تقرير رسمي: أسعار الصناعات الغذائية فبلادنا تراجعات وإنتاج وتوزيع الما والضو مستقر
احمد الطيب – كود الرباط ///
عرف المغرب عبر التاريخ، كباقي بلدان العالم، العديد من الأوبئة التي أتت على الزرع والضرع.
غير أن غياب الكتابات، التي يمكن أن توثق لتلك المرحلة، غيب عن المغاربة ما يمكن أن يعلموه عن الأمراض التي أهلكت الكثير من أجدادهم. هنا، تعرض لكم “كود” أشهر الأوبئة التي تضمنتها متون التاريخ.
1) طاعون 1361. هلاك الجيعانين والطايح أكثر من النايض
عرف المغرب، ابتداء من سنة 1361 في عصر الوطاسيين، طاعونا أهلك الكثير من الناس في وقت لم تكن تتوفر فيه وسائل العلاج.
وتحفل الكتابات التاريخية الموثقة لذلك الطاعون، الذي استمر ثلاث سنوات يحصد الناس كما يحصد الفلاح السنابل، بعبارات غاية في البلاغة، من قبيل: «كان يدفن في الحفير الواحد (الحفرة الواحدة) المائة من الناس»، و«يحملون من الموتى أربعة أو ثلاثة واثنين على نعش»، والوباء الذي «احتجز الكثير إلى القبور واعتزل»، أو «الذي تحيف الأمم وذهب بأهل الجيل»، و«طوى البساط (الأرض) بما فيه»، و«هلكة المجاع (الجيعانين)، وفشو الموتان (انتشار الموتى)»، الذي يمكن مقابلته بالتعبير الدارج “الطايح أكثر من النايض”… وغيرها من الكتابات التي تعبر عما سببه ذلك الطاعون من مخلفات على البلاد والعباد، اضطر بعضهم إلى تسليم أنفسهم وأبنائهم إلى النصارى مقابل الطعام، كما حدث، على سبيل المثال، مع سكان دكالة وعرب سفيان والشاوية، الذين عانوا أيضا من توالي سنوات الجفاف، التي أتت على الأخضر واليابس، وأيضا على دواب الحرث.
أمام ذلك، اضطر الناس إلى هجرة أراضيهم هربا من الجفاف والطاعون، وأيضا هربا من تكاثر عمليات السلب والنهب التي مارسها الأقوياء منهم. فيما ظل الذين اختاروا البقاء يبحثون عن وساطات تحميهم، كالأولياء، إلى حد أن بعضهم لجأ إلى “المجاذيب” والمشعوذين، إيمانا بقدرتهم على دفع الشر والضرر.
لكن اللافت للانتباه، كما أشارت إلى ذلك النصوص التاريخية، أن أثر ذلك الطاعون كان أخف في المناطق الصحراوية والجبلية لعزلتها لنسبية، وبعدها عن المحاور التجارية الرئيسية.
ربما، منذئذ، اكتشف الناس أن الابتعاد عن الناس، في وقت ما، يمكن أن يدفع العدوى.