مصطفى الشاذلي – كود الرباط///

لا يعرف الكثيرون أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) ظهر إلى الوجود خارج القارة السمراء. فقد تصادف أن التقى مسؤولون أفارقة، ثلاثة مصريين وثلاثة سودانيين وجنوب-إفريقي، في العاصمة البرتغالية لتمثيل بلدانهم في المؤتمر الثالث للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي احتضنته لشبونة يوم 7 يونيو 1956.

وفي نفس اليوم، اجتمعوا داخل غرفة صغيرة بفندق “أفينيدا” وسط العاصمة البرتغالية، وفكروا في خلق هيئة تعنى بتسيير كرة القدم الإفريقية، فضلا عن إحداث مسابقة منتظمة على مستوى المنتخبات الوطنية.

في بداية العام الموالي، التقى الأعضاء السبعة في العاصمة السودانية الخرطوم، وهناك عقدوا الدورة الأولى للجمعية التأسيسية، موقعين شهادة ميلاد لما يعرف بـ(كاف)، وفي يوم 8 فبراير 1957، وضعوا قواعد بطولة كأس إفريقيا للأمم (كان).

غير أن بدايات تحقيق المشروع اصطدمت بعدد من الصعوبات. فقد كان عدد قليل من البلدان الإفريقية، في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي، يتوفر على منتخبات وطنية. وبينما كان المغرب وتونس قد استقلا حديثا، فإن باقي دول إفريقيا جنوب الصحراء تصارع من أجل نيل حريتها.

لكن الآباء المؤسسين مضوا قدما، وقرروا تنظيم أول بطولة بغض النظر عن عدد البلدان التي يمكن أن تشارك فيها. هكذا، تقرر في البداية أن تشارك أربعة بلدان هي مصر وإثيوبيا وجنوب إفريقيا والسودان، البلد المنظم.

نصت قواعد (كاف)، حينها، أن تقام البطولة على شكل نصف نهائي، مع إجراء القرعة التي وضعت السودان في مواجهة مصر وإثيوبيا ضد جنوب إفريقيا. غير أن في اللحظة الأخيرة، اعتذرت جنوب إفريقيا عن المشاركة لم تتمكن من تكوين منتخب متعدد الأعراق بسبب قوانين الفصل العنصري. لتتأهل إثيوبيا تلقائيا، وتواجه مصر التي تغلبت على السودان بهدفين مقابل هدف واحد، وتكون بذلك أول منتخب يفوز بكأس الأمم، أو كأس عبد العزيز عبد الله سالم، وهو مصري وكان أول رئيس للاتحاد الإفريقي. وكانت الكأس قد نحتها أحد الحرفيين التقليديين في سوق خان الخليلي في العاصمة المصرية القاهرة.