حميد زيد كود /////

خذلتنا يا معاذ.

كنا نعول عليك لقلب النظام الفاسد.

لكنك خذلتنا. وأحرقت جواز سفرك المغربي.

كنت أملنا الوحيد. وأنت في المنفى. وكنا ننتظر عودتك قائدا لكتيبة الثوار. لكنك لم تف بوعدك.

كنا جميعا ننتظر عودتك.

وكانت 20 فبراير تتنظرك على أحر من الجمر لتخرج من جديد يوم الأحد.

وكانت جماعة العدل والإحسان تنتظرك.

وحزب النهج.

لكنك خذلت الشعب.

وخذلت كريم التازي. وكل من ساهم في صنعك. ودعمك. واستغل براءتك. في انتظار ذلك اليوم الموعود الذي ستقود فيه الثورة.

وقد صار صعبا عليك أن تعود إلى المغرب بعد أن أحرقت جواز سفرك.

صار صعبا أن تثير حماسة الجماهير وتحفزهم على هزم المخزن.

وحتى الديربي. حتى الرجاء البيضاوي. صار مستحيلا أن تتفرج على الرجاء.

وأي خسارة هذه.

وأي تهور أن تحرم نفسك من متعة الرجاء.

وتكتفي بمتابعتها من مقاهي ستالينغراد ومولنبيك.

وكما عودتنا دائما. لا تجيد الغناء. ولا تجيد الثورة. ولا تجيد النضال. ولا تجيد أي شيء

وفشلك صارخ في كل ما تقدم عليه.

وأي خطوة تخطوهها. وأي ورطة تضع نفسك فيها. تجعلنا نلوم من عول عليك. ومن وظفك لصالحه. ومن قال لك أنت فنان. ومعارض. ونحمله كل المسؤولية.

وما ذنب الشعب الذي كان ينتظر عودتك.

ما ذنب كريم التازي.

وهل تنتظر منه أن يبحر بيخته إلى بحر الشمال في بلجيكا ويدخلك إلى المغرب سرا.

وكم خذلته. كم خذلت هذا الرجل. ودوخته. فأصبح يعارض بنكيران. ظانا أنه السلطة.

الثورة تبدو بعيدة الآن يا معاذ الحاقد بعد أن قمت بما قمت به.

وقد أخرتها.

أخرتها كثيرا بعد أن أحرقت جواز سفرك.

وعلينا أن ننتظر قرونا حتى يأتي حاقد آخر.

كما لو أنك لا تفكر فينا.

كما لو أنك لم تعد تسعى إلى تحريرنا. وأنت الذي وصفت المغاربة بالعبيد.

ونحن الذين كنا ننتظرك. ونستعد. ونحفر الخنادق.

لكنك لم تفكر فينا. لم تفكر أبدا في الشعب.

لكن لا عليك يا معاذ الحاقد

لا عليك.

والثورة مستمرة ودائمة وتصلح في كل مكان.

وحتى بلجيكا فهي مملكة.

وبمقدورك أن تقلبها.

وبمقدورك أن تعتقل فيها هي الأخرى.

وتشتم نظامها الرجعي.

وفي عاصمتها يوجد المخزن المغربي

ويوجد شعب مغربي

ويوجد حزب الأصالة والمعاصرة

ويوجد فقر كثير

ويوجد حراك الريف

وشيعة وسلفيون

أما نحن هنا

فقد خذلتنا

وعلينا أن نبدأ من الصفر

وأن نصنع حاقدا جديدا

رغم أن الأمر صعب

صعب جدا أن تتكرر مرتين يا معاذ

يا أيقونة الحراك المغربي

يا ثورة مجهضة

يا بطلا أضرم النار في صورته

ومزقها إربا إربا

وفضحها أمام كل المغاربة.