الفيفا طالبو الصبليون يوضحو لهم تهم الفساد المالي الموجهة للرئيس السابق روبياليس وللمعتقلين فالقضية
حميد زيد كود ////
ما حدث في مؤتمر حزب الاستقلال إيجابي.
فلأول مرة لم تكن الكلاب طرفا. ولا تيار استعان بها.
لأول مرة. قرر الاستقلاليون. ألا يحسموا خلافاتهم بالحيوانات.
ولم يكن عض.
ولم يكن نهش.
ولا سعار.
وهذا جيد. وخطوة مهمة في مسار هذا الحزب التاريخي.
فالإنسان حيوان سياسي بطبعه. وعلى البشر أن يحلوا مشاكلهم في ما بينهم.
وقد توصل الاستقلاليون إلى هذه القناعة.
ولم يقحموا الغرباء في مؤتمرهم.
ولم يأت شباط ولا ولد الرشيد بالكلاب.
وبعد كل هذه السنوات. استوعب حزب علال الفاسي أهمية استقلالية القرار. وخطورة تدخل الكلاب.
واعتمدوا على أنفسهم. وعلى قواهم. وعلى أسلحتهم. متخلين عن أخطاء الماضي.
وكان المؤتمرون كائنات إنسانية. وكان بشر ضد بشر. يتعاركون. ويطيرون الصحون.
وكانت قصة الخلق تحكى في طبعة مزيدة ومنقحة.
وكان الاستقلالي يقاتل الستقلالي.
وكان الاستقلالي ذئبا لأخيه الاستقلالي.
كما كان الإنسان منذ البدء يقاتل أخاه الإنسان.
وليسا هينا أن تترك الوليمة.
وليس سهلا أن تغض الطرف على ما لذ وطاب.
وألا يسيل لعابك.
وتختار الصراع. وتختار المواجهة.
وتختار مواجهة الأفكار وقذف نقيضك بالكراسي.
وأي متتبع للمشهد السيايسي لم يسبق له أن رأى مثل هذا.
وأي حزب في المغرب لم يسبق له أن فرط في الوليمة في سبيل الحزب.
وهذه سابقة.
وتحسب لحزب الاستقلال.
أما الآخرون. أما الأحزاب المصطنعة. أما الأحزاب الإدارية.فيلتهمون الأكل أولا.
والطعام لديهم هو المهم.
واللحم قبل الحزب.
والبرقوق ضروري في الأرضية.
والدجاج وثيقة للنقاش.
ولا يصوتون. ولا يرفعون الشعارات. ولا يحملون الزعيم فوق الأكتاف. إلا بعد أن يشبعوا. وبعد أن تصيبهم التخمة.
وغالبا ما يتخلون عن مهامهم النضالية. وعن السبب الذي جاؤوا من أجله.
وهذا ما يحدث دائما في مؤتمرات وتجمعات الأحزاب غير التاريخية.
ولذلك لا حرب ولا معارك طاحنة تقع في أحزابهم.
ولا موائد تقلب في التجمع الوطني للأحرار. والاتحاد الدستوري. ومن على هذه الشاكلة.
لأن شعارهم الأكل أولا وبعدي الطوفان.
فيمر المؤتمر هادئا. ولا خلاف فيه. ويسوده الحب والاحترام. كما تحرص القيادة على تشنيف مسامعهم بالطرب الأندلسي. على إيقاع نوبة
رمل الماية.
فيمر الحدث كقيلولة.
ويأتي الشاي. وتأتي الفواكه. وأطباق الحلويات. والعصائر.
ثم وبعد أن يفرغ المؤتمرون كل ذلك في بطونهم يتجشؤون. ويحلمون بالمستقبل الوردي الذي ينتظرهم.
وينتخب الزعيم. دون جروح طفيفة. ولا دم مراق. ولا كدمات.
بينما لم يفعل الاستقلال ذلك.
ويجب أن تكون منحازا ومع التحكم كي لا تنتبه إلى حجم هذه التضحية.
وقد تكون جهة ما تدخلت
وقد يكون شباط غير مرغوب فيه
لكن
ما يجعلني أشيد بالمؤتمر
أنه كان إنسانيا
مائة في المائة
ولم يلحظ أحد وجود كلاب ولا حمير ولا نوق قادمة من الصحراء
رغم أن بعض المغرضين
وبعض خصوم الحزب
يضخمون قضية الصحون
ويؤكدون أن الكلاب ستحضر
و أنها هي من سيحسم في من سيكون الأمين
وهي التي ستعض الخاسر
وهي التي ستطرده شر طردة
ولن تتغيب عن هذه المحطة
وهي ليست وفية كما يدعي الناس
إذ يحدث أن تعض صاحبها
ومن أحسن إليها
ومن أتى بها إلى حزب الاستقلال أول مرة.