ملف الطبيب التازي : مرافعة الوكيل العام تقول ان جناية الاتجار بالبشر كينا
حميد زيد – كود//
ينتقل المرشح المغربي مثل فراشة من حزب إلى آخر.
ولو كان هناك حرص على الديمقراطية في المغرب.
وعلى فلسفة الاختيار. والانتخاب.
وعلى معنى التعددية السياسية.
وعلى البرامج.
وعلى معنى أن تكون منتميا لحزب ما.
لتم رفض ترشيح كل هؤلاء الرحل. الذين يتجولون بين الأحزاب. كمن يتجول في بيته.
دون احترام للحزب الذي خرج منه.
ودون احترام للحزب الذي دخل إليه.
ولا فرق بالنسبة إليه بين اليسار وبين اليمين.
ولا فرق بين الأحزاب.
وفي آخر لحظة. وقبل انطلاق الحملة بأيام يغير المرشح المغربي الكبير جلده.
ويصبح له لون آخر. ورمز آخر. وقناعة أخرى. وإيديولوجية أخرى.
ويصبح ضد ما كانه أمس.
والدليل على فساد الديمقراطية المغربية.
وما يفسر نفور المغاربة وعزوفهم الانتخابي.
وهذا الشعور باللاجدوى السائد.
وما يجعلنا نظل ننتقل منذ عقود ديمقراطيا دون أن نبرح مكاننا.
ودون أن نصل إليها.
هو خيطي بيطي هذه.
ولا سلطة تتدخل.
ولا رؤساء أحزاب يرفضون الظاهرة.
بل هم من يبحث عنهم.
ومعظمهم اليوم منشغل باصطياد المرشحين.
ومعظمهم يتنافسون حول من يقنص أكبر عدد منهم.
ومن يحصل عليهم.ومن يصطاد أسمنهم. والذي يملك مواصفات الفوز. فهو الذي يعتبر ناجحا في مهمته.
وهو الذي أدى دوره كما يجب.
أما فلسفة هذا التجول بين الأحزاب.
أما الحكمة منه.
فهي أن كل الأحزاب أحزابي. يقول المرشح المغربي.
وهي تجريب المرشح لكل الإيديولوجيات.
فالحياة السياسية قصيرة يقول المرشح. ويجب أن نعيشها طولا وعرضا.
يجب أن تجرب أن تكون يمينيا. ويساريا. وإسلاميا. ومعارضا. ومع الأغلبية.
يجب أن تحط في كل الأمكنة.
يجب أن تغير قناعاتك.
يجب أن تكتشف الجديد في الأحزاب الأخرى.
يجب أن تعيش كرحالة.
يجب أن تفسد اللعبة الديمقراطية. وتشوهها.
وتحتقرها.
يجب أن تمسخ الديمقراطية.
يجب أن تفقدها معناها. والغاية منها.
يجب أن تجعل من الانتخابات محطة لتبديد المال.
من أجل لا شيء.
ومن أجل مرشحين لا يحترمون الانتماء الحزبي.
ومن أجل زعماء أحزاب يكرسون هذا الوضع.
وفي الدقائق الأخيرة قبل الانتخابات يضعون شباكهم
لجمع المرشحين. كيفما كانوا.
ولا يهم أن تجلب مرشحا فاسدا.
ولا يهم أن يكون ضد كل ما تؤمن به.
هذه أمور كلها ثانوية في التجربة الديمقراطية المغربية الناجحة.
والتي نتوفر فيها على أخف المرشحين
وعلى أخف الأحزاب
والكل ينتقل
والكل يرحل
والكل يحط في الكل
والكل يخرج من الكل
في سديم ديمقراطي
وفي استحقاق انتخابي عدمي وتنافس بين مرشحين لا فرق بينهم.
ولا يعرفون أين هم.
ولا من أين جاؤوا.
وبين أحزاب كلها خارجة من بعضها
ثم يأتي
من يطلب منا أن نصوت.
على من
سنصوت
قولوا لنا على من سنصوت. في هذا الغمر الديمقراطي.
حيث يطير المرشحون ولا تدري أين يحطون.
وحيث الأحزاب مليئة بمن لم يكن فيها
وحيث كل شيء مختلط بكل شيء
وحيث لا ناخب له القدرة على التمييز.