفة اختلفت، لنجاح العمل الاستباقي المتبع في قطع أيدي هؤلاء المتطرفين لتأمن البلاد من شرورهم.
يذكر أن الخلية فككت على ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، وأظهرت التحريات الأولية أنها تابعة لما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية”، ولها ارتباطات في عدة مدن مغربية، ومخططات مخططاتها كانت وشيكة الترجمة على الأرض وبالغة التعقيد.
