لتعزيز قدرات البوليس اللي مكلفين بالغرف الأمنية.. مجلس بوعياش ومديرية الأمن بداو اليوم البرنامج التكويني
حميد زيد – كود//
حتى الموت. حتى الموت يا هشام. لم يجعلك تتراجع إلى الخلف.
وتصمت ولو قليلا.
ولو إلى حين.
حتى الموت تلعب به.
حتى الموت ترغب في الاستثمار فيه.
حتى الموت لا توقره وتريد أن تربح منه هو الآخر.
حتى الموت تدعمه.
حتى الموت توظفه يا هشام أيت منا.
حتى موت المشجعة الرجاوية تنفق عليه. وتتكلف بمصاريفه.
ويظهر فيه من يخبرنا بذلك.
ومن يمدحك. ومن يصرخ في الفيسبوك. يا ناس. يا مغاربة. لقد أنفق هشام أيت منا من ماله على جنازة المشجعة الرجاوية.
وما أكرم هشام.
ما أروعه.
ما أطيب قلب هشام أيت منا.
وكم هو محب لفعل الخير.
وحتى في اللحظات التي يجب فيها على الإنسان أن يصمت.
ويبتعد.
تريد فيها أن يتحدث عنك الناس. وأن يشكروك. وأن يذكروا اسمك.
وتريد من الموت أن يساعدك على التألق.
حتى هذه المأساة.
حتى هذه الفاجعة لم تردعك.
ولم تجعلك تتوقف.
ولم تجعلك تتريث.
ولم تجعلك تكف عن توظيف ورقة المال.
ونعرف كثيرا من الميسورين يقومون بأكثر مما تقوم به.
لكنهم متوارون عن الأنظار.
وحريصون على أن لا يعلم أحد بمساعدتهم للناس.
وحريصون على أن يظهروا في الصورة.
بينما أنت تريد أن تستفيد. من الموت. ومن الحياة. ومن الجمهور. ومن السلطة. ومن كل الأحزاب. ومن الفاجعة.
ومن الفقراء.
و من كل شيء تريد أن تربح.
ومثل ولد مدلل.
ترغب أن تسرق الأضواء. ويشار إليك. من وسط المآسي.
وحتى الموت ترغب أن يكون اسمك حاضرا فيه.
وأن تلتقط لك فيه الصور.
وأن تكون نجمه.
حتى الموت لم يسلم منك يا هشام.
وبخفتك المعهودة. وبسرعتك. قررت أن تستعمله لصالحك.
في ألعابك.
وفي لهوك.
وفي هذه الكرة التي تتسلى بها.
ولمجرد أنك ثري.
فلا يهمك أي شيء. والكل لك. والبشر. والمراسلون. والمؤثرون. والمواقع.
والحياة.
والجنائز.
والمشيعون
لك.
فشكرا لك.
شكرا على كل ما أنفقته على الموت.
وشكرا لكل من كتب عنك.
شكرا لقارعي الطبول والصنوج.
ومن المقابر.
ومن النعوش والتوابيت
ومن الحزن
ومن البكاء
تخرج أصوات الموتى صارخة:
شكرا هشام أيت منا على كل كرمك.
ويخرج الموتى
هاتفين باسمك. وحاملينك على أكتافهم.