علي الصافي -كود العيون////

نجح أسود الأطلس في العودة بتعادل ثمين من القاهرة أمام المنتخب المصري في مباراة الإياب التي كانت قبل الأخيرة من الإقصائيات المؤهلة إلى مونديال المكسيك 1986. وتابع المباراة جمهور قدر حينها بأكثر من 100 ألف.

وكان المنتخب المصري يضم مجموعة من اللاعبين الكبار، مثل طاهر أبو زيد وفوزي عبد الغني وجمال عبد الحميد فضلا عن الحارس الكبير إكرامي الشحات، وكان يشرف عليهم المدرب محمد صالح الوحش، غير أن أصدقاء عبد العزيز بودربالة فرضوا نتيجة التعادل، وكانوا أقرب إلى العودة بالانتصار.

في مباراة الإياب التي جرت بالدار البيضاء وحضرتها جماهير غفيرة ملأت جنبات ملعب محمد الخامس، تهيأت كل الظروف لانتزاع التأهل. ضغط الأسود طويلا، لكن فيالدقيقة 33  من الشوط الأول، وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ ضد مجرى اللعب تسبب المدافع الأيسر عبد الله بيدان، الذي دخل بدل عبد المجيد اللمريس، في ضربة جزاء حين أمسك بقميص المهاجم المصري جمال عبد الحميد من الخلف، ليخيم صمت رهيب. غير أن جمال عبد الحميد الذي تكلف بنفسه بتسديد ضربة الجزاء فشل في تحويلها إلى هدف، ولتنتعش حظوظ الأسود من جديد. بل بعد أربع دقائق من ذلك، تمكن محمد التيمومي من تسجيل الهدف الأول.

حاول المصريون، في الشوط الثاني، تجاوز دفاعات المغرب التي كان يقودها نور الدين البويحياوي ومصطفى البياز ووراءها الحارس الزاكي بادو، غير أن عبد العزيز بودربالة بخر حلم الفراعنة بتسجيل الهدف الثاني، وضمان العبور إلى المباراة الأخيرة ضد المنتخب الليبي، الذي فجر مفاجأة كبرى بأقصائه للمنتخب الغاني.

ويعتقد نور البويحياوي أن المنتخب الليبي الذي واجهه الأسود هو الأعظم في تاريخ الكرة الليبية، حتى وإن فازوا عليه في مباراة الذهاب، التي جرت بالرباط، بثلاثة أهداف نظيفة. كانت النتيجة مطمئنة، غير أن المسؤولين الليبيين، على عهد معمر القذافي، حاولوا كل شيء حتى لا تكون مأمورية الأسود سهلة في طرابلس، بدءا باستفزاز اللاعبين وطاقمه، كما قرروا تغيير الملعب في آخر لحظة، واختاروا أرضية ذات عشب اصطناعي لم يسبق أبدا للمغاربة اللعب، فضلا عن كونهم لم يكونوايتوفرون على أحذية ملائمة للعب على عشب اصطناعي.

مع ذلك، تمكن الأسود من التأهل إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخه رغم انهزامهم في ليبيا بهدف واحد.