أعدها الاستاذ الباحث ل”كود” عبد اللطيف اگنوش ///

تأطير العالم القروي البربري قامت بيه سلطات الحماية ظاهريا تحت شعار تحديث ودَمَقْرَطة المجتمع المغربي، ولكن الحقيقة هي أن هاذ السلطات سَلْكات الطريق ديال “فَرقْ تسُدْ” بين العالم القروي وعالم المدن…وهو أسلوب سياسي عملي للي نهجاتو فرنسا عبر جوج ديال التدابير…التدبير الأول كايتعلق بما سُمي “سياسة القواد الكبار”، والتدبير الثاني هو للي معروف بالسياسة البربرية للحماية وللي نهجاتو عبر ما اصطُلح عليه بالظهير البربري ديال 1930…

من أجل تطبيق معاهدة الحماية، السلطات الفرنسية شرْعات في توحيد الساكنة المغربية باسم السلطان للقضاء على هاذيك الثمائية المعروفة بين “بلاد المخزن” و”بلاد السيبة”…العملية السياسية للي بدات في تطبيقها، طلقات عليها اسم “التًهْدِئة” أو La pacification ، وباش تنجح فيها، قسسمات المغرب لمناطق مدنية في “بلاد المخزن”، ومناطق عسكرية في “بلاد السيبة”…اللولة خاضعة للقانون وللإدارة المدنية، والثانية خاضعة للعسكر وللحكم العسكري في انتظار “تهدئتها” وإدخالها تحت السلطة “السياسية الزمنية” ديال السلطان العلوي…

في إطار هاذ “الحرب” ضد القبايل ديال “السيبة”، سلطات الحماية اعتامدات من اللول على القواد الكبار، وخاصة منهوم للي موجودين في الأماكن والمَعَابِر الاستراتيجية المُؤدية للصحرا…وكان طبيعي أنها تدمج في التحالفات ديالها “الكًلاوي” بالنسبة لمعبر “تيزين تيشكا”، و”الكًوندافي” بالنسبة “لتيزين تاست”، و”المتُوكًي” بالنسبة “لمتوكًة”…

هاذ القواد الكبار، بالرغم من أنهوم كانو أقوياء ظاهريا، إلا أنهوم ماكنوش متحَكْكميين في القبايل السايبة ديال الجبل شي تحَكُم تامْ…بل كانو ديما مُعَرًضين للثورات ديالها، أو للحروب ديالها معا جيرانها للي ماخاضعينش لهاذ القواد…هاذ المكانة السياسية الضعيفة ديالهوم، كانت كاتخلليهوم مستاعددين باستمرار أنهوم يتْوَررْطو في جميع التحالفات المشبوهة معا الجِيهة الغالْبة والقوية دفاعا على مصالحهوم هي اللولة، سواء كانت هاذ الجيهة هي المخزن أو كانت هي النصارى!! وللي بغا يزيد يططًلع على هاذ الحالة للي كانو كايعيشوها القُواد الكبار في المغرب، يشوف الكتاب ديال Robert Montagne للي نشرو في عام 1953 تحت عنوان: “ثورة في المغرب” !!

ابتداء من 1912، الجينرال ليوطي غادي يعطي لهاذ القواد الكبار الوسائل للي كانو كايفتاقرو ليها، ودار منهوم “معاونين” ديالو في سياسة التهدئة للي شْرَعْ في تطبيقها…عطاهوم سلطات ماكانوش كايحلمو بيها…عفاهوم من جميع التحملات للي خاضعين ليها المغاربة على الصعيد المحلي…طْلَقْ ليهوم اللعب في كولشي، ودار منهوم قواد أقوياء ماديا واعتباريا عندهوم “شان عظيم” بالنسبة لسكان القرى والجبال…وفي نفس الوقت، دار منهوم أداة طَيِعة في يد الإقامة العامة الفرنسية، والحليف الأساسي في السياسة الفرنسية بالمغرب…
سلطات الحماية مشات أبعد من هذا مللي فككرات في أبناء القواد الكبار، وبنات ليهوم “المدرسة العسكرية الدار البيضا” في مكناس في عام 1918…والهدف من هاذ المدرسة كان من البداية هو تكوين ضباط من أبناء العائلات ديال الشُرفا، والقواد وشيوخ الصوفية ديال البلاد…ضباط للي مفروض فيهوم مللي يتخررجو، يدافعو على “الوجود الفرنسي بالمغرب”…فكانو كايقرريوهوم اللغة الفرنسية، وتاريخ وجغرافية فرنسا والبلدان التابعة لها، ثم العلوم العسكرية…وفي نفس الاتجاه ولنفس الغرض تبنى من بعد “كوليج أزرو” خاص غير بأبناء الأعيان الشلوح…غير هو للي ماحسباتوش فرنسا، هو أن هاذ المدارس صبحات من بعد مرتع لترويج الأفكار السياسية ديال “الحركة القومية”…

هاذ الاستراتيجية الرامية لمَأْسَسَة “السيبة” صبْحات واضحة في عام 1923 مللي السلطات خلْقات “المدارس الفرنسية/المغربية”، ودارت ليها برامج دراسية خاصة فيها غير اللغة الفرنسية مع إقصاء الرآن واللغة العربية…وفي هاذ المُناسبة، نعطي للقارئ الكريم هاذ المُقْتطف من واحد المذكرة للي كان بعثها “ليوطي” لرؤساء الجهات، كايقول فيه: “من الناحية السياسية قريبة المدى، هاذ المدارس الهدف ديالها لازمو يكون هو تدجين المغربي، والإبقاء على الفوارق اللغوية بين المغاربة، وكذلك الفوارق الدينية والاجتماعية بين بلاد المخزن للي مُعَرًب ومْتْأسْلَمْ، وبلاد السيبة ديال الجبل والشلوح للي مُتَديِنين شي شوية وماكايعرفوش العربية” !!
وفي عام 1930، غادي سلطات الحماية تقوم بتتويج هاذ السياسية ديال مَأْسَسَة “السيبة” بما سمي بالظهير البربري…