الكورة ولات خطر على الحياة فالجزائر: لعاب جزائري مات بسبب غياب الإسعاف فالتيران
حميد زيد – كود//
كان كل شيء جميلا في مارينا الرباط-سلا.
كان كل شيء أنيقا.
وفجأة هجم اللون الوردي.
وهجم “البلينغ بلينغ” وهجمت الألوان الفاقعة. والورود البلاستيكية.
وهجم الذوق الخليجي.
و فجأة غزا الذوق البدوي واحدة من أجمل الأماكن في المغرب الحالي.
ليقوم بإفسادها. و تبشيعها.
وبإصابة كل المقاهي. والمطاعم. والمحلات المجاورة بالعدوى.
وحتى ماء أبي رقراق لم يعد هو الماء المغربي.
أمام كل هذا الوردي الذي اكتسحه.
وحتى السماء الزرقاء الصافية انعكس عليها هذا الديكور.
أما الأوداية فقد أدارت ظهرها لمارينا ولم تعد ترغب في أن تطل عليها.
وتبرأت منها.
بسبب هذا الذوق الخليجي الذي جاء حاملا معه كل ثقافته. وكل عاداته. وكل ما لا يوافق الذوق المغربي.
حيث رائحة الشيشة تزكم الأنوف.
ولا ينقص سوى البخور. وجلسات وناسة. والثراء الفاحش. والعمال الآسيويون. والبنات. ليشك الزائر في مارينا الرباط سلا.
وليقول إنها ليست مغربية.
وإنها لم تعد لنا.
ودون سابق إنذار تم استبدالها بمارينا أخرى وردية.
وفاقعة.
ومشبوهة.
وفي وقت سابق كانت مارينا تفرض علينا أن نشبهها.
و أن نكون أنيقين مثلها.
وكانت تفرض علينا أن نحترمها ونحافظ على نظافتها.
أما الآن فهي توجه دعوة مفتوحة للعبايات.
ولـ”هيلو كيتي”. وللواتي لا يجدن حرجا في الذهاب إليها بالبيجامات.
وللذين يجذبهم اللون الوردي. وتجذبهم الشيشة. ويجذبهم الذوق السيء.
ولزوار من نوع آخر.
ويبدو أن اللون الوردي لن يتوقف عند هذا الحد.
ويبدو أن له ما يكفي من المال ليفرض ذوقه على الجميع.
ويبدو أنه سيستمر في تلطيخ مارينا
وتلطيخ الناس
وتلطيخ الجدران. والمياه. والسماء. والهواء المغربي.
وكل ما هو حي وطبيعي سيجعله الذوق الوردي بلاستيكيا. ومصطنعا.
وكل ما هو جميل سيصير قبيحا.
وكل ما هو خال من التكلف وأنيق ستغلب عليه البهرجة.
وستحل البادية مكان المدينة
وستحل الفوضى مكان السلطة التي من واجبها ليس الحفاظ على الأمن فحسب.
بل على الذوق أيضا.