الوالي الزاز – گود – العيون //
[email protected]
أُعلن في 20 فبراير سنة 2011 عن ميلاد حركة 20 فبراير الشبابية المغربية، تزامنا وما شهدته عدد من دول شمال افريقيا و الشرق الاوسط آنذاك من تحولات سياسية وإقتصادية وإجتماعية عنوانها التغيير والحرية والعيش الكريم، إذ آمنت هذه الحركة وممن حملوا لوائها إلى حد كبير بالقدرة على التغيير ورسم معالم مشهد مغربي جديد يحاكي تطلعاتها ومبادئ الكرامة والعدالة والمواطنة.
نقيض عدد من مدن المملكة المغربية الأخرى لم يكن لحركة 20 فبراير حضور مهم على مستوى الأقاليم الصحراوية، وكان ذلك خاصة، نتيجة لمرحلة مفصلية كانت تعرفها المنطقة. فقد عاشت الساكنة، في العيون بشكل خاص، قبل نحو 4 أشهر من ميلاد الحركة، فترة إختلط فيها حابل التوجهات السياسية بنابل الوضع الإجتماعي والإقتصادي الهش، ليوضع لها حد بذريعة خصوصية المنطقة وإستعداد المتربصين للركوب على موجتها واستغلالها ضد مصالح بلادنا.
يقول المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي أن “ميلاد الربيع كان من الصحراء الغربية”، أو بمعنى آخر فإن حركة 20 فبراير 2011 ولدت بعد حراك 10 أكتوبر 2010 في الصحراء، مع تشابه في المطالب تلك التي كانت مدرجة سابقا على قائمة ساكنتها الذين سبقوا إحداث الحركة بمراحل من خلال البصم على حراك إجتماعي إقتصادي غير مسبوق قوامه نزوح جماعي نحو منطقة اگديم إيزيك ونصب أول خيمة فيها بتاريخ 10 من أكتوبر 2010، وهو الحراك أو التجربة التي جعلت الكثير ممن آمنوا بالحركة لاحقا أو اللاعبين الرئيسيين فيها ينأون بأنفسهم و بالحركة بعيدا عن المنطقة ذات الخصوصية السياسية الواضحة.
لم تعش ساكنة الصحراء مرحلة حركة 20 فبراير كما لم “تثق” بها في تلك الفترة الشيء الذي يؤكده عدم الإنخراط الكبير فيها على الرغم من الدعوات لذلك، و قليلون من كانو يلبونها في حين أن الغالبية كانت لتكتفي بتقفي أثرها من وسائل الإعلام آنذاك، تزامنا والتداوي من جرح أليم حوّل الصحراء ومدينة العيون خاصة لجزيرة معزولة تعيش “فترة نقاهة” بعد تسونامي رهيب راح ضحيته كثيرون، ولم يؤد المسؤولون عنه الضريبة إلى حدود اللحظة، ليتحولوا فجأة ل “قطط سمان” ومخاطَب رسمي على إستعداد لحرق يديه حفاظا على موقعه ومكاسبه الشخصية.
لم يكتب لزهرة حركة 20 فبراير أن تنبت في الصحراء، نتيجة لتداعيات مخيم اكَديم إيزيك وما رافقه من ضرر كبير.